هاجم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني كمال كرار حكومة الفترة الانتقالية خاصة "المكون المدني" وحملها مسؤولية الأوضاع التي آلت إليها البلاد وقال: "الحرية والتغيير وقفت تتفرج على المشهد المأساوي" وأضاف كرار في حواره مع الراكوبة المدنيون الذين صعدوا إلي السلطة على أكتاف الثورة تبين أنهم أقصر قامة من الثورة وبينما مجلس الوزراء تخلى عن سلطاته المخولة له في الوثيقة الدستورية لصالح المكون العسكري مما أظهر ضعف السلطة التنفيذية وأغرى الكثيرين للهجوم عليها ليس من نائب رئيس المجلس السيادي فحسب بل حتى من فلول النظام البائد. بالرغم من إنسحاب الحزب الشيوعي السوداني من تحالف قوى الحرية والتغيير. إلا ان هناك من بالحكومة يحمله ما آلت إليه البلاد الان في كل المستويات؟ إنسحب الحزب الشيوعي من تحالف قوى الحرية والتغيير بعد أن فشلت كل مساعيه في إستنهاض الحاضنة السياسية (قحت) ومن أجل الالتزام بما اتفق عليه في إعلان الحرية والتغيير مضيفا وبعد أن إنحرفت السلطة الانتقالية عن أهداف الثورة، واستشهد كرار بالملف الاقتصادي والسياسة الخارجية، وبتمدد المكون العسكري في المشهد السياسي.. مستكملا والإنسحاب لم يكن قفزة في الفراغ بل كان إشارة للحركة الجماهيرية الثورية والتي عليها تصحح مسار الثورة، وأن تنتبه لمن يحاولون إعادة عجلة التاريخ للوراء،أو الواهمين بوأدها .. ومنعطفات كثيرة حدثت للثورة.هل بذلك يمكن أن نقول أن حكومة الفترة فشلت في آداء مهامها؟ الحركة الجماهيرية ذات نفسها، صعدت من نضالها عبر المواكب والاحتجاجات التي انتظمت البلاد مؤخراً ..يقول ولكن للأسف بدلاً من أن تنتبه السلطة الانتقالية لناقوس الخطر الذي قرعته الجماهير..ظلت تقود البلاد من فشل إلى فشل حتى وصلت المعاناة لمستويات قياسية.. لا بسبب موروث العهد البائد فقط، بل لأن السياسة الاقتصادية جعلت الاقتصاد في قبضة المافيا والنتيجة نراها الآن بالعين المجردة.. . في رأيك من الذي يتحمل مسؤولية الأوضاع المؤلمة بالبلاد؟ المسؤولية تتحملها بالدرجة الأولي كافة مستويات السلطة الانتقالية والحرية والتغيير التي وقفت تتفرج على المشهد المأساوي مستكملا ولكن الشعب قادر على الإنتصار لثورته وإيجاد البديل الثوري المدني لإكمال أهداف الثورة. كيف تقرأ تصريحات نائب رئيس المجلس الانتقالي "حميدتي" وإعترافه بإنهيار البلاد امنيا واقتصاديا وسياسيا؟ اعتقد هي محاولة لتعليق الفشل على "شماعة" مجلس الوزراء وقحت، ونائب رئيس المجلس الإنتقالي في قمة السلطة ويتولي ملف الاقتصاد أيضا..موضحا لكن الشاهد أن مجلس الوزراء تخلى عن الكثير من سلطاته المخولة له في الوثيقة الدستورية لصالح المكون العسكري في مجلس السيادة، وجاء تكوين مجلس الشركاء مؤخرا ليضع السلطة التنفيذية في كنبة الاحتياطي،وأصبحت (ترلة) تقودها شاحنة عسكرية ..وتماهت مع أجندات لم تكن يوما مطالب لجماهير الثورة (مثل التطبيع) وهذا الضعف أغرى الكثيرين للهجوم عليها ..ليس نائب رئيس المجلس السيادي فحسب ..