الخرطوم – التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، الأحد، قادة الحركات المسلحة الموقعين على اتفاق جوبا لسلام السودان. ورحب البرهان بأطراف عملية السلام قائلا "مرحبا أبناء الوطن شركاء وصناع السلام فالشجعان هم من يصنعونه والسلام هو الانتصار الدائم". وأوضح البرهان أن وصولهم (قادة الحركات) إلى البلاد يمثل "خطوة كبيرة وداعمة لمسيرة السلام الشامل في البلاد واستشراف مرحلة جديدة في تاريخ السودان يسودها السلام والأمن والاستقرار". و أعلن عبدالله حمدوك رئيس الوزراء من جهته، البدء في الخطوات الأولى لوضع حد لمعاناة النازحين ومخاطبة قضاياهم. وقال حمدوك "لأول مرة نصل إلى سلام يخاطب جذور الأزمة وبناء الدولة السودانية بشكل حقيقي". مضيفا "بالإرادة القوية والعزيمة سنتخطى كل تعقيدات بناء السلام على الأرض". وأكد توت قلواك رئيس لجنة الوساطة في مفاوضات السلام السودانية من جنوب السودان أن الوساطة ستواصل جهودها من أجل إلحاق بقية الحركات السودانية بعملية السلام، منوها بأن وصول عبدالواحد محمد نور رئيس "حركة تحرير السودان – جناح عبدالواحد نور" إلى أوغندا يمثل خطوة في سبيل استكمال السلام. وأعرب قلواك عن سعادته بوصول قادة أطراف العملية السلمية إلى السودان، للمشاركة في الاحتفال بتوقيع اتفاق جوبا لسلام السودان، مشيرا إلى الدور الكبير الذي لعبه الفريق أول سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان في إنجاز السلام في السودان، مشددا على أن الاستقرار في السودان هو استقرار لدولة جنوب السودان. وأشاد بدور الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، ورئيس وفد الحكومة لمفاوضات جوبا، في التوصل إلى هذا السلام الذي ظل ينتظره السودانيون طويلا. وفي وقت سابق، الأحد، وصل الخرطوم كل من رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس، ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، ورئيس الحركة الشعبية شمال- مالك عقار. وفي 3 أكتوبر الماضي، جرى توقيع اتفاق جوبا ووقع على الاتفاق من جانب المعارضة المسلحة الجبهة الثورية السودانية، التي تضم خمس حركات مسلحة وأربع حركات سياسية، في حين لم ينضم فصيلان رئيسيان، وهما جيش تحرير السودان والحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو إلى مفاوضات السلام. وتضمن نص اتفاق السلام تحصل الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام، على 3 مقاعد بمجلس السيادة، و5 وزارات بالحكومة قابلة للزيادة، و25 في المئة من مقاعد المجلس التشريعي. وتأتي الاحتفالات في خضم ورود تقارير بشأن زيارة وفد إسرائيلي العاصمة السودانية، بهدف تعزيز إعلان البلدين عن تطبيع العلاقات. وقالت هيئة البث العبرية الرسمية، الثلاثاء الماضي، إن "وفدا إسرائيليا سيزور الخرطوم الأحد في إطار ترسيخ عملية تطبيع العلاقات بين البلدين". وأضافت "ستكون هذه الزيارة الأولى منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الشهر الماضي موافقة السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل". ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع قوله، قبل أيام، إن إسرائيل تعتزم إرسال أول وفد لها إلى السودان، الأحد. ولفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أو جنسيته للوكالة أن "الوفد سيصل الأحد المقبل إلى الخرطوم وذلك بهدف تعزيز التطبيع". ونقلت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" عن مصدر إسرائيلي مطلع لم تسمه قوله إن الزيارة قد أرجئت إلى الاثنين، ليبحث مع المسؤولين السودانيين، ترسيخ عملية تطبيع العلاقات بين الدولتين، بينما أفادت وسائل إعلام أخرى أن خلافات داخلية في الحكومة الإسرائيلية حول تشكيلة الوفد المسافر إلى الخرطوم أجلت الزيارة. فيما نفت وزارة الخارجية السودانية، علمها بتلك الزيارة، فيما لم تصدر تصريحات رسمية أخرى من السودان، بشأن الزيارة، وتحديد طبيعة الوفد وأجندة زيارته. في 23 أكتوبر الماضي، أعلن قادة الولاياتالمتحدة وإسرائيل والسودان في بيان مشترك رسميا، عن توصل الخرطوم وتل أبيب إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما. وفي إطار اتفاق تطبيع العلاقات، عبرت رحلة طيران تجارية إسرائيلية للمرة الأولى الأسبوع الفائت أجواء السودان. جدير بالذكر أن السودان والاحتلال الإسرائيلي اتفقا على اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات، في اتفاق بوساطة الولاياتالمتحدة، في أكتوبر الماضي، وأعلنه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بعد اتصال هاتفي جمعه مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك ورئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبدالفتاح البرهان. وكان وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمرالدين، أكد بتصريحات للصحافيين، في 29 أكتوبر، أن الموافقة على التطبيع مع إسرائيل "مبدئية وشفهية"، وأن تأكيدها في اتفاق مرتبط بموافقة البرلمان.