اطلعت على تصريح صحفي مشترك اليوم السبت عبر منصة تجمع المهنيين الشيوعيين بين التجمع وبعض لجان المقاومة يدعو الى التصعيد لاسقاط حكومة حمدوك، تجمع المهنيين الشيوعي الذي اختطف تجمع المهنيين عبر انتخابات مخجوجة اعادت الى اذهان الجماهير ذكرى انتخابات الكيزان المخجوجة، وهو سلوك غير مستغرب من لافتات الحزب الشيوعي الذي انقلب من قبل على النظام الديمقراطي في عام 1969 وذبح الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان بقتله للابرياء في الجزيرة ابا ودنوباوي ووصل به التعدي على حياة السودانيين لدرجة اغتيال إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة الإمام الشهيد الهادي المهدي، ثم يجي اليوم تجمع المهنيين الشيوعيين ليسوق لجان المقاومة بالخلا متحدثا عن حق الانسان في الحياة!!! على لجان المقاومة ان تعلم أن تجمع المهنيين الشيوعي ومن خلفه الحزب الشيوعي لا يأبهون بحياة احد ولا يهمهم من أمر الثورة الا صعودهم هم على أكتاف السلطة، فكل الفرفرة التي يقومون بها وخروجهم تباعا من قوى الحرية والتغيير الا تكتيك متفق عليه من أجل إقامة ثورة تصحيحية جديدة تصعد بهم للحكم منفردين، والغريبة انهم لا يتعظون من تاريخهم، ففي المرة الماضية بعد انقلابهم على الديمقراطية مستخدمين النميري ثم شعورهم بأن النميري بدا يخرج عن طاعتهم واصبحت السلطة تبتعد عن ايديهم قاموا بانقلاب عليه وسموه ايضا بالثورة التصحيحية، ولكن ثورتهم تلك فشلت ودفعوا في ذلك ثمنا فادحا هو رؤوس قادتهم التي اطارتها مقصلة النميري، فهل يتطلع الزملاء إلى مقاصل جديدة أم أنهم حبكوا مخططهم الانقلابي جيدا هذه المرة ؟! يتاجر الشيوعيون بدماء الشهداء ويستدرون عطف الجماهير بمكر عبر منازلتهم المتوهمة مع الدعم السريع، وهي كروت عاطفية ستفلح مؤقتا في استمالة البسطاء الذين لا يعلمون ماهو تاريخ هذا الحزب ولافتاته، ومن عجب ان أقرب تاريخ هو مشاركة الحزب الشيوعي في نظام الإنقاذ بفطاحلته الاستاذة المرحومة فاطمة احمد ابراهيم والمرحوم فاروق ابو عيسى لاكثر من خمس سنوات حسوما، ثم هاهو الحزب الشيوعي يدعي وكأنه المعارض التاريخي للانقاذ في مقارنة مع أحزاب الأمة القومي والمؤتمر السوداني التي لم تشارك اطلاقا في حكم الإنقاذ لثلاثين سنة حسوما، فهل نسى الحزب الشيوعي تاريخه، ام نسيت الجماهير هذا التاريخ؟! نعلم أن هناك لجان متعددة تم اختراقها بواسطة الحزب الشيوعي، فالحزب بعد اختراقه لتجمع المهنيين واختطافه زينت له نفسه اختطاف لجان المقاومة فقام باختراق عدد منها، وها هو الآن عبر هذه الأختراقات غير الأخلاقية لاجسام مستقلة يحاول أن يقود ثورة جديدة ضد حكومة حمدوك، فقد ذكر التصريح المنشور على صفحة تجمع المهنيين الشيوعي انهم يخططون لتصعيد عبر المواكب والاعتصامات وصولا للعصيان المدني الشامل ضد حكومة حمدوك. وهو تصعيد يحاول به الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين الشيوعيين الضغط من أجل ان يتم تمثيلهم في المجلس التشريعي بعد أن خرجوا من قحت ولم يعد لهم حق في نسبة قحت في المجلس التشريعي، ومع وجود الجبهة الثورية والعسكر فليس متوقع ان يتم اعطاءهم نسبة جيدة لذلك يريدون بهذا التصعيد ان يقولوا نحن هنا مستغلين في ذلك البسطاء من أعضاء لجان المقاومة وبعض الحانقين من الشباب الثوري، فالمجلس التشريعي هدف اول اذا حققوه كان بها، وإذا لم يتحقق سيواصلون للهدف البعيد وهو ( تسقط تالت ). الاستقطاب والفوضى التي يغرق فيها الشيوعي ولافتاته واقع الفترة الانتقالية أثبتت للجماهير ان علة السودان هي في الكيزان والشيوعيين، فكلاهما يبحثان عن الصراع والاستقطاب، وكلاهما لا يؤمنان بالديمقراطية وإنما يبحثان عن الحكم المنفرد. لذلك على الجميع ان يفطنوا لهذا المخطط الجديد الذي يقوده تجمع المهنيين الشيوعيين مستقلا الظروف الاقتصادية التي تخنق الحكومة الانتقالية والتعيينات الغريبة من الحكومة مثل الدكتور عمر القراي التي تستعدي وتستفز الأغلبية السودانية، مهم ان تحاصر لجان المقاومة الوطنية لجان المقاومة الشيوعية ومن المهم أن يعمل جهاز الاستخبارات في تنسيق تام مع رئيس الوزراء لمتابعة كل تحركات هذا المخطط الذي يهدف إلى تقويض النظام الدستوري الحالي ولا يجب أن تكون الحكومة الانتقالية سهلة او لينة بل عليها ان تظهر انيابها لسدنة هذا المخطط فإن مستصغر الشرر الراهن لو ترك قد يحرق كل السودان. يوسف السندي [email protected]