الأوضاع الاقتصادية المُتردّية والموازنة أحد أسباب التصعيد حوار: صلاح مختار يبدو أن تجمع المهنيين "قنع من خيراً فيها" بإعلانه التصعيد على خلفية قضية شهيد الكلاكلة بهاء الدين، حيث أمهل في ديسمبر الماضي، الحكومة أسبوعين لتحقيق العدالة في مقتل نوري، وقال التجمع، في بيان، إنه "طرح ثلاثة مطالب واضحة وبسيطة للسلطة الانتقالية لتحقيق القصاص العادل وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلا". وأوضح أن تلك المطالب هي "نزع الحصانة عن من شاركوا في اعتقال وتعذيب نوري، وتسليمهم للنيابة العامة"، وأردف: "انتهت المهلة (..) لذا فإننا ندخل الآن في مرحلة التصعيد الثوري الجماهيري في الشارع بكل أدوات المقاومة السلمية"، داعياً إلى المشاركة المكثفة في هذا التصعيد. ولكن البعض يرى أن التصعيد في هذا التوقيت غير مناسب وأن البلاد تمر بظروف تحتاج إلى الاستقرار ودعم الحكومة . فيما شكك البعض في جدوى الخروج في ظل الظروف الاقتصادية والصحية، وبالتالي قللوا من تفاعل الشارع في هذا التوقيت.. ولكن قيادات المهنيين ترى أن القصد ليس قضية واحدة وإنما قضايا أخرى تستكمل فيها مهام الفترة الانتقالية وتحقيق شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة. (الصيحة) دفعت ببعض الأسئلة للقيادية بتجمع المهنيين قمرية عمر، فبماذا أجابت؟ *أستاذة قمريه لماذا التصعيد؟ التصعيد لاستكمال مهام الثورة التي رفعت شعار حرية سلام وعدالة تلك الشعارات لم تُنفّذ منها ولا واحدة، لا حرية ولا عدالة. *يمكن أن توضّحي أكثر؟ لا حرية يمكن أن تتجسد في منع مؤتمر صحفي في "سونا" حيث رفضت إدارة الوكالة لأسباب واهية وغير مقنعة. أما العدالة في أحداث القتل والتعذيب خارج القانون وحتى المتهمين لم يقدموا إلى محاكمات وعندما حكم على المدانين في قضية الشهيد أحمد خير بالإعدام لم يتم تنفيذ حكم القانون حتى الآن لماذا التأخير حتى الآن والحكومة ما قادرة تنفذ حكم محكمة إضافة إلى ذلك الحكومة حتى الآن لم تستطع الفصل في قضية فض الاعتصام وتحديد مسؤولية القتل. *هل هنالك قضايا أخرى مدرجة في برنامج التصعيد؟ هنالك جرائم القتل التي حدثت في دارفور وكردفان وباعتراف قادة النظام السابق ورغم ذلك لم تتم محاكمتهم ولم يحاسبوا حتى الآن على تلك الجرائم بل يحاكمون الآن لأتفه الأسباب، لذلك هنالك أشياء وقضايا كان المفروض إنجازها لكنها لم يُنجز منها شيء. *مدى قناعة الأطراف في المهنيين بذلك التصعيد؟ التصعيد موضوعي، يقوم على تلك الظروف الموضوعية التي ذكرتها في حديثي. *ولكن البعض يعيب عليكم أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية فيها كثير من التحديات؟ المرحلة الانتقالية واحدة من مهامها وأهدافها خلال هذه الفترة (الانتقالية) العبور بالبلاد عبر الانتقال السلس بعد الثورة واستكمال هياكل السلطة الانتقالية وفق برنامج محدد خلال الفترة الانتقالية، ووضع سياسات بديلة وتكوين مفوضيات إضافة إلى تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي، كل تلك المهام لم تنجز حتى الآن ولم تتضح الرؤية بعد، ولذلك البرنامج التصعيدي الهدف منه بيان الخلل في ذلك. *هل البرنامج التصعيدي باتفاق مع قوى سياسية أخرى أم فقط مطروح على مستوى المهنيين؟ يا أخي الكريم بعض القوى السياسية تماهت مع الوضع وعملت شراكات مع اللجنة في الحكومة الانتقالية بالتالي بعض الناس ترى أن ذلك مزايدات سياسية، ولكن نحن نريد استكمال سياسات، ولذلك تقف معنا لجان مقاومة في تحالفات، والأمر يبدأ بهذا الشكل. *الإعلان ذكر أن التصعيد على خلفية قضية الشهيد بهاء الدين لماذا الزج ببقية القضايا؟ لا، ليست القضية واحدة، لأن قضايا الثورة عديدة، رُفعت من خلالها شعارات أساسها الحرية والعدالة والتي لم يتم تنفيذها حتى الآن، منها قضية أحمد خير وبهاء الدين وقضايا شهداء دارفور والنيل الأزرق وكردفان، ليست هنالك عدالة نُفّذت حتى الآن بمعنى ما في عدالة تمت حتى الآن، زمان كان أحد شعارات الثورة أن يُحاكم كل من أجرم في حق الشعب، ولكن ما في زول حتى الآن قُدم للمحاكمة رغم اعتراف البشير بأنه قتل 300 ألف دون أن يُحاكم. *الشارع العام مشغول بالظروف الاقتصادية الصعبة كيف يستجيب للتصعيد بشأن قضية في المحاكم؟ واحدة من دواعي التصعيد الأوضاع الاقتصادية المتردية والموازنة التي وضعتها وزارة المالية وأجازتها الحكومة برفع الدعم مُحمِّلة المواطن العبء الأكبر، أما الدولة فلم تقم بمهامها والسؤال الذي يطرح نفسه لأي شيء ترفع الحكومة الدعم عن الوقود والكهرباء والدقيق دون أن تقدم للمواطن شيئاً، ولذلك من أهداف التصعيد رفض الموازنة التي أجازتها الحكومة والتي كان من مهامها فك الضائقة المعيشية خلال الفترة الانتقالية، ولكن أصبح الأمر أسوأ. *هل لديكم قناعة باستجابة كبيرة للبرنامج التصعيدي؟ لا، ليس الأمر هكذا، ولو قلت إن الخروج والمشاركة فيه ستتم بنسبة مائة بالمائة دون شك غير صحيح . ولكن كل الثورات تقوم جزئياً ثم تمتد لتعم كل الأنحاء وسوف يشارك فيها كل الناس ولن نيأس من تحقيق ذلك الهدف، ولو تعلم أن الشارع لا يخون والشعب يعرف حقه وعليه أن يمد حبل الصبر. الصيحة