للمرة الاولى فى تاريخ السياسة السودانية يخرج علينا الحزب الشيوعى السودانى بازدواجية غريبة ومريبة اذ يبدو فى جانب منه مؤيد للحكومة الانتقالية يحشد عناصره -قويها وضعيفها فى تفاصيل الدولة وزارات وولايات ومؤسسات- ويكاد يكون هو المهيمن الاوحد القائد لدفة الجهاز التنفيذى توجيها وتنفيذا- نسخة اخرى من التمكين الذى مارسه حكم الاخوان الانقاذيين سرا ومارسه الحزب الشيوعى علنا- مستوعبا استراتيجة دحسن الترابى المخادعة اذهب للقصر رئيسا وساذهب للسجن حبيسا- لكن هنا فى حالة الحزب الشيوعى يبدو انه وصل مرحلة التشبع من الانفراد بالحكم ولم يعد يخشى غرابة المواقف التى تجعله حاكما ومعارضا فى ان- لا بل يدعو للتظاهر والاضراب والاعتصام-اما اضراب واعتصام ضد مين فلا شك ضد حكم الحزب الشيوعى نفسه سبق للحزب الشيوعى ان سطا على ثورة اكتوبر وسرقها نهارا مع سبق الاصرار والترصد لكن الشارع الوطنى النافر يومها لم يمنحه اكثر من 48 ساعة لقهر فكرة حكم الشيوعيين رغم تسترهم بما اطلقوا عليه جبهة الهيئات وهى الجدة الكبيرة لتجمع المهنيين واحفادها عيال الحرية والتغيير. الحزب الشيوعى اطمان لتوظيف اختيار الدكتور حمدوك وحاول اكثر من محاولة لوضعة على مسار الاستراتيجية العبثية للنظرية الماركسية لكن دكتور حمدوك بدا نافرا ثم مالبث ان لوى عنقه واصر ومضى فى طريق حر سبقه اليه الفريق البرهان بشجاعة ساهمت فى النجاحات الداوية لحكم الهجين مدنى عسكرى نجاحا لايمكن نكرانه-بل الواجب الوطنى يحتم الاعتراف به فالسلام الجزئى الدى تحقق لايمكن نكرانه ورفع السودان من قائمة الارهاب ومن ثم تحصين السودان من ملاحقات اخرى وتحرير الاسعار للمحروقات- كلها قرارات شجاعة جدا ومطلوبة جدا لوضع البلاد فى المسار المنطقى المؤدى للمستقبل– ولايمكن لحكومة اخرى فى وضعنا السياسى المتازم ان تتخد قرارات مصيرية كما اتخدها نظام البرهان حمدوك خاصة التطبيع مع اسرايئل والانفتاح الواسع نحو العالم. الصادق عبد الوهاب ابومنتصر