اسرائيل لن يخسر اي شئ اذا توقفت باقي الدول العربية عن التطبيع . واما اذا استمر قطار التطبيع ستكسب الكتير يعني زيادة خير. اسرائيل لن تخسر لانها حصلت على ما تريد وعلى أغلب ما يمكن ان تحصل عليه اسرائيل حصلت علي اعتراف عربي على انها دولة صاحبة حقوق في المنطقة وان على الجميع ان يعترف بذلك ولكي نكون منصفين فاذا اسرائيل حصلت على كل هذا الاعتراف من العرب ومن اصحاب القضية بعد (اوسلو) فماذا سيضيف اليها اعتراف السودان الدولة الفقيرة التي لا تربطها حدود جغرافية معها ؟ للاجابة على هذا السؤال يجب ان نضع في الاعتبار الجوانب النفسية والتاريخية التي حكمت الصراع العربي الاسرائيلي .. اسرائيل تعلم وتدرك تماما انها لم تكن يوما جزءا من هذا الكيان الاقليمي المهم في العالم والمؤثر بكل المقاييس . اسرائيل تعلم وتدرك تماما انه ستظل نبتا غريبا بين الشعوب العربية . وحين تنفتح الابواب امامها بهذه الصورة فلا شك ان هذا مكسب كبير لاسرائيل وحين تجد اسرائيل محاولات التطبيع مع العالم العربي تدخل مرحلة التنسيق وحين تجد المؤسسات الاقتصادية تسعى اليها في حال هرولة وحين تجد العلماء والمثقفين يقدمون لها فروض الولاء والطاعة وحين تجد مناهج التعليم تتغير من اجل عيون اسرائيل فهذه مكاسب كبيرة لم تحلم بها اسرائيل يوما وعلى المستوى العالمي فان اسرائيل تبدو امام العالم في صورة مختلفة عما كانت عليه ايام مؤتمر(اللاءات الثلاثة!!) فغيرت اسرائيل وجهة نظر العالم فيها واستطاعت ان تعيد الكثير من جسورها مع دول العالم المختلفة . لقد أعادت علاقاتها السياسية مع كل دول العالم تقريبا والدول العربية والأهم أصحاب القضية الفلسطينيين إذن تطبيعها مع السودان لا يعني لها الا حالة نفسية لهذا نرى ان توقف قطار التطبيع والسلام الاسرائيلي فلن يؤثر على اسرائيل ولن تخسر والخسارة ستكون على الدول التي لم تطبع لماذا؟ لان اسرائيل اخدت كل شي مقدما وتحصلت على كل ما تريد تقريبا وتطبيعها مع السودان يا عرب لن يعيد لكم اخطاء اتفاقيتي اوسلو وكامب ديفد وبنودهما السرية اسرائيل في مفاوضاتها مع العرب اخدت جميع مستحقاتها مقدما وبينما بقى الجزء الاكبر من مستحقات الدول العربية في قائمة المؤجلات هذا ما يثير غضبهم الان بينما السودان تعلم الدرس وهذا يحسب على براعة المفاوض السوداني والدبلوماسية الهادئة لرئيس الوزراء حمدوك وخبرته فأخذ اهم ما يريد مقدما وأهمها خروجنا من تلك القائمة السوداء التي وضعتنا فيها تهورات (الجبهة الاسلامية) والايدلوجيات التي عفا عليها الزمن والتي عزلتنا عن العالم وغابت عنا التكنولوجيا والتعليم الجيد وتدمرت قطاراتنا وطائراتنا والزراعة وكل شي . إذن ما الذي يضيرك اذا كان تطبيع العلاقات الاسرائيلية هو تطبيع حكومات وليس شعوب السودان لا يشكل خطرا علي اسرائيل حتى يضع شروطه ولكن حصل على مستحقاته مقدما بينما المفاوض العربي اجل جميع قضاياه المهمة ابتداءا من الاسلحة النووية واللاجئين وانتهاءا بالقدس بينما اخدت اسرائيل جميع مستحقاتها واشياء كتيرة لم تحلم بها واهمها واخطرها ان اسرائيل اصبحت شريكا اساسيا في تخطيط مستقبل المنطقة بل انها تضع نفسها الان على رأس القائمة .. بالله عليكم قولوا لنا من في حاجة التطبيع ؟