الترابي حاول ينقل الاخوان المسلمين نقلة للأمام في كم جانب، تنظيمي و سياسي ومن ناحية وسائل الممارسة والعمل . جبهة الميثاق الإسلامي و الجبهة الإسلامية لاحقا لمن تقارنا بجماعة الاخوان المسلمين المصرية مثلا بتجد فرق كبير ، واحد سألني السؤال دا قبل يومين قلت ليهو زي الفرق بين الموبايل النوكيا الربيكا و الإسمارت فون الحالي. الإسلاميون في عزلة إجتماعية دائما ، بيمثلو اخوية و رابطة موازية للمجتمع دي سمة اساسية ممكن يلاحظا لاي زول مهتم و دارس للحركات الإسلامية و فكرها و أدبها التنظيمي. النسخة السودانية واحدة من اهم ايجابياتها في عهد شبابها وربيع عمرها انها قدرت تخترق المجتمع السوداني وتتلون بألوانه و تتسم بسماته لحد كبير. بتلقى فيها كل القبائل و كل الطوائف . اخترق ابناء الختمية و الانصار و قواعد السودانيين شرقا وغربا ومع إستلامها السلطة إلتحمت اكثر بالسودان كماهو وليس كما يجب ان يكون في المخيلة الآيدلوجية للإسلاميين. التوجه دا ( ترابوي ) كامل الدسم و قفزة حقيقية للأمام لكن طبعا من ذات الباب دا فشلت الحركة الاسلامية تماما لأسباب كتيرة و انتهت بأن تكون حقبتها اسوا حقبة مرت على تاريخ السودان و تنتهي بسقوط نظام البشير. دلالات الفشل عظيمة شديد لو لسا في إسلامي عاقل حايفهم انو الدلالات اعمق من مجرد فشل تطبيق بل هو فشل مرتبط بالتصور نفسه من ناحية وفشل مرتبط بالوضعية التاريخية للمجتمع السوداني و دولة مابعد الإستعمار عموما. دي مستويات عميقة لتفهم الفشل بتخلي اي اسلامي يفتح باب مراجعات حقيقية ويحاول يبني لمشروع مستقبلي حقيقي بحس وطني و مسؤول وقائم على اساس الثورة نفسها. لكن للأسف غالب الإسلاميين السودانيين وبالذات ناس الحزب البائد و بعض قصيري النظر في الشعبي و آخرين ماقادرين يفهمو ولا عايزين يفهمو وكل الممكن يحركم هو الحمية الآيدلوجية القديمة. حمية جاهلة عمياء بلا بصيرة وإن إرتبطت بتوهم فكرة إصلاحية بخصوص التجاوزات التي تحدث والأخطاء الإستراتيجية التي ترتكب بإسم الثورة. الإسلاميون اليوم يتجهون لمرحلة ما قبل الترابي.يرمون بزحفهم الاخضر الغبي 60 سنة من الممارسة والتجربة وجب النظر فيها والإعتبار. نحنا اقسمنا على انفسنا و عهدنا واضح قدام انفسنا انو لارحوع للوراء مهما حدث. نحنا منطلقين من اساس الثورة نفسها وأي إنحراف يحدث فيها بالنسبة لينا مفهوم و متوقع وبنشوف انو دورنا الوطني الخقيقي نمنع التجاوزات و نناضل من اجل تخقيق مكتسبات اكتر وعلى المدى البعيد فعلنا دا حا يراكم خير عام كتير نتمناه لشعبنا . الثورة بداية حقبة طويلة و مهمة و اي تحالف تاني مع ( من لايملك بصيرة ) لينظر لنفسه ولايعرفها ناهيك عن الآخرين هو رجوع للوراء لن نقوم به مهما حدث. تجمع الزحف الاخضر يخفي وراءه مصالح. و لباس الإصلاح و الآيدلوجيا الذي يرتديه هو وهم مضلل . تجمع الزحف الاخضر فيه ناس صادقين ويمكن كانوا منحازين للثورة لكن العجيب انهم ماقادرين يشوفو كيف انو تجمع مماثل زي دا بيجمعم مع مجرمين وسماسرة سلطة سابقين استفادو منها و خلقو لأنفسهم ارصدة و أملاك بيجتنعو معاهم عشان يهتفو : هي لله ،هي لله. رسالتي للإسلاميين غير الكلام الفوق دا هي : لازم تتمايز صفوف كم بوضوح . مهما حدث ما في تحالف و إصطفاف يجمعكم و إلا فالتاريخ لايرحم. وبالشايفو دا لسا مستمرين في ارتكاب الاخطاء الإستراتيجية وماقادرين تتعلمو.