تظل ذكري ثورة أكتوبر هي الذكري الأثيرة في نفس كل سوداني و سودانية.. هي " أم الثورات " السودانية..كانت صرخة مدوية في وجه الدكتاتورية العسكرية… و فيها أعلن الشعب أنه شعب صعب المراس، و أن من يسوسه دون رضاه، فإن مزبلة التاريخ ستكون في إنتظاره طال الزمن أم قصر.. لم يكن الواقع الإقتصادي هو المبرر او الدافع للغضب "المدني" السوداني الذي أنزل الهزيمة الأولي بحكم "العسكر" .. بل كان التوق للحكم المدني الديمقراطي الذي يعشقه أهل السودان قاطبة.. فأهلنا يتمسكون بحريتهم و يمقتون التسلط و المتسلطين.. شعب عرف بكبريائه و عزة نفسه… و تظل لثورة أكتوبر نكهة خاصة بطعم الرضا و الفخر.. و شعب السودان يفخر بأن عنقه تتدلي منه أوسمة العز بإنجاز ثلاث ثورات شعبية، لا يوجد شعب آخر في الإقليم أو الجوار قد انجز مثلها.. كانت آخرها ثورة ديسمبر المجيدة. جاءت ذكري أكتوبر هذا العام في ظروف إستثنائية بكل المقاييس… فالأوضاع الإقتصادية أكثر من ضاغطة، و التآمر علي ثورة ديسمبر، رديفة ثورة أكتوبر، علي أشده من فلول الأبالسة… و وضح جليآ أن من ظننا أنهم يؤمنون بقيم الثورة و مطالبها فشاركناهم في مؤسسات الحكم، ليسوا إلا ثعالب "فلول" في ثياب الواعظين.. ظلوا يضمرون السوء و الشر للثورة و الثوار.. فمنهم من قال بالتفويض فإرتد عليه طلبه خيبة و حسرة.. و منهم من قال أن المدنيين لن يحكموا دونهم، قالها و هو يلوح بعصاه وسط جنود أسكرتهم عنتريات قائدهم فطفقوا يهللون و يكبرون… و بين هذا و ذاك صامت يراقب عل الله يحدث أمرآ.. وسط كل هذه الأجواء المشحونة، جاءت ذكري ثورة أكتوبر هذا العام.. و تنادي نفر من أهل الثورة ان هلموا لمسيرة "تصحيح " المسار… و ظن الفلول أن الفرصة قد واتتهم للإنقضاض علي الثورة.. و صور لهم خيالهم المريض و إدراكهم القاصر أنهم يمكن أن يعودوا لحكم السودان تارة أخري.. و أن المصاعب الإقتصادية و تململ البعض من التعثر في مسيرة الثورة سيجعل الجماهير تنقلب علي الثورة و تعلن كفرها بها … فنادي نفر منهم و بعض شيوخ الغفلة، بما فيهم من أفتي للمخلوع " بقتل" ثلث الشعب.. تنادوا الي مليونية متخيلة في وهمهم فقط… فجاءت مواكبهم "هزيلة" كهزال همتهم.. أقول.. عندما دوي هتاف الثوار الذين خرجوا " الجوع، الجوع ولا الكيزان" !!.. أسقط في يد الأبالسة.. و إنقلب تآمرهم وبالآ عليهم… جاءت " الرسالة" أوضح من أن تخطئ العنوان.. بأن الأزمات التي يخلقها الفلول ليصيبوا الناس باليأس من الثورة لن تأتي أكلها.. و أن الشعب علي إستعداد لتحمل كل رزيئة يبتلي بها… و انهم يقبلون بأي شئ إلا عودة هؤلاء اللصوص الي الحكم مرة أخري.. أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت..