محلية كبكابية هي أحدي محليات الهشاشة الأمنية في ولاية شمال دارفور،شهدت هذه المحلية في السنوات الماضية أحداث مؤسفة، عمليات قتل ونهب وتفلتات أمنية واسعة وبل معقل للمتفلتين الذين يرتكبون الجرائم في بقية مناطق شمال دارفور ،بيد ان في الفترة الاخيرة شهدت هذه المحلية استقراراً نسبياً، لكن الأوضاع الأمنية في هذه الأيام تسير بخطوات متسارعة نحو التأزم والعودة الي المربع الأول،تعاني محلية كبكابية في الوقت الحاضر من تفلتات أمنية واسعة، السرقات الليلية للمنازل وإطلاق الأعيرة النارية ليلاً . ففي يوليو المنصرم تم قتل أحد المواطنين في قرية شوبا ريفي جنوب كبكابية مما جعل المواطنون ينظمون اعتصاماً في أمام مبني محلية كبكابية يطالبون فيه بتوفير الأمن وحماية المزارع ووقف عمليات القتل المستمرة،وقد وعد مجلس السيادة ابان تعاطيه مع إعتصام كبكابية بتوفير عدد مائة وثلاثين سيارة عسكرية لحماية المؤسم الزراعي ولكن لم يلتزم إلا بعدد خمسون سيارة فقط وتم سحبها بعد شهر واحد من وصولها. وقبل اسبوع مضي قامت مجموعة مجهولة بسرقة سيارة لاندكروزر (بفلو) تابعة لمنظمة (الفاو) من داخل إستراحة منظمة ساحل السودان بعد أن قام اللصوص باقتحام مبني الإستراحة واوسعوا الموجودين في الإستراحة ضرباً وفروا بالسيارة الي جهة غير معلومة من دون أن تطاردهم أو تعقبهم السلطات الأمنية بالمحلية،ويوم امس السبت 26 ديسمبر حدثت اشتبكات في حي الشاطي بمدينة كبكابيةادت إلي مقتل شخص وجرح آخرين ،فضلاً عن عمليات سطو متفرقة للمنازل في اليوم ذاته. مدير شرطة محلية كبكابية ومقرر لجنة أمن المحلية العقيد ياسر آدم أبكر،افاد في الاجتماع الذي جمع لجنة أمن المحلية بالوفد الزائر الي محلية كبكابية برئاسة المدير العام لوزارة البني التحتية بالولاية وممثلة الوالي،بقاعة محلية كبكابية يوم الخميس الموافق 24 ديسمبر،بأن محلية كبكابية من المحليات المتأزمة أمنياً في ولاية شمال دارفور،واضاف العقيد قائلاً:رغم أن كبكابية هي المدينة الثانية في الولاية بعد الفاشر وبثقلها والسكاني والتجاري المعروف إلا أن الشرطة فيها مُقعدة،وليست لديها مركبات عسكرية متنقلة،مشيراً إلي أنه هو اقدم عقيد شرطة ويأتي ترتيبه في المرتبة الرابعة علي مستوي الولاية مع ذلك لا تتوفر لديه سوي سيارة لاندروفر(استيشن) واحدة فقط وهي عربة إدارية تم احضارها قبل اسبوع بتوجيه من والي الولاية،وأوضح العقيد علي أن رغم التنسيق مع قوات الاحتياطي المركزي والدعم السريع ولكن غياب الإمكانيات اقعدت الشرطةمن أن تقوم بدورها كما ينبغي. مديرة منظمة ساحل السودان بكبكابية الأستاذة حليمة النور موسي ذهبت في ذات اتجاهات قائد شرطة محلية كبكابية عندما تحدثت لنا بخصوص سرقة سيارة منظمة (الفاو) من مقر المنظمة التي هي تديرها،وافادت حليمة بأن الجناة نحو ستة أفراد يستغلون سيارة لاندكروزر، تسوروا حائط إستراحة المنظمة يوم الإثنين الموافق 21 ديسمبر عند الساعة الواحدة والثلث صباحاً،واعتدوا علي الضيوف الذين كانوا موجودين بالإستراحة وهم يتبعون لمنظمة الفاو في مأمورية عمل وقاموا بتهديدهم بالمسدسات وضربهم بالعصي ضرباً