جزي الله خيرا معالي محافظ البنك المركزي علي الشفافية التي طالت اجازتها ، فإصدار سياسات بنك السودان المركزي لعام2021م تنبئ بأن خلفها رجالا غير . لاهتمامي بشأن مالية الدول النامية وتمويل أنشطتها الاقتصادية ، أجد نفسي أحدق كثيرا وأمعن النظر باحثا عن ما يتناسب مع تصنيف الدول الاقل نموا ، هي رخوة في انسانها حيث تكاد مدخراته لا تذكر ، في السودان عندنا رزق اليوم باليوم ، الدولة حالها في جذب سوق المال العالمي يقل وربما صنف معدوما برغم تدخل الصناديق الاقليمية والعالمية في مشروعات هنا وهناك و بعض تلك المشاريع من قبيل العلاقات العامة. طرح منشور السياسات المحاور وتناولها باحترافية وتفصيل يحمد علي القائمين بالأمر ، ربما سمحت سعة صدرهم وصبرهم بإضافة في المحور الاول حيث تناول الاستقرار الاقتصادي ، حظر في البند الرابع علي المصارف شراء الاراضي والعقارات ويفهم منها الممارسة الانية التي تمكنت من خلالها عناصر محددة بتملك الاراضي والمضاربة فيها ، الا أن الحظر ضمنيا شمل الاسكان الشعبي بما يحمله من تملك الاراضي في الاحياء الشعبية . مقترحي هنا اضافة فقرة تستثني وترفع الحظر عن تمويل المساكن الشعبية وما يصاحبها من امتلاك قطعة أرض واحدة للأسرة ، الهدف من ذلك تشجيع المدخرات الفردية للأسر وتوجيهها لبند الصرف الاعلي في ميزانية الاسرة والذي يستهلك وقتا طويلا لتوفيره تشجيع القدرة والرغبة علي الادخار من خلال مصائد مثل امتلاك سكن شعبي يساهم في تحقيق أهداف المحور الاول من المنشور. يسير مع الاقتراح المقدم اضافة لتفعيلة ، حيث يشير المحور الثاني في التعميم ويعظم المساهمة في الاستقرار المالي ، في البند الاول من المحور يشجع علي خلق كيانات مصرفية وإضافة مؤسسات وشركات الاسكان الشعبي يحقق تمكين الافراد من الشرائح الضعيفة في المجتمع للاستفادة من خدمات بيوت التمويل الاصغر تلك . الشكوي من غياب المدخرات الفردية في الدول النامية قاد دكتور محمد يونس لإنشاء بنك الفقراء في بنغلاديش ، ساهمت التجربة في حصوله علي جائزة نوبل ونقلت تطبيقاتها ولايات أمريكية استفادت من التجربة. فالاتجاه عبر بروتوكولات مالية محددة يساهم في تعليم الافراد علي توجيه مدخراتهم القليلة في الدول النامية الي بنود الاستهلاك الاكثر الحاحا وتحتاج الي فترات زمنية طويله للتأهيل كما في الدرجات العلمية والمساكن الشعبية وغيرها. تجربة السودان في المدخرات عبر المشاركات الشهرية في ما يعرف بالصناديق أو (الختة) كما تسمي عند السيدات في الاحياء وأماكن ألعمل ، هي علي ضعفها الا أنها المصدر الاسهل لتعامل البنوك وبيوت التمويل عبرها وتوجيهها بالتشجيع في الحصول علي سكن شعبي مثلا. هي من أدوات تعديل سلوك الافراد وبناء غريزة الادخار والتي نحن في السودان في حاجة اليها. أكرر الشكر والتقدير لمعالي محافظ البنك المركزي علي طرح السياسات والتعريف بها.