حالة من الهجيج الشديد و(الحت) والصراخ والعويل و(طق طرق طق) الصفقة فووووق و(أها يا هناية يا بايرة يا خالة، يا الجلستي وما أنجزتي، يا الطويلة المخلوعة، يا القصيرة المخدوعة و و و …إلخ) ومِن حولهم من (الشلة) يَطلقون الضحكات العالية وهم يَهمسون في أُذن المُغنية بتذكيرها ما نسيته، لأنهم يعلمون من هي المعنية بالمغرزة! هل تصدِّقون أنّ الكلمات والأوصاف أعلاها هي مُفردات لأغنيات ترددها بعض (القونات) ويطلقن على أنفسهن لقب مُغنيات يُنافسن المطربين في الساحة الفنية التي على ما يبدو أصبحت تفتح أبوابها لكل من هبّ ودبّ من أدعياء ومشوِّهي الفن السوداني؟ والأغرب والأدهى من ذلك تجد الفرد منهم يحمل بطاقة ممارسة المهنة من مجلس المهن المُوسيقية المعني بتنظيم مهنة الغناء في السودان شأنه شأن كل الاتّحادات في عددٍ من الدول حتى لا يعيث بها المُخرِّبون لإفساد ذوق المُتلقي الذي كادت أذناه تغرق غصباً عنه في ضجيج أغنيات (المغارز)، وذلك عندما يذهب الشخص إلى مُناسبة فَرح تمّت دعوته إليها ليتفاجأ بأنّ مُغنية الحفل لا علاقة لها بالغناء وهي تُردِّد أغنيات عبارة عن تصفية حسابات شخصية مع مُغنية أخرى بينهما مشاكل خاصة جداً بترديد كلمات مُغناة ل(مغرزتها) ويتم تصويرها لنشر فيديو (المغرزة) حتى يصل إلى المعنية به لتتوجّع وتتألم فتستعد هي الأخرى بتجهيز (رد) بمفردات أكثر حدةً وفظاعةً وتفاهةً للرد على المغنية التي أساءت لها، وهكذا يحلقن في فلك تلك الفوضى التي لا أول ولا آخر لها دُون مُراعاة لمدعوي الحفل الذين لا ذنب لهم بأن يستمعوا لتلك المغارز التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل! ليبقى السؤال المنطقي كيف حصلت تلك المخرِّبات من أدعياء الفن على رخصة الغناء؟ وبأيِّ الأغنيات اجتزن الامتحان؟ هل هناك مُتابعة لهن؟ هل هناك عقوبة تصدر في مُواجهتهن بعد أن قاموا بتحويل الساحة الفنية إلى ساحة معركة ألفاظ؟ رسالتي للمعنيين بالأمر وعلى رأسهم رئيس اتّحاد المهن الموسيقية الفنان د. عبد القادر سالم بأن تنتبه وأعضاء مجلسك لما يَدُور في الساحة لأنّك المسؤول الأول عن الضجر الذي أصَابَ أصحاب الذوق الفني من المُستمعين بسبب تلك الهرجلة التي يعلم بها القاصي قبل الداني، وعليك مُشاهدة ما يفعلونه من فوضى من خلال السوشيال ميديا! لا بُدّ لاتحادكم المُوقّر أن يبسط هيبته ما دام أنّ هؤلاء (المغنواتية) تحت لوائه، وأن تحسموا الفوضى التي أغرقوا بها الساحة الفنية دُون خَجلٍ بل يتباهون بذلك، ولا بُدّ من إيجاد حُلُولٍ عاجلةٍ لتوظيف تلك الأصوات الجميلة بترديد أغنيات تُليق بمقام الفن السوداني الأصيل وعدم الانحدار لمُستنقع الهبوط حتى يستطيعوا أن يضعوا أسماءهم في خارطة الغناء السوداني التي رسمها عمالقة الغناء في السودان! بدون قيد