* الحد الفاصل بين إنطلاق السودان للأمام وبين رجوعه ورِدَّته هو العدالة.. إذا تم تطبيقها عبرنا بحق؛ بعيداً عن (عبور حمدوك) الكلامي؛ والذي لا يملك له كاسحات لاستقامة الطريق (حتى الآن على الأقل).. لن يحدث التحوُّل الوطني المنشود بعبور (خيالي)؛ إنما بصلابة المواقف حيال كل ما يهدد مستقبل أمتنا وتتفرج عليه الحكومة المدنية؛ كأنما تنتظر قدراً خفياً ليخلصنا من هذه التهديدات..! مثال لذلك وجود القوة الغاشمة (المليشيات) بكل ما تحمل من دلالات الإنحدار والخطر الساحِق؛ الماحِق..! * أما إذا استمرت العدالة مهيضة هكذا؛ فكل السيناريوهات الإجرامية التي شهدناها إبان حكم الإرهابيين والبشير سوف تتوالى تبعاً للحالة المائلة في الميزان والسلطة (معاً). * المقدمة الآنفة ذات علاقة بالإعلان (الثوري) لتجمع المهنيين؛ والذي طالعناه أمس: (أعلن تجمع المهنيين السودانيين دخوله مرحلة تصعيد ثوري جماهيري عقب إنتهاء مهلة منحها للسلطة الإنتقالية على خلفية مقتل الناشط بهاء الدين نوري. وقال التجمع في بيان ليل الأحد إنه طرح "3" مطالب واضحة وبسيطة للسلطة الإنتقالية لتحقيق القصاص العادل وضمان عدم تكرار هذه الجرائم مستقبلاً. وأوضح أن تلك المطالب هي "نزع الحصانة عن من شاركوا في اعتقال وتعذيب نوري وتسليمهم للنيابة العامة؛ وإغلاق مقار الإعتقال التابعة لمليشيات حميدتي؛ ومنع القبض والإعتقال إلّا بواسطة الشرطة"). لم ينتهي البيان؛ وقد نقلته بتصرف من موقع باكر نيوز. * قبل أيام كتبت على صفحتي بفيسبوك: (الطاعون الذي سيكلف السودان ثورة أخرى هو حميدتي والجنجويد). ومنذ العام 2014 فصاعداً ظللتُ أنبِّه بلا انقطاع إلى خطورة شرعنة المليشيات؛ حتى على مستوى الاسم..! * الآن مطلوب من كل شعب السودان أن يعيد الكرّة مع تجمّع المهنيين؛ ونحن نتذكر أثره الكبير في ثورة ديسمبر.. علينا أن نعمل جميعاً بقوة لاستكمال ثورتنا والدفع بها نحو سودان خالي من القتلة و(ضباط الخلاء) والمرتزقة (الملقطين) وبقايا جهاز أمن البشير. أعوذ بالله —