مبرحاً مما أدي إلي إصابتهم إصابات بالغة ونهبوا السيارة وفروا بها هاربين إلي جهة غير معلومة،وقامت إدارة المنظمة بإبلاغ كل الجهات الامنية بالمحلية ولكنها لم تتحرك ساكناً ولم تصل إلي موقع الحدث إلا في اليوم التالي للتحري واستكمال الاجراءات الجنائية. وحملت الأستاذة حليمة القوات النظامية في المحلية عملية القصور الأمني وهذه التفلتات،وطالبت ببسط الأمن والقبض علي المجرمين ومحاربة التفلت وتنظيم دوريات في المدينة لأن تفشت فيها ظاهرة السرقات الليلية وحمل السلاح وإطلاق النار ليلاً. في غضون ذلك وجه قائد شرطة محلية كبكابية العقيد ياسر صوت لوم للمنظمات العاملة في كبكابية لانها لا تخبر القوات النظامية وتنسق معها في تحركاتها وأماكن تواجدها،فهي تذهب الي الأماكن التي تمثل مناطق ثغرات أمنية في المحلية وأن السيارة التي تم نهبها مؤخراً تم الذهاب بها إلي أحد الأسواق مما سهل من عملية رصدها ومتابعتها وسرقتها. من جهته كشف القيادي بقوي الحرية والتغيير وعضو لجنة أمن محلية كبكابية،الأستاذ إبراهيم مؤمن في حديثه بأن الوضع الأمني في المحلية غير مستقر وتوجد فيها هشاشة أمنية واضحة،معدداً المشكلات الأمنية في المحلية مثل استباحة المزارع من قبل الرعاة قبل زمن الطليق المحدد بعد نهاية الحصاد وكذلك سرقات السيارات والمنازل والمتاجر وارتداء الكدمول وتجول الدراجات النارية وغيرها،وعزا ذلك علي أن شرطة محلية كبكابية لا تتوفر لديها مركبات عسكرية ميدانية ووسائل الردع التي تمكنها من القيام بواجباتها حيال إنسان محلية كبكابية،وقال مؤمن بأنهم قاموا قبل أسبوعين بزيارة إلي حاضرة الولاية الفاشر وقابلوا مدير شرطة الولاية بالإنابة وقد وعدهم بتسليم شرطة كبكابية مركبتين عسكريتين بعد ان تتم صيانتهما وإلي الآن لم يتم التسليم،واضاف مؤمن علي أن عدم جاهزية الشرطة والقوات النظامية الآخري ساهم في عملية التفلتات الماثلة الآن ،وناشد إبراهيم مؤمن الجهات المسؤولة في الولاية علي القيام بواجباتها لحماية المواطنين وممتلكاتهم عن طريق تجهيز الشرطة والقوات النظامية الآخري وتوفير الاحتياجات اللازمة لها حتي تقوم بدورها لإنفاذ القانون وبسط الأمن. من خلال تجولنا في مدينة كبكابية واستنطاق المواطنين وافاداتهم أكدت لنا بأن المحلية تعاني من أزمة أمنية،المواطنون يبقون في منازلهم ليلاً حفاظاً علي سلامتهم، فالتوجس هو سيد الموقف،والغريب في الأمر شاهدنا دراجة نارية تتجول في مدينة كبكابية رغم انف القرارات التي تمنع ذلك واختفاء المواتر عن الأنظار لفترة طويلة،لذلك نبعث رسالتنا إلي الجهات المسؤولة في الولاية بأن يمنحوا هذا الأمر اهتماماً لأن حماية المواطنين وممتلكاتهم أمر ينبغي أن لا يقبل التهاون واللا مبالاة والتفريط..ولا بد من انتشال المحلية من واقع التفلت الذي أطل برأسه من جديد،فلا بد من توفير مركبات عسكرية بعدد معقول لأن لا يمكن أن تضبط مدينة مثل كبكابية بواقعها الحالي بمركبتين عسكرتين اللتان لم تصلان بعد لذلك من الأهم تقوية الشرطة والقوات النظامية الآخري حتي تقوم بدورها في مدينة كبكابية لبسط هيبة الدولة وردع المتفلتين. محمد عبدالله موسي