كشف خبراء بيئيون عن انخفاض غطاء الغابات في السودان، وتآكل الأراضي المطرية، وانحسار مساحة المراعي، إضافة للتغير المناخي، وتدهور الأراضي الرطبة، التي انعكست على نقص الغذاء، والاحتكاكات الأهلية، والهجرة من المناطق. واقام المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية، بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، بمركز طيبة برس بالخرطوم أمس، ورشة حول "مشروع تعزيز قدرات وطنية مستهدفة لتحسين عملية صنع القرار وتعميم الالتزامات البيئية العالمية"، عبر التناول الصحفي البيئي لاتفاقيات (تغير المناخ، التنوع الحيوي والتصحر) بهدف تحقيق أولويات التنمية المستدامة. وكشفت ورقة اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، عن انخفاض نسبة غطاء الغابات في السودان بعد انفصال الجنوب من (29,4)، إلى (11,6) في المائة، وتحول تصنيف السودان عالميا إلى الأقطار ذات الغطاء الغابي الشحيح، كما ارتفعت نسبة الإزالة السنوية من (0,74) إلى (2,46) في المائة. وأكدت تآكل إنتاجية الأرض في الأراضي المطرية، المصدر الرئيسي للأمن الغذائي القومي، من (700) إلى 600 كلجم للفدان في ستينيات القرن الماضي، إلى 120- 100 كلجم للفدان في الوقت الراهن. وانحسرت مساحة المراعي في ولاية سنار بنسبة (2,7) في المائة، من جملة مساحة الولاية البالغة (9,700) فدان، اما ولاية القضارف فقد انخفضت مساحة الغابات والمراعي فيها من (78,5) في عام 1942م، إلى (18,6) في المائة في العام 2002م، واقل بكثير في الوقت الحالي. وأشارت الأوراق إلى تدهور أراضي السودان الرطبة، خاصة في المحميات الطبيعية، وأصبحت مكانا للاستثمار الزراعي غير المشروع كما في حظيرة الدندر، ومرتعا لنشاط شركات تعدين الذهب في حظيرة منطقة الردوم. وأكدت ورقة آثار تغير المناخ، ارتفاع درجة الحرارة، ونسبة الفاقد من المياه، والأثر السالب على المحاصيل الشتوية وإنتاج القمح، ونقص موارد المياه وتدني الإنتاج الزراعي، وفقدان المراعي، والثروة وفقدان مصادر وسبل كسب العيش. وذكرت أن تراكم غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، الناتجة عن الصناعة، واستخدامات الأراضي، تسببت في نقص الغذاء وحدوث المجاعات، والتنافس والنزاع حول الموارد، وازدياد معدلات الفقر، ونزوح ومعاناة السكان. وقالت الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية، نادية حسن عمر، إن البيئة شهدت تدهورا وتلوثا، يتطلب إعادة تأهيل واتباع نهج جديد وتكيف يحافظ على البيئة، والتنمية المستدامة، من خلال نشاط توعوي لتغيير سلوك الإنسان للحماية، وإعداد كوادر وتقديم المعلومات العلمية، وإنشاء شبكة للاعلام البيئي.