بل حتى فلول النظام البائد . يقول كرار كما أن ما ذكره حميدتي لم ترد عليه الحكومة المدنية لأن الإنهيار أسبابه واضحة ومنها البطء في تفكيك_ وتصفية النظام البائد _وسياسة التبعية لصندوق النقد الدولي _والانجرار في المحور الأمريكي الصهيوني _واهمال معاناة المواطن ..وتبني موازنات حرب وتجويع بامتياز وكل ذلك تتحمله أعلى قمة في السلطة بمن فيهم المجلس السيادي.. هل الفراغ السياسي فاقم الأزمة المعيشية كما زعم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. أم أن الطريقة التي تفكر بها حكومة الفترة الانتقالية؟ الفراغ السياسي سبب متأخر..ولكن البرنامج الحكومي ومنذ يومه الأول فارق خط الثورة والإملاءات الخارجية هي السائدة ..وكل القرارات الإقتصادية التي اُتخذت فاقمت الأزمة أضف كما أن المنظومة الإقتصادية العسكرية لا زالت خارج ولاية المالية،وقطاع التعدين تحت قبضة الطفيلية والعسكر والدولة خرجت من التجارة الخارجية والأجندة المشبوهة تعطل قوانين النقابات والحكم الاتحادي والأزمة المعيشية ستظل باقية مالم يرمى الاتفاق مع الصندوق الدولي في سلة المهملات وأعمال البديل الوطني الاقتصادي . على الرغم من ان الشق العسكري الآن من يقود الفترة الانتقالية في هذه المرحلة ولكن أحيانا ما يُقال من جانبه يعني التملص مما تعانيه البلاد الان؟ الحقائق معروفة ولو إلتزم المكون المدني ببنود الوثيقة الدستورية برغم عيوبها لما تمدد المكون العسكري على هذا النحو يقول ولكن المدنيون الذين صعدوا إلي السلطة على أكتاف الثورة تبين انهم أقصر قامة من الثورة يضيف فالشعب سيد الموقف وعليه تصحيح هذا الوضع المختل للحفاظ على ثورته . مشيرا أن وسائل الضغط الشعبي مثل المواكب والتظاهرات حق أصيل للثوار ومن أجلها استشهد المئات وعليه فإن الحديث عن الفوضي والانفلات الأمني مقدمة لمصادرة الحريات وهذا خط أحمر والجماهير لن تتنازل عن حقها في التعبير السلمي بأي شكل، ولن يهددها أحد بالويل والثبور .فنظام القمع ولى إلي غير رجعة . ولن يقبل الشعب أن يواصل الفاشلون السير في طريق الأزمة ..إما أن يزيحوا انفسهم أو يُزاحوا وليس من خيار ثالث. يُفهم من تصريحات نائب رئيس المجلس الإنتقالي حميدتي ان البلد يقودها شيوعيون؟ لو كان الشيوعيون على قيادة الفترة الانتقالية لكان المشهد مختلفاً ..ولعادت سيطرة الحكومة على الاقتصاد واُسترد المال المنهوب لصالح التنمية والخدمات.ولإنخفضت الأسعار وتحققت مجانية التعليم والصحة . يضيف كرار الشيوعيون لا يقعون في براثن صندوق النقد ولا يبيعون القضية الفلسطينية لقاء المال ولا يخضعون للإملاءات الخارجية المشهد الانتقالي يقوده من نسميهم قوى الهبوط الناعم المتحالفة مع العسكر ونكرر ما قلناه ليس هنالك ولا أي شيوعي في أي منصب دستوري سواء بمجلس الوزراء أو السيادة ولكن يبدأ الهجوم على الديمقراطية بالهجوم على الحزب الشيوعي ولكن الشعب واعٍ وصاحٍ لما يحاك من خلف الابواب المغلقة . كلمة أخيرة تود أن تقولها؟ الثورة ولدت لتبقى وتنتصر رغم كل شئ ولن ولم تذهب دماء الشهداء سدًى..