من اهم ما قامت ثورة ديسمبر المجيدة من اجله هو اسقاط نظام ديكتاتوري واقامة حكم ديمقراطي يمهد له بحكومة انتقالية. ولسبب ما فقد تراس هذه الحكومة الانتقالية السيد حمدوك. احد اهم اعمدة الديمقراطية هو الشفافية. الشفافية تعني ببساطة تمليك الجماهير الحقائق وعرضها لهم بطريقة لا غموض فيها. حتي الان لا نعرف من اتي بالسيد حمدوك ليرأس الحكومة الانتقالية للثورة. واذا تغاضينا عن هذا، فلقد اثبت السيد حمدوك وبما لا يدع مجالا لذرة من الشك انه اقل قامة من ان يقود وزارة دع عنك ان يقود حكومة انتقالية مع شريك هو ضد الديمقراطية. قحت لا علاقة لها بالشارع الان الا في كتابات او تصريحات بعض قادتها. ليس هذا فحسب وهي التي يجب ان يكون علي راس مهامها التاكد من اداء السيد حمدوك وحكومته ، فقد انقلب الامر فصار اعضاء قحت منبطحين يلهثون وراء المناصب ممن يفترض ان يكونوا عين الثورة لمراجعة اداء حكومته، الحكومة الانتقالية. وهو ضعف يؤكد كل يوم الضعف الاخلاقي والمهني للكثير من ساستنا ومثقفينا. ليس هذا فحسب بل وهو ما فطن اليه السيد حمدوك ولعله الشيء الوحيد الذي تعلمه، ان اسعار هولاء الساسة والمثقفين ليست بالباهظه. ولعل من اقبح ممارسات قحت والسيد حمدوك هو الابقاء علي حمدوك بكل ضعفه وعدم انجازه ليشكل حكومة جديدة. طبعا لا اتوقع ان يستقيل السيد حمدوك في خطاب عاصف ويعلن فشله. فهو اضعف من ذلك بكثير ، والاستقالة هي فطور الشجعان كما يقولون. الشارع اصبح لا يشتري سلعة انه سيستقيل ويتركنا وهو الذي اتي ليفيد بلادنا بخبرته. لقد فطن المواطن السوداني البسيط والخبير في شؤون حياته اليومية ان خبرة الخبير الاممي هي بضاعة متوهمة تفوح منها كل الروائح الا الخبرة والمقدرة. لقد صارت هذه الخبرة اضحوكة الشارع السوداني وتهكمه. وحتي تتمادي قحت في ذات النهج المجافي تماما للديمقراطية ولروح ثورة ديسمبر المجيدة، تم الصمت عن المجلس التشريعي تماما رغم تواريخ تشكيلها التي اعلنت مرارا. اظن ان المجلس التشريعي وان تم تشكيله فستتاكد قحت ان تفرغه تماما من محتواه وان يكون بعاتيا بلا دم ولا قلب ولا روح. اثبت الواقع ان سلوك وممارسات قحت لا علاقة لها بالشارع وثورته ولا بدماء شبابنا الذين قدموا ارواحهم من اجل وطن تسوده الديمقراطية وينعم مواطنه بحياة تليق بتضحياته. وضع المواطن يتغير كل يوم من سيء الي أسوأ من صفوف خبز وخبز تجاري واسعار كهرباء ووقود وانتشار امراض وانعدام للدواء وابسط احتياجات المواطن. ليت بعض هذا يوقظ بعض الذين تؤشر بوصلتهم نحو الوطن والمواطن ليقلبون الطاولة علي حمدوك وتنابلته ومن يلهثون خلف الناصب وينحازون للشارع. احمد الفكي 16/01/2020