من عجائب (2020) إنها سنة لم تعرف تألق نجوم الفن والغناء في السودان حيث شهد العام السابق نزيف كثير من الأرواح بسبب داء كورونا الذي ضرب مناعة البشرية في كل أرجاء الدنيا وأوقف ولم يزل العالم ب(رجل واحدة) مما جعل الكل ينتظر بفارق الصبر نهاية السنة، وهي ذات السنة التي كان ينتظرها الكل بفارق الصبر من واقع رقمها المتميز (2020)، فبدلاً من أن يكون هذا الرقم المميز تاريخ لنجاحات وأفراح أصبح توثيق لاموات وجراحات. ولعل العام المنصرم قد ترك ظلال سالبة على الوسط الفني بالسودان الذي شهد تحول وانحراف واضح على مستوى الشكل والمضمون. نجوم قعدوا فراجة! أسهمت كورونا في تراجع نجومية عدد كبير من فناني الشباك بالسودان حيث غاب نشاطهم وحضورهم وعلى رأسهم الفنان المثير للجدل طه سليمان إلى جانب أولاد الصادق (أحمد وحسين) وندي القلعة والبندول وعاصم البنا وجمال فرفور وهدى عربي وانصاف مدني. إنصاف فتحي حضور جيد! تعتبر الفنانة الشابة إنصاف فتحي من القلائل الذين حافظوا على وجودهم في العام السابق وذلك من خلال أعمال غنائية وطنية وتراثية قدمتها على فترات متباعدة خلال العام حفظت بها وجودها في وسائل التواصل الإجتماعي وبعض المحطات التلفزيونية. سيطرة للقونات!! ربما هي صدفة أن يستفدن فنانات المغارز من كورونا بهذا الشكل الذي صنع لهن نجومية في سنة كان نجمها الموت. سيطرت على الساحة فنانات أطلق عليهن المجتمع إسم (القونات) قدمن منتوج معيب وخالي من المضمون غير أنه وجد قبولا عند فئة كبيرة من الشباب والمراهقين الشئ الذي أكد أن هنالك تحول كبير قد طرأ على المتلقي. الأذن تعشق (عيانة وحبوبها خلصانة) عندما تجد أن كل قطاع الشباب في السودان إلا القليل منهم يحفظ ويردد اغنية تقول : (هيي دي مالا.. دي عيانة وحبوبة خلصانة) أعلم أن الأذن التي عشقتك (عشرة الأيام) و(عزيز دنياي) و(فاض بي لهيب الشوق) و(قطار الشوق) قد أصابها كثير من التواضع والتراجع فباتت تسمع أغنيات على شاكلة (استلمي يا مرمية وكلامي ختي طاقية)، هذه إشكالية لا تتحملها (القونة ) لوحدها بل يتحمل الجزء الأكبر منها المتلقي الذي يسمح لمثل هذه الأغنيات أن تعبر عنه. غزارة في الإنتاج! من الملاحظات المهمة أن هنالك غزارة في إنتاج القونات فربما في أسبوع واحد تظهر حوالي ثلاث أغنيات بواقع (اغنية يوم بعد يوم) وهي أغنيات في الغالب تأتي رد ومغرزة لزميلة قونة. متى تنتبه مروة الدولية!! ما يؤسف له حقا أن المغنية مروة الدولية تملك خامة صوتية جيدة يمكن أن تشكل إضافة نوعية لمسيرة المغنيات السودانيات غير أنها تهدر جمال صوتها في أغنيات لا تصلح حتى للونسة، فهل تنتبه الدولية لموهبتها وتعود إلى جادة الطريق؟ الجبلية حضور وقبول!! برغم الغنا (الهشك بشك) إلا أن عشة الجبل نجحت في السيطرة على المشهد فهي تتمتع بحضور وقبول جيد كما أن صوتها لا يبدو سيئاً فهي يمكن أن تكون أفضل بمزيد من الجهد والعمل. ريان ومودة بره السوق! في وقت مبكر من العام السابق ظهرت ريانة السادسة ومودة الحنينة غير أن السرعة الكبيرة التي صعدت بيها الجبلية والدولية جاءت خصما على ريان ومودة. فايروس يضرب المناعة! القونات فايروس يتعايش معه الشعب السوداني الآن بدون احترازت صحية وبدون كمامات وبدون معقمات وهو بلا شك يضرب المناعة السمعية والذوقية ويخدش الحياء في بعض الأوقات.