تحبس العاصمة أنفاسها بانتظار تظاهرات مرتقبة غدا (السبت) فى الذكرى الثانية لاندلاع ثورة ديسمبر التى أسقطت نظام الرئيس المخلوع عمر البشير. وعشية التظاهرات تشهد العاصمة السودانية الخرطوم إجراءات أمنية غير مسبوقة وإغلاق للجسور التى تربط المدن الثلاث للعاصمة وهى ، أم درمان ، الخرطوم بحرى والخرطوم. وأصدر النائب العام تاج السر علي الحبر ضوابط لتأمين تظاهرات يوم غد ومنع استخدام الرصاص أو الغاز المسيل للدموع في تفريق التجمعات السلمية. وقالت النيابة العامة، في بيان صحفى "إن النائب العام منع استخدام الرصاص أو الغاز المسيل للدموع في تفريق التجمعات السلمية استصحابا لمبدأ الحق في التعبير السلمي وتقديم المطالب السلمية لجهات الاختصاص". وطالب تاج السر الحبر وكلاء النيابة بمصاحبة قوات من الشرطة الأمنية بغرض التأمين والتنسيق مع لجان الميدان لمشاركة عناصر منهم في عملية الترتيب مع النيابة العامة، ومنعهم من "استخدام القوة المفرطة تحت أي ظروف". وكلف النائب العام قوة من مباحث شرطة ولاية الخرطوم والشرطة الأمنية بولاية الخرطوم للانتشار داخل التجمعات ورصد أي خطر أو تفلتات تهدد السلامة العامة. ومن جانبه تعهد وزير الداخلية السوداني الفريق أول شرطة الطريفي إدريس بتأمين تظاهرات 19 ديسمبر وحمايتها. وطالب الطريفي، وفقا لبيان صادر عن المكتب الصحفى للشرطة، بالتنسيق بين قوات الشرطة والقوات النظامية الأخرى والنيابة العامة، وتأمين المرافق والمنشآت والشوارع والكباري. ودعت لجان المقاومة، وهي مجموعات شبابية سلمية، نشطت خلال الثورة ضد نظام عمر البشير، إلى تسيير تظاهرات حاشدة غدا تحت شعار "مليونية تصحيح مسار الثورة". ووفقا للجهات المشاركة فى التظاهرة ، فإن أبرز المطالب التى سيرفعها المتظاهرون تتمثل فى محاكمة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، ومحاسبة الضالعين في فض اعتصام القيادة العامة، فضلا عن تشكيل المجلس التشريعي وإدخال إصلاحات هيكلية في أجهزة الأمن والقضاء. وقال عضو حركة لجان المقاومة أحمد بطران، فى تصريح صحفى اليوم "إن تظاهرات يوم غد تشكل احتفالا بذكري ثورة 19 ديسمبرالمجيدة، وتجديد لمواقف الثورة ولتحسين معاش الناس". وأضاف "هنالك مطالب شرعية منها استكمال مؤسسات الحكم الانتقالي وتشكيل المجلس التشريعي، إضافة إلى تكوين حكومة كفاءات". من جانبه أكد الناطق الرسمي للحزب الاتحادي الديمقراطي علي يوسف تبيدي وقوف الحزب مع خيار الشعب في حق التعبيرالسلمي. وقال "إن مواكب يوم غد تمثل عمقا للثورة وإحياء لذكراها واستكمالا لأهدافها وطلباتها المتمثلة في مطالب الجماهير في تكوين المجلس التشريعي وتحقيق العدالة وتحقيق السلام الشامل والإصلاح الاقتصادي". واندلعت فى 19 ديسمبر 2018 شرارة ثورة شعبية ضد نظام الرئيس السودانى المعزول عمر البشير. وأفلحت الثورة الشعبية فى إسقاط نظام البشير فى 11 ابريل 2019. وتحكم السودان سلطة انتقالية مكونة من عسكريين ومدنيين، تشكلت بعد إسقاط حكومة البشير في 11 أبريل 2019، ويفترض أن تستمر لمد 39 شهرا، يليها انتخابات ديمقراطية لتشكيل حكومة جديدة.