يخشى سكان حي دشت برشي المترامي الأطراف في العاصمة الأفغانية كابل من عودة ذكريات أليمة عندما كان كانت حركة طالبان تستهدفهم خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد في تسعينيات القرن الماضي، وأودت بحياة الكثير منهم، وذلك وفقا لما ذكر تقرير لموقع "سي إيه آي" الإخباري. وبحسب بعض التقديرات يعيش في ذلك الحي نحو مليون من عرقية الهزارة الشيعية، والذين يخشون من عودة استهداف طالبان لهم بالإضافة إلى الهجمات التي نفذها تنظيم داعش ضدهم في الأشهر الأخيرة. وقال مصطفى نيكزاد ، الناشط في مجال حقوق الهزارة: "عندما تكون منازلنا غير آمنة، وأكاديمياتنا التعليمية ليست آمنة ومساجدنا غير آمنة ، علينا أن نضع الخطط للدفاع عن أنفنسا.. وينبغي أن نكون على أهبة الاستعداد إذا تعرضنا لأي اعتداء". وقال نيكزاد إن عدة ميليشيات تشكلت في دشت برشي وبعضها لديها أكثر من ألف مسلح ويحصلون على السلاح من السوق السوداء. البحث عن "مجندين" وقال قائد ميليشات "فدائيي بابا مزاري"، والتي تعد إحدى أكبر المجموعات المسلحة في الحي، أن رجاله ينفذون دوريات بدوريات مستمرة للحفاظ على الأمن. من جانبه، أوضح قال مرتضى، وهو كاتب يبلغ من العمر 29 عامًا ويمارس فنون القتال، أن تلك الميلشيات تطوف على صالات التدريب الرياضية لإقناع الشباب الأشد بالانضمام إليهم وقال مرتضى، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه كاملا، إن تلك الجماعات المسحة بدأت في التشكل بعد أن قطع مسلحون رأس فتاة من عرقية الهزارة تبلغ من العمر 9 سنوات في العام 2015، مردفا: "لكن هذا العام ، تسارعت عمليا التجنيد بشكل الواضح وتلك الجماعات تتزود بالسلاح بوتيرة أسرع". من جانبها مولت الحكومة الأفغانية المسلحين المحليين في داشت بارشي لحراسة المساجد والحسينيات الشيعية في الحي، لكن أحد أحد الحراس ومحمد داود (42 عاما) أكد أن الأعداد غير كافية وأن الناس تشعر بخيبة أمل من الحكومة. وقال داود الذي يشرف عى حراسة مسجد "أمام زمان" أن أهالي الحي من الهزارة كانوا قد طلبوا من الحكومة أن تساعدهم في حراسة حوالي 100 مسجد، ولكنها اكتفت بتزويدهم ب 16حارسا فقط. في غضون ذلك ، تقول الحكومة الأفغانية إنها تحاول الحفاظ على أمن البلاد. وقال جاويد فيصل ، المستشار السياسي لمجلس الأمن القومي الأفغاني ، إن "قواتنا ستكون هنا لمواجهة التهديد الذي تشكله طالبان والجماعات الإرهابية الأخرى". وأضاف أن الحكومة تسلح المجتمعات المحلية تحت قيادة الجيش، في إطار جهودها لتعزيز الأمن. بين البقاء والرحيل ولكن تطمينات الحكومة يبدو أنها غير كافية لإقناع الكثير من سكان العاصمة كابل، إذ ترى شاكيرا يزداني التي تبلغ من العمر 22 عامًا وتدرس القانون في جامعة كابل أنه لم لم تفكر في العيش خارج وطنها، قبل أن تضيف: " "ولكن إذا ساء الوضع في أفغانستان، فلن يكون لدينا أي حل أو أي خيار آخر" وقالت يزداني إنها بدأت التفكير بجدية في المغادرة ولو لبضع سنوات، بعد هجوم داعش على جامعة كابل والذي أدى إلى مقتل نحو 35 شخصا. وأردفت"هذا البلد استثمر بي وعلي أن أسدد ديني تجاهه.. لكن تصاعد العنف في أفغانستان وضعني حقًا في وضع صعب، وبات لا أعلم إن بكان بإمكاني البقاء أو الرحيل". وفي نفس السياق، قال علي يعقوبي الذي يدرس الحقوق بالجامعة الأميركية" إذا أتيحت لي الفرصة للذهاب إلى بلد آخر ، فسوف أرحل بالتأكيد. على الأقل لأتمتع بالأمن ولكي أضمن بقائي على قيد الحياة". وأوضح يعقوبي، البالغ من العمر 24 عاما،"لا يمكنك ضمان عمرك دقيقة واحدة ، حتى هنا "في إشارة إلى المقهى الذي كان يجلس فيه وتعرض لهجوم صاروخي قبل عدة أيام.