كان العام 2020، ليس صعبا على المواطنين بسبب انهيار أسعار الصرف وارتفاع نسب البطالة والتضخم، وضعف الاستثمارات، بل كانت الثروة الحيوانية تعاني صعوبات أدت إلى تراجع التصدير. يمتلك السودان أزيد من 107 ملايين رأس من الماشية، بما جعل البلاد تعتمد عليها كأحد الموارد الرئيسية للنقد الأجنبي الشحيح أصلا. في ظل الظروف السياسية المعقدة عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق البشير، يحاول مصدرو الماشية سد فجوة الإيرادات من النقد الأجنبي عبر تصدير أكبر عدد من الماشية. وفقد السودان 80 بالمائة من إيرادات النقد الأجنبي بعد انفصال جنوب في 2011، على خلفية فقدانه ثلاثة أرباع آباره النفطية لدولة الجنوب، بما يقدر ب 50 بالمائة من إيراداته العامة. إلا أن عمليات التصدير خلال 2020، اصطدمت بعدد من المشاكل من بينها تفشي وباء حمى الوادي المتصدع في مناطق الإنتاج في الشهور الأولى من العام، وظهور حميات مجهولة خلال أكتوبر ونوفمبر 2020. يرى وزير الثروة الحيوانية والسمكية المكلف، عادل فرح، إن بلاده واجهت عدد من الإشكاليات خلال العام الجاري أدت إلى توقف صادرات الماشية خلال الشهور الأولى من العام الماضي. وقال فرح في مقابلة مع الأناضول، إن بلاده عانت من توقف صادرات الماشية في الفترة من نوفمبر 2019 من العام حتى فبراير 2020، بسبب تفشي حمى الوادي المتصدع. وفي أكتوبر/ تشرين أول 2019، أعلنت الحكومة السودانية ظهور مرض حمى الوادي المتصدع التي أدت إلى نفوق أعداد من الحيوانات. "منذ مطلع 2020 حتى منتصف ديسمبر/ كانون أول الفائت، تم تصدير 2.300 مليون رأس من الماشية بجانب تصدير 10 آلاف طن من اللحوم"، مقارنة مع متوسط 7 ملايين رأس في السنوات السابقة. وأعلن فرح عن توقف صادر الماشية للسعودية، لأسباب لا علاقة لها بالموقف الصحي، نظراً لأن الصادرات مستمرة لكل الدول العربية الأخرى، وفي مقدمتها قطر وسلطنة عمان. وأكد أن دولتي قطر وسلطنة عمان تستقبلان شهريا مابين 25-30 ألف رأس، إضافة إلى اللحوم. وفي نوفمبر الماضي، أعلن السودان إيقاف صادرات الماشية إلى السعودية، لحين إنشاء بروتوكول تجاري على إثر سحب الرياض رخص موردي الماشية السودانية، وفقا لأنباء بوجود حمى الوادي المتصدع بالبلاد. وأكد على عدم إعلان بلاده على وجود حمى الوادي المتصدع، إلا أن الجانب السعودي أرسل خطاباً يفيد بوجود اشتباه بوجود تفشي لحميات مجهولة في الولاية الشمالية. وفي أكتوبر/ تشرين أول الماضي، تناقلت وسائل الإعلام خطابا من وزارة الزراعة والبيئة السعودية، يفيد بوقف أذونات صادرات الماشية من السودان، نظراً لظهور حميات مجهولة بالولاية الشمالية. وترتكز مناطق انتاج الماشية بالسودان، في الولايات الغربية والشرقية. الوزير، قطع بعدم وجود حميات في الماشية، "بدليل استمرار الصادر للدول الأخرى وفي مقدمتها مصر وقطر وسلطنة عمان. والسعودية تتصدر دول العالم التي تستورد من السودان الماضية، بسبب حجم الاستهلاك الكبير في المملكة لأسباب منها موسمي الحج والعمرة، اللذين كانا استثنائيين خلال 2020، بسبب فيروس كورونا. وخلال 2020، استقبلت السعودية ما يقدر بنحو 1.300 مليون رأس، على الرغم من عدم وجود صادرات للهدي بسبب ظروف جائحة الكورونا.. "الماشية السودانية تعتبر الثانية للمستهلك السعودي بعد الماشية المحلية". "إشكالية أخرى واجهت صادرات الماشية خلال هذا العام، تتمثل في جائحة كورونا التي ساهمت بخسائر للقطاع الحيواني، خلال الاشهر الأولى من العام، بعد توقف وسائل النقل الجوي، وتراجع الاستهلاك"، ختم الوزير.