ما بين محتفل بذكرى الثورة، ومطالب بتصحيح مسارها، وثالث يهتف بإسقاط الحكومة، تباينت أهداف السودانيين الذين خرجوا في مظاهرات الذكرى السنوية الثانية للانتفاضة التي أدت إلى إطاحة الجيش بالديكتاتور عمر البشير. لكن غالبية الجماهير التي خرجت لم يكن هدفها فيما يبدو الاحتفال بذكرى الثورة ولكن للاحتجاج على الأوضاع السياسية والاقتصادية. ويقول الناشط، أحمد البدوي، الذي خرج في مظاهرة في العاصمة الخرطوم ل"موقع الحرة"، "هدفنا هو تصحيح مسار الثورة، نحن نرى أن هناك بطئا شديدا جدا في تحقيق مطالب الثورة وتشكيل هياكل الحكم الانتقالي، وتحسين الوضع الاقتصادي. فالبلاد تشهد تدهورا في العملة، حيث وصل سعر الدولار الواحد إلى 250 جنيها، بعد أن كان نحو 70 جنيها قبل الثورة، في حين ارتفع معدل التضخم السنوي إلى أكثر من 200 في المائة في الأشهر الماضية مع ارتفاع أسعار الخبز والسلع الأساسية الأخرى، وذلك في ظل خلافات عميقة بين المكونين المدني والعسكري تهدد الشراكة فيما يحذر البعض من انقلاب يقوده الجيش. ويعترف عضو مجلس السيادة السوداني والمتحدث باسمه، محمد الفكي سليمان، في حديثه مع "موقع الحرة" بأنه لم يتم تحقيق إنجازات في الملف الاقتصادي، وأنه "متدهور للغاية، وهي مسؤولية كل أطراف الحكومة بشقيها السيادي والتنفيذي". وعزا سليمان تدهور الاقتصاد إلى سياسات نظام حكم البشير الخاطئة "كان يعتمد على الاستدانة من الدول الصديقة، ورهن الأراضي وموارد الدولة، كانت خطأ كارثيا من أجل تأخير العلاج الجذري، لكن عندما جئنا أوقفنا هذا الأمر، وحاولنا أن نعتمد على مواردنا الذانية والتي هي شحيحة في الأساس في ظل اقتصادي يعاني من عيوب هيكلية، مثل فاتورة استيراد بثمانية مليارات دولار في ظل صادرات أقل من ذلك بكثير". وأضاف "علاج الأزمة الاقتصادية يحتاج إلى زمن ولكننا بدأنا بالصعب، مثل رفع الدعم، الذي كان يمثل 25 في المئة من فاتورة الاقتصاد تذهب لدعم الوقود والكهرباء وغيره". ويقول المحلل السياسي السوداني، ضياء الدين بلال، ل"الحرة"، "لا نستطيع أن نقول أن الثورة لبت مطالبها وأكبر دليل أن الاحتجاجات لا تزال مستمرة وأن هناك دعوات لإسقاط النظام". لكن عضو مجلس السيادة السوداني والمتحدث باسمه محمد الفكي سليمان يرى في حديثه مع "موقع الحرة" أن الثورة حققت الكثيرأهمها توفير الحرية للشعب بعد نظام استبدادي استمر في الحكم 30 عاما، "وهو ما أثر على كل شيء في البلد، فأسس لحرية التنظيم والعمل النقابي والسياسي وحرية الصحافة والتجمعات". وأضاف أن الثورة قطعت شوطا كبيرا في عملية السلام مع الحركات المسلحة، "حتى المجموعات التي لم توقع اتفاق السلام حتى الآن، ليست في حالة حرب بل إنها في حالة انتظار للدخول في العملية". وتابع "حققت أيضا إنجازات في تفكيك بنية النظام السابق وهي واحدة من المطالب الأساسية، تفكيك دولة الحزب الواحد من خطة مشروع التمكين لصالح عموم السودانيين". وبحسب البدوي، فإن المظاهرات، السبت، جددت أيضا الدعوات لإجراء تحقيق بقيادة الحكومة في التفريق بعنف لمخيم احتجاج خارج مقر القيادة العسكري في الخرطوم حزيران 2019. وقال "توجهنا بمذكرة وسلمناها لرئاسة الوزراء تطالب بمحاسبة من قاموا بفض الاعتصام أمام مقر قيادة القوات المسلحة، والعدالة للشهداء". وفقًا للمتظاهرين، قُتل ما لا يقل عن 128 شخصا وفقد المئات. وقدرت السلطات عدد القتلى ب 87 ، بينهم 17 داخل منطقة الاعتصام. وكان من المفترض أن يتم الانتهاء من التحقيق بحلول فبراير، لكن المحققين طلبوا تمديده، ويرجع ذلك جزئيا إلى جائحة فيروس كورونا. ويقول سليمان "نعم هناك تأخر للعدالة، وهو ما يلقي بظلاله على الفترة الانتقالية وأداء الحكومة، لكن ليس لنا تدخل في الأجهزة العدلية فهذه سلطة مستقلة، هناك ملفات أمام النائب العام ولكن لا أستطيع أن أتحدث عنها". الحرة