الخرطوم تحولت صباح امس إلى قبلة لأنظار العالم بشقيه الاقليمي والدولي، على خلفية زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود.. الخطوة التي اقدمت عليها الرياض بالهبوط في الخرطوم اثارت حيرة الكثيرين من حيث التوقيت واهداف الزيارة واجندتها.. لتتسيد الاستفهامات المشهد. توقيت الزيارة بحسب الخبر الذى انفردت به (السوداني) امس، فإن وصول الوزير الأمير فيصل بن فرحان آل سعود فرحان يأتي في ظل متغيرات جذرية سوف يشهدها بلده، قائد حلف المقاطعة مع الدوحة، اذ باتت عودة العلاقات مع قطر مسألة وقت.. وبالتالي ترتيبات واصطفافات تتم بهدوء في المنطقة العربية وقطعا السودان جزء من ذلك، لتبدأ حملة تطبيع متسارعة تكفل ب(اتمامها) الرئيس الامريكى المنتهية ولايته ترمب قبيل مغادرته البيت الابيض بحلول العشرين من الشهر الجاري، اذن فزيارة فرحان إلى السودان لا تبتعد كثيرا عن تلك الترتيبات والاصطفافات الجديدة. لقاءات في المشهد ابتدر الوزير السعودي لقاءاته بلقاء وزير الخارجية السوداني عمر اسماعيل قمر الدين، قبل أن يدخل الطرفان في مباحثات مشتركة بمقر وزارة الخارجية بحضور كبار المسؤولين من الوزارة.. الطرفان ناقشا أوجه التعاون المشترك بين البلدين وسبل تطويرها سيما في مجالات التعاون الاقتصادي والاستثمار، وبحث الجانبان القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وأهمية تنسيق الجهود والمواقف في المحافل الإقليمية والدولية، واتفقا على تفعيل آليات التعاون بين السودان والمملكة بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين. حمدوك والرياض رئيس الوزراء كان المحطة الاولى في قيادات البلاد العليا التي التقت بالوزير السعودي، ليعبر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عن تقدير السودان العميق حكومة وشعباً لخادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة للدعم المتواصل الذي ظلت تقدمه للسودان لإنجاح الفترة الانتقالية والمساعدات الإنسانية المقدمة خلال جائحة كورونا وكارثة السيول والفيضانات الأخيرة.. رئيس الوزراء ناقش مستجدات الأوضاع في الفترة الانتقالية التي تمر بها البلاد واتفاق السلام الذي تحقق مؤخراً بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح، وعبر عن تطلع السودان لدعم الأشقاء له في هذه المرحلة، مؤكداً حرص السودان على استعادة دوره الفاعل على المستويين الإقليمي والدولي خدمة لأمن واستقرار المنطقة. ماذا قال البرهان؟ وطبقا لبيان وزارة الخارجية "في ختام زيارته التقى وزير خارجية المملكة برئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونقل له تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتأكيده لاستمرار دور المملكة في دعم السلام والاستقرار في السودان والجهود المبذولة لاكتمال رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، كما عبر رئيس مجلس السيادة الانتقالي عن تقدير السودان قيادةً وشعباً لمواقف المملكة الداعمة للسودان من منطلق العلاقات الأزلية بين البلدين، معبراً عن تطلع السودان لتعزيز التعاون مع المملكة في شتى المجالات انطلاقا من الحرص على مصلحة البلدين وإرساء لدعائم السلام والاستقرار في المنطقة ككل. البرهان يُثنى على مواقف السعودية الداعمة للسودان في كافة المجالات . في المقابل أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، عن تقدير السودان، حكومة وشعبا، لمواقف المملكة العربية السعودية الداعمة للسودان في كافة المجالات، خاصة خلال جائحة كورونا والفيضانات التي شهدها السودان. وأكد رئيس مجلس السيادة تطلع السودان وحرصه على تطوير علاقات البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين. رؤى وآراء ويذهب المحلل السياسي السفير الطريفي كرمنو في تفسيره لجدوى الزيارة وسر توقيتها، إلى أن أي تدهور امني في السودان في حال تنامت خلافات الشركاء في الخرطوم فإن ذلك سيكون له تداعيات على الرياض باعتبار أن الامر سيمتدد إلى ولاية الشرق التي تشهد اصلا تدهورا امنيا، وحيث يعد امن البحر الأحمر خطا أحمر، لانه يمثل شريانا رئيسيا لصادرات النفط السعودية ووارداتها، فضلا عن أن تطور الملف الاسرائيلي وملف الارهاب كلها ترتبط بما يجرى في البحر الاحمر، لذلك فإن الرياض تسعى للوقوف على كل تلك التداعيات والمساعدة في تخفيف الضائقة الاقتصادية. ويمضي الكرمنو في حديثه ل(السوداني) امس، إلى أن الرياض التي تنصب نفسها (شيخة) المنطقة عليها تريد أن تعزز امن هذا البحر الاحمر. ونوه ايضا الكرمنو إلى ملف آخر يرى انه من قاد الوزير السعودي إلى الخرطوم على رأسها اجراءات المصالحة التي قادها الرئيس الأمريكي ترمب وقادة الكويت، لكن كرمنو يستبعد أن يكون ملف انسحاب الجنود السودانيين من اليمن في حال اكتملت ترتيبات تجرى في منطقة الشرق الاوسط خاصة بعد فوز (بايدن) في الانتخابات الامريكية استبعد أن تكون الزيارة لفض هذا التحالف وعودة الجيش السوداني، لان ذلك ستكون له آثار خطيرة على امن باب المندب الذي سيغلق، لذا وجود قوات سودانية في هذه المنطقة يعد امرا مهما للسعودية.