إنطلقت أمس (الثلاثاء) بمقر اللجنة المركزية لتفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م واسترداد الأموال العامة، بالمجلس التشريعي ولاية الخرطوم، فعاليات الاجتماع التفاكري الأول للجان التفكيك الولائية بحضور مقرري وأعضاء اللجان بالولايات، حيث يستمر الاجتماع ليومين، ويختتم أعماله اليوم (الأربعاء)، وخاطب الجلسة الافتتاحية للاجتماع الرئيس المناوب للجنة التفكيك، عضو مجلس السيادة الانتقالي، محمد الفكي سليمان، مبيناً أن التمكين تم بطريقة سياسية؛ لذا فإن التفكيك لابد أن يتم بذات الوسائل "السياسية" عبر القانون، قائلا " التمكين هو نظام سياسي وتفكيكه يتم وفق تفويض سياسي أعطتنا له ثورة ديسمبر المجيدة"، منوهاً إلى أن التفكيك يتم بأدوات قانونية حتى لا نتجاوز حدودنا ونظلم الآخرين"، وقال أن لجنة التفكيك سياسية ولا تتعدى الحدود القانونية، وشدد على "البعد عن الظلم في عمل اللجنة"، مؤكداً أن عملهم يهدف أن يتم ذلك "دون تشفٍ ودون ظلم لأحد". نظام سياسي أوضح نائب رئيس لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م واسترداد الأموال العامة، إن التمكين هو "نظام سياسي" وأردف لذا فإن "تفكيكه يتم وفق تفويض سياسي منحته ثورة ديسمبر المجيدة"، وأضاف الفكي " إن لجنة إزالة التمكين لجنة سياسية ولا نخجل ولا نتخفى من أن نقول أنها سياسية تعمل بأدوات قانونية لتفكيك نظام الثلاثين من يونيو الذي بني وفق خطة التمكين وهي خطة سياسية"، وطالب الفكي لجان التفكيك الفرعية بالوحدات والولايات بالوحدة والانسجام والتحلي بروح الثورة لتحقيق أهداف الثورة التي نصت عليها الوثيقة الدستورية وفي مقدمتها تفكيك النظام المباد، وذكر إن "الهجوم على اللجنة يتم وفق خطاب سياسي لا يريد لها أن تصل إلى أهدافها". تجربة جديدة يلفت محمد الفكي إلى أن (لجنة التفكيك) تجربة جديدة على السودان، مبيناً أنه في الأنظمة السابقة كانت تطوى صحفحات الحكومات السابقة بقرارات "فوقية" مثل كنس الآثار وغيرها من المسميات، وزاد "لكن (لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو1989) تعمل وفق دراسات وقوانين محددة؛ ولذلك القرارات لديها تاخذ أحياناً أكثر من ستة أشهر ولا تتخذ قرارات مستعجلة وفق الأهواء الشخصية"، وقال إن اللجنة نجحت بالروح الثورية وروح عمل الفريق لإكمال المهمة لتترك لنا ما نفتخر به ونحكيه للأجيال القادمة، مؤكداً إن اللجان تقوم بعملها على أكمل وجه، وأضاف الفكي "إن الناس إذا تعاملوا مع النظام المباد بنفس طريقة معاملتهم، لم يكن هناك حاجة إلى هذه اللجنة وربما لأخذ الناس حقهم بأيديهم"!، وأردف "لكن في ثورة ديسمبر المجيدة لا نريد لذلك أن يتم في دولة القانون والمؤسسات"، ونوه إلى إن الثورة لن تحذو حذو النظام البائد في كنس الآثار السابقة بقرارات فوقية، وأعلن الفكي عن استعداد اللجنة لعقد مؤتمر صحفي مع نهاية العام لجرد الحساب. تبادل خبرات إعتبر محمد الفكي، إن لجان إزالة التمكين بالولايات تقف في خطوط النار الأمامية، وقال إن التمكين هناك بالولايات "أكثر شدة وأقوى تأثيرا"، منبهاً إلى أن الدولة القديمة "ما تزال باقية وموجودة"، لافتاً إلى أن الولايات تعاني من التمكين ونهب الثروات، وأفاد أن الاجتماع مع لجان الولايات يهدف لنقل الخبرات ونتبادل معهم الأفكار حول عمل اللجان بالولايات، ونوه لمحدودية أعضاء لجان التفكيك بالولايات مقارنة بالخرطوم، وأكد الرئيس المناوب للجنة إزالة التمكين، أن المهمة مستمرة لتفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989م، وأضاف أن الروح الثورية الحقيقية وروح الفريق الواحد أساس نجاح عمل اللجنة وإنفاذ التفكيك على الوجه الأكمل، وإكمالاً للمهمة والوصول إلى وطن معافىًّ، بدوره أوضح المحامي، وجدي صالح، عضو اللجنة العليا؛ إن الهدف من الاجتماع التفاكر وتبادل التجارب والخبرات بين اللجنة المركزية ولجان الولايات، وشهد اليوم الأول أمس تقديم ثلاث أوراق؛ ورقة قانونية قدمها الأستاذ وجدي صالح، ورقة التنفيذ والمتابعة قدمها دكتور صلاح مناع، ورقة الإعلام قدمها الأستاذ "محمد الأمين" عن اللجنة الإعلامية، واستعرض الدكتور مناع، عضو اللجنة العليا، المنهجية المتبعة لاتخاذ القرارات داخل اللجنة، مبيناً أنها تمر بعدة مراحل وتعتمد بصورة أساسية على اللجنة القانونية. إرتباط وثيق يربط محمد الفكي تحسن الوضع الاقتصادي بالبلاد، في جانب من جوانبه بشكل وثيق بلجنة إزالة التمكين، وما تقوم به من عمل لتحقيق الأهداف الرئيسية لثورة ديسمبر المجيدة، وقال الفكي، أن تحقيق السلام ونمو الاقتصاد لا ينفصلان عن الجهد الذي تقوم به لجان التفكيك، وأردف "أن أهداف الثورة مرتبطة بهذه اللجنة"، فيما يرى مراقبون أن تخريب الاقتصاد يتم بصورة رئيسية من عناصر النظام البائد، الذي تم تمكينهم اقتصادياً خلال تلك الحقبة، حيث أثرى محسوبون على النظام المباد ومرتبطون به بصورة فاحشة خلال تلك السنوات، واستفادوا مما تم تخصيصه لهم من ميزات دون غيرهم! وأشار الفكي اتخاذ لجنة تفكيك نظام الثلاثين من ينويو، المجلس التشريعي بالخرطوم كمقر لها، يحمل عدة دلالات في طياته؛ منها قدسية المكان، وكونه غارقاً في الرمزية وترفرف حوله أرواح السودانيين، إلى ذلك يشهد اليوم (الأربعاء) ختام فعاليات ملتقى لجان التفكيك بالولايات، تقديم ورقة عن (مراجعة الاستثمارات والشركات) يقدمها دكتور صلاح مناع، وورقة عن (الخدمة المدنية) يقدمها الأستاذ شوقي يعقوب، وأشار تعميم صحفي صادر عن "اللجنة الاعلامية" للجنة التفكيك، إن اللجنة العليا ستعقد اجتماعاً مشتركاً مع لجان التفكيك بالولايات لمناقشة أوضاع كل لجنة على حدة وإبداء الملاحظات على عمل اللجان الفرعية بهدف تجويد العمل. التيار