ما يدور في الجنينة من اقتتال يعتبر تطور خطير في ديناميكية الصراع الاهلية في غرب السودان في فترة ما بعد اتفاق سلام جوبا، حيث تمثل الحاكورة نقطة مركزية في هذا الصراع، رغم اتخاذ مظهره طابع الغبن الاجتماعي والتهميش في تحقيق مكاسب سياسية انطلاقا من الحاكورة، ان جعل الحاكورة ملك خاص لقبيلة محددة وعدم الاعتراف بالمكونات الاجتماعية الآخري يعتبر عقبة كؤود نحو بناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية التي يجب ان تتدافع لها جموع الشعب السوداني بتعبيد الطريق لها بالسلام الاجتماعي وجعله غاية سامية يؤمن بها الجميع، ان ضعف حكومة المركز وعدم وجود رؤية واضحة المعالم لإدارة المرحلة الإنتقالية أوجد فراغا إداري لا سيما في الولايات ولعب دورا محوريا في تنامي الصراعات القبلية في الفترة الانتقالية التي كان يجب فيها ضممت الجراح وتوديع مآسي الماضي، ويتم فيها رتق النسيج الاجتماعي وتقويته من أجل البناء الوطني، ان ما تشهد البلاد من صراعات قبلية إذا في شرقها أو غربها، هو نتاج طبيعي لضعف حكومة المركز والولايات، لان ضعف الولاة أو عدم حيادتهم مثل عاملا حافزا في إستفحال الصراع وأخذه طابع أكثر دموية ، وتجدر الاشارة ان مشكلة الجنينة كان بالإمكان إخماد نارها في مهدها قبل ان تطور لو لا تراخي الوالي وعدم إكتراثه للمسمؤلية التي اقسم من أجلها، لذلك يعتبر الوالي المسؤول الأول عن هذه الأرواح، ان الدماء الغالية التي سالت ما كان لها أن تسيل بعد توقيع السلام الذي يفترض ان يحقق التعايش والسلم الاجتماعي الذي تنشده مجتمعات الحرب سنين عددا، فلا يوجد طرف منتصرا في الحرب فالكل خاسرا، لا سبيل سوا التعايش وقبول الآخر، فآن الاوان في ان توجه الطاقات المهدرة في الحروب العبثية في بناء الوطن، ولا زالت الفرصة مواتية في استثمار سلام جوبا رغم الهنات التي توجد به في تحقيق التعايش السلمي وتحقيق العدالة الاجتماعية حامد احمد عمري [email protected]