الخرطوم تنتفض وكل المدن تؤازرها نفس القلق والمصير المجهول والرهق والطريق المفضي الى السراب والنهايات العقيمة , والبرود يطغى على سخونة الاحداث والتجاهل يزيد من المد ولا احد يريد ان يبصر ما خلف الضباب من حقائق تقول ان الفشل صناعة اتقنت في غرف التوزيع لغنيمة السلطة وتبديد ما جمع من ثروة وتقديم كفاءات حزبية من صفها البالي لتتسيد المشهد وهي بلا موهبة لتكون حصان طروادة الذي يحلق بها في فضاءات التمكين وحصد المغانم والكسب الجماهيري . الشارع يبصر ويفهم ما يدور ويراقب بصمت والعجز يقود الى الفشل والفشل يصنع الاحداث والوعود الكذوبة تفضح ضعف مهارة الساسة في اللعب والقيادة والواقع يترجم كل شيء ولا شيء بات خافي يمكن ان يخفف من سرعة الانجراف ويوقف مد التدهور , والشارع يقول سئمنا من الفشل وضيق الأفق حطم كل امل والبؤس قضى على يقين الصبر وحصان طروادة خسر الرهان بالعبور بالجميع فوق مطبات الواقع المتأزم وصناعة الفة مفقودة في تقاطعات المصالح الحزبية والشتات يشل الحكومة. الفشل أصبح علامة امتياز والرهق بلغ منتهاه والشروخ بين الحكومة والشارع اقوى من ان تلتئم ببنج التخدير والجراحات القاسية في غرف الحكومة المغلقة تجعل كل شيء يمضي الى حتفه والغليان يبلغ اقصى دراجاته والأزمات تجعل من كل فرص الحل مستحيلة فالصدمات بلا مصدات توقف التدهور المصنوع، والاخفاق يجعل من كل فعل غباء والشارع يعود مترسا بعد ان فهم الدرس واستوعب مكر الاغبياء والاغبياء لازال حالمون يتهمون انهم لازالوا يملكون زمام المبادرة وكل الحل. خارج النص: النيابة والقضاء مؤسسات عدلية نثق في قدراتهما القانونية مناط بهما تحقيق العدل وإرساء دعائمه لا احد يملك شبهة تقلل من دورهما وعلى لجنة إزالة التمكين الانتباه على أداء مهامها بعيدا عن دغدغة المشاعر وبث الكراهية اتجاه مؤسسات راسخة تتملك رصيد معرفة وخبرة تراكمية تجعلها فوق كل الشبهات . د.الفاتح خضر رحمة