مديحة عبدالله الخبير الاقتصادي لقوى الحرية والتغيير لم يعبأ بهذا العدو المدمر، عدا حديث جزئي عن شركات الأمن والجيش دون كشف للحقائق وشبكات المصالح المرتبطة بها في عالم المال والأعمال، والمعاملات التجارية، وشكلت حماية قوية لها، حتى الحملة ضدها خفتت وستضيع في الهواء.. أكثر من 82% من الأموال خارج إطار المؤسسات الرسمية، إلا أن الأرقام دائماً مضللة، لأن الواقع على الأرض مخيف، غير بعيد من نظر المواطنين من (كنتين) الحي والمواصلات العامة، حيث الانفلات سيد الموقف في الأسعار وفرض سياسة الأمر الواقع مما يهدد حتى استمرار الحياة اليومية في حدها الأدنى، إن أعداء الدولة المدنية لن يتراجعوا عن خنق بذرتها في السودان، وعلينا أن نختار إما المواجهة أو التسليم بالهزيمة حيث لا خيار ثالث.. أول خطوات المواجهة هو أن يعلن السيد رئيس الوزراء بكل ثقله السياسي والمعنوي موقفه الصريح من هذا العدو، بكشف كل المعلومات المتصلة به وشبكة المصالح المستفيدة منه، دون تردد، ومهما كانت تبعات ذلك، وكذا المكون العسكري والأمني والحركات المسلحة تلك التي وقعت على اتفاقية سلام جوبا، وتلك التي لم توقع بعد، والقوى السياسية والمدنية، والقطاع الخاص، والإدارات الأهلية، وأباطرة أسواق الجملة، والمغتربين، والمنظمات المدنية، الموقف من هذا العدو ليس بالكلام وإنما باتخاذ خطوات عملية تشكل تنازلات صريحة.. وتستند تلك الخطوات على الكشف عن كل المؤسسات الاقتصادية تلك التي تعتمد على آليات السوق الخفي في معاملاتها بتسميتها وشبكة المصالح المرتبطة بها، وكشف أوجه التجنيب، والتهرب الضريبي، والتهريب، وتجار الدولار، وقطعاً المطالبة بالمكاشفة والعلانية لا تنطلق من أوهام أو أحلام وإنما تستند على تسمية المصالح الاجتماعية بصريح العبارة، فأغلبها تأسس إبان حقبة الانقاذ المظلمة ويتم الدفاع الأن بشراسة قاتلة ولن يتم التنازل عنها حتى لو تفتت الوطن وذلك لإعادة ترتيب المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي لتحقيق درجة من التماسك لاعتماد طريق متفق لتجنب الانهيار الكامل فالكل خاسر. ________ *_الميدان