لست في موقف المنجرف إلى المساجلا ت والمماحكات بين الفرق المعارضة والمؤيدة للحكومة أو الثورة بكل تباينات متخذي المواقف.ولكن من واقع قرار السيد حمدوك بتجميد المقترحات المقدمة من لجنة المناهج. فإن هناك تخطياً واضحاً لوزارة التربية. وحتى في تناوله للمجموعات التي التقاها ، لم يتناول أي نقاش تم بينه ووزارة التربية .وتجاهل ذلك حتى وإن تم يعتبر تجاهلاً لجهة الاختصاص. نعم رئيس الوزراء مفوض وفقاً للجهة التي أمتلكت الشارع الذي أطاح بالنظام البائد.لكنه يمارس تفويضه عبر وزارات متخصصة. لذلك لا يكون مقبولاً تجاوزها في قرار خطير يمسها. لذلك فإن التصرف الطبيعي هو تقديم الاستقالة.ويضاف ذلك لما رشح عن اتجاه لعدم مواصلته في الفترة القادمة وبيان لجنة المعلمين ما يشي بأن التجاوز ربما يكون مبنياً على قرب الاستغناء عن خدماته .نقول ذلك رغم تفهمنا للظروف المحيطة .فهذا القرار في التوقيت الحالي ، يصرف النظر على الأقل مؤقتاً عن توقع اتفاق يؤطر لمفاوضات سلام مع إسرائيل .وهو القرار الذي ينتظر استغلال معارضي خطوة التطبيع له لتنفيذ أجندتهم. ويأتي في ظل صدمة زيادة أسعار الكهرباء . ومن المؤكد أن أن السيد رئيس الوزراء قد تعرض لضغوط من عسكريي السيادة في الفترة الماضية على خلفية ما أثارته لوحة مايكل أنجلو. وربما يصح أن إدارة الملف الأخير كان استخبارياً بامتياز للتغطية على الحملة ضد الدعم السريع . يعزز ذلك سكوت حميدتي لفترة طويلة وظهوره اليوم بالتصريحات التي تشكك في قدرات حمدوك وحكومته. وإذا تناولنا القرار في محتواه فإنه يقر بحقائق لا يختلف عليها . بل أكد البيان على ضرورة تغيير المناهج وفق اتفاق جميع المكونات. وهو قد عدد الأهداف العامة للمنهج الجديد وهو ما لا يختلف مع توجهات الثورة . والمعروف أن وزارة التربية لا تضع الأهداف العامة وإنما يضعها المجتمع بكافة أطيافه وتمثل الحد الأدنى للإتفاق أ و ما يسمى بالمحصلة والتي تلتقي عندها الآراء . وفعلاً هي الخطوة التي تسبق الجانب الفني في التعبير عن هذه الأهداف وتوزيعها على سنوات الدراسة.وتذييل حمدوك لبيانه بضرورة التوافق لاستقرار الفترة الانتقالية ، أمر يرتد عليه بسهام حادة .فالشرعية الثورية التي نصبته وجعلت قحت تمتلك حق ترشيحه ، هي نفسها التي تم بها تكليف وزارة التربية لتغيير المناهج تقريباً بنفس الأهداف العامة.وهي نفس الشرعية التي رد بها على الكباشي بأنه رئيس وزراء أتت به الثورة . فكيف يجيز لنفسه ما لم يجزه لوزارة التربية. وكيف سكت على أداء الوزارة طول هذه المدة ؟ نختم بالذين أرادوا تحويل الأمر كشأن يخص القراي . فليس واضحاً اتجاه الأحداث . فالتجميد يحمل الاحتمالين وهما التوافق مع المطبوع بعد تصحيح الأخطاء وهو الأرجح في ظل اقتراب بداية العام الدراسي. وكل ما سبق يخص مرحلة الأساس فقط. أما المتوسطة والثانوية فالمنهج لم يوضع بعد وهنالك مؤتمر ما زال متواصلاً ولا أعتقد أن مخرجاته ستختلف عن أي توصيات أخرى بأي لجنة ما دامت الأهداف العامة هي ما حددها بيان مكتب رئيس الوزراء..