قالت مصادر سودانية ل"الشرق"، إن وفداً إسرائيلياً زار العاصمة الخرطوم، الاثنين، في زيارة اليوم واحد. وأضافت المصادر أن الوفد الذي يتكون من 3 أشخاص، انخرط في اجتماعات مع الجانب السوداني، بمطار القاعدة العسكرية في الخرطوم. وأشارت إلى أن الاجتماعات بين الجانبين ناقشت ملفات أمنية، إلى جانب بحث التوصل إلى توافق بين الخرطوم وتل أبيب، لافتة إلى أنه جرى الاتفاق على زيارة قادمة لوفد إسرائيلي أكبر للسودان. وتابعت المصادر أن الوفد الإسرائيلي، التقي رئيس المجلس السيادي الانتقالي، الفريق عبد الفتاح البرهان، وقيادات العسكرية، مشيرة إلى أن المباحثات مغلقة، وتتعلق بالجانب العسكري فقط. وكان راديو الجيش الإسرائيلي، قال إن إسرائيل أرسلت أول وفد إلى السودان، الاثنين، بعد شهر من اتفاق البلدين على اتخاذ خطوات نحو تطبيع العلاقات. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر تشارك في التخطيط، أن الزيارة كان مقرراً لها أن تجرى الأسبوع الماضي، لكنها تأخرت لأسباب لوجستية، فيما قالت مصادر ل"الشرق" إنها تأجلت مرتين، بسبب خلافات إسرائيلية. وفي ال23 من أكتوبر الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، موافقة السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ما يجعله ثالث بلد عربي ينهي العداء مع تل أبيب، خلال الشهرين الماضيين، بعد الإمارات العربية المتحدة والبحرين. وقال مسؤولون سودانيون حينئذٍ، إن ما أعلنه ترمب "هو اتفاق على التطبيع وليس تطبيعاً"، مشيرين إلى أن التطبيع لن يدخل حيز التنفيذ قبل "اكتمال المؤسسات الدستورية بتكوين المجلس التشريعي، وهو مَن سيقرر الموافقة من عدمها على التطبيع مع إسرائيل". وتزامناً مع الإعلان، وقع ترمب قراراً يقضي برفع السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب، وأخطر الكونغرس بقراره. وكانت وزارة العدل السودانية، أعلنت أن الحكومة الانتقالية، وقّعت اتفاقية ثنائية مع الولاياتالمتحدة، لتسوية القضايا المرفوعة ضد الخرطوم في المحاكم الأميركية، والتي تشمل تفجير السفارتين في نيروبي ودار السلام. وبموجب هذه الاتفاقية، وافقت الخرطوم على تسديد مبلغ 335 مليون دولار توضع في حساب ضمان مشترك، إلى حين إكمال واشنطن إجراءات حصول السودان على حصانته السيادية بعد خروجه من قائمة الإرهاب. وتُسقط الاتفاقيةُ الأحكامَ القضائية الصادرة بحق السودان، والبالغة أكثر من 10 مليارات دولار، لتعويض ضحايا تفجيري السفارتين، كما يُمنع بموجبها رفع دعاوى مستقبلية ضد الخرطوم.