تحذيرات شديدة اللهجة صدرت من الكوادر الطبية، وعلى رأسهم عراب الوزارة د. أسامة عبد الرحيم من الموجة الثانية من جائحة كورونا والتي انتشرت بشكل واسع في ولاية الخرطوم تلتها ولاية الجزيرة ثم اجتاحت ولايات أخرى، واستهدفت أول ما استهدفت الخط الأول من الكوادر الطبية، إذ أنه خلال الأسبوعين الماضيين نعت وزارة الصحة 30 استشارياً غير الاختصاصيين وبقية الكادر الطبي. وأمس الأول، أعلن مدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم محجوب تاج السر منوفلي، استئناف العمل بمركز اتصال طوارئ كورونا (221) لتلقي البلاغات والاستفسارات بعد توقف لأسباب تقنية، فيما أكد تسجيل (16.290) حالة (كورونا) بالولاية، وتسجيل محلية الخرطوم لأعلى المعدلات مقارنة مع بقية المحليات ب(4854) حالة. وحذر منوفلي لدى تقديمه التقرير اليومي بمركز طوارئ (كورونا) بالوزارة، من مغبة الانتشار السريع للجائحة في الموجة الثانية، ولفت لتسجيل (68) حالة جديدة خلال (24) ساعة، وأن معدل تراكمي الوفيات بلغ (670) حالة، إضافة لتسجيل (5) حالات وفاة جديدة، وتراكمي التعافي (8253) حالة منذ بداية الجائحة في مارس الماضي، ونوه لوجود (725) حالة تتلقى العلاج عبر الحجر المنزلي. وفي ظل هذا الوضع ظلت السلطات الصحية على مستوى العالم، والسودان بالطبع، عاجزة عن توفير أدوية علاج، غير أنه تم اكتشاف لقاح للتحصين، واختار السودان أن يستهدف كوادر معينة لقلة جرعات التحصين، والتي حددها وزير الصحة ب8.4 مليون جرعة. وتقدمت وزارة الصحة بطلب للآلية العالمية ومبادرة تلقيح كورونا التي تهدف إلى إتاحة اللقاح بصورة عادلة لكل الدول، وأكدت السلطات الصحية أن المستهدف بالتطعيم هم الكوادر الصحية وكبار السن فوق 45 عاماً وأصحاب الأمراض المزمنة، إذ أنه حسب تقارير رسمية أن الوفيات وسط تلك الفئات عالية للمصابين بكوفيد 19 بالإضافة إلى المجموعات ذوي الاختطار العالي من اللاجئين والنازحين. فيما كشفت وزارة الصحة عن محاولات لتوفير لقاح لتغطية الفئات السكانية المتبقية بعد الانتهاء من المرحلة الأولى بعدها يتم التقييم ومن ثم يتم تطعيم الفئات ذات الاختطار. وأكد مدير التحصين الموسع بوزارة الصحة الاتحادية د. عبد الله حسن في تصريح ل(الصيحة) وصول اللقاح نهاية الربع الأول من العام الجديد أي أنه متوقع وصوله نهاية مارس المقبل وعزا انتظار وزارته الى استقبال اللقاح أنها في انتظار التجارب السريرية والنتائج العلمية التي بدأت في عدد من الدول منوهاً الى أنه وفقاً لتجارب أجريت أثبتت أن اللقاح فعاليته 90%. فيما أكد نائب مدير إدارة الطوارئ والأوبئة بوزارة الصحة د. منتصر محمد عثمان، حصول السودان على (4) ملايين و(400) ألف جرعة من لقاح "كورونا" الجديد. وقال منتصر في حديثه لبرنامج (كالآتي) بقناة النيل الأزرق "نتوقع أن تصل الجرعات في شهر أبريل من العام القادم"، وأشار إلى أنها ستسهم بشكل كبير في محاصرة الجائحة والسيطرة عليها. وأكد مدير التحصين الموسع ل(الصيحة)، أن اللقاح جديد لكنه أشار إلي أنه حتى الآن وفقاً للتجارب السريرية التي تم إجراؤها لا توجد آثار جانبية وشدد على أن وزارة الصحة لن تستورد اللقاح إلا بعد إجراء دراسات على مستوى أعلى، وقال إن ذلك هو السبب في تأخّر السودان في جلب اللقاح مؤكداً وجود حديث عن أن مستوى فعالية اللقاح تبلغ 95%. وأوضح د. عبد الله أن وزارته في الفترة ما قبل التلقيح ستعتمد على تنفيذ الاشتراطات الصحية من عزل ولبس كمامات وتحقيق البعد مسافة متر بين أي شخص وآخر والتوعية الصحية لإجراءات العزل وعلاج الحالات بالعلاج الداعم. وكشف مدير التحصين عن ترتيبات جارية بإدارته من تجهيز الخطط ومراجعة المعدات المطلوبة للقاح من سلاسل تبريد وغيره، وقال إن وزارته ستعتمد في توفير اللقاح علي التجارب السريرية وتكوين لجنة فنية تقوم بتقييم نتائج اللقاح وتحدد نوع اللقاح ومأمونيته، وقال إن الجهة الداعمة للسودان في هذا الصدد هي التحالف العالمي لللقاحات، وقال إن وزارته لم تضع ميزانية حملة تطعيم كوفيد 19 حتى الآن لجهة أنها تعتمد على نوعية اللقاح وطريقة التلقيح به، منوهًا إلى أن الميزانية سيتم وضعها من الحكومة والشركاء وشدد على أنه لا توجد أي مشاكل في الميزانيات. الصيحة