اني لأعجب كيف يمكن ان يكون الخائنون ايخون انسان بلاده ؟ ان خان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون الشمس أجمل من بلادي من سواها والظلام حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق بدر شاكر السياب بعد رحيل النظام السابق واسدال الستار عليه منذ عامين وأكثر واعتقاد الكثيرين ان النار قد همدت وان الرجل بخيره وشره غرق واختفى أثرا بعد عين تحت لجة الاحداث المتلاطمة عاد الى الواجهة مجددا ومن تحت الرماد كطائر الفينيق الاسطوري الوالي الأسبق محمد طاهر ايلا الذي يحمل وعن جدارة واستحقاق لقب اكثر الولاة اثارة للجدل في تاريخ ولاية البحر الاحمر وربما في السودان بين مؤيدين يصعدون به الى السماء السابعة تمجيدا واجلالا وبين مناوئين يهبطون به الى الدرك الاسفل من الحضيض ويقولون فيه مالم يقله مالك في الخمر. (2) أصحاب الولاء (بدون حدود) ممن يحملون لقب الايلاويون والذين تشير اليهم أصابع الاتهام هذه الايام باقتحامهم دار لجنة التفكيك في بورتسودان وتسيدهم المشهد السياسي بعد دخول الادارات الاهلية الى حوش الصدام هم في حقيقة الأمر رأس الرمح في التطورات الخطيرة التي لم تنتهي بقفل الطريق القومي في منطقة العقبة فحسب بل اعلان الحرب على وجدي صالح (قوي الحرية والتغيير) واحد مهندسي قرار تجميد حسابات ايلا وأبنائه مع آخرين حوتهم قائمة الفساد .. الذي يرعب المشهد أكثر ويجعل باب المواجهات مجهولة المآلات مفتوح على كل الاحتمالات دخول الناظر ترك الحلبة بصوت تفوح منه رائحة العداء والتحدي بأن السودان لن يعد يسعه ويسع وجدي معا . (3) الذي يلفت النظر هنا ان كل هذه الاضطرابات تحدث الآن في اكثر مناطق السودان حساسية وهي حساسية مفرطة نابعة من موقعها الجغرافي كشريان حياة للسودان وتقاطع مصالح دولية واقليمية تعاظمت بعد مستجدات جديدة أطلت بدخول القطبين الكبيرين امريكا وروسيا الساحة الملتهبة واكتمال ملامح سيناريو صراع نفوذ على الموقع الاستراتيجي للبحر الاحمر.. كل هذا يأتي مقروءا بتصدع الثقة بين أكبر مكونات الاقليم الاثنية الضامنة للأمن والسلام والتي تتهم الحكومة بسد أحد أذنيها بالطين والاخرى بالعجين عن سبق اصرار وترصد في عدم الاستعداد أصلا للاستماع لمقررات مؤتمر سنكات ناهيك عن الاستجابة ولو بالقليل . (4) اضافة الى ذلك فان الصراعات المحمومة في الضفة الاخرى في البيت البني عامراوي بين جاويش وداؤود أربك المشهد أكثر . لكن دعونا نعود الى رجل الساعة (ايلا) لدراسة وتحليل الارضية التي كان ينطلق منها كل من انصاره (مدحا وتمجيدا) ومناوئيه (ذما وقدحا)..يركز الأنصار على البصمات التي تركها الوالي الأسبق والتي لاتخطئها العين فيما يتعلق بمشاريع البنية التحتية والمياه والبيئة التي انتظمت الولاية وهي منجزات تعود الى سلوك فريد ومتميز لهذه الشخصية الفريدة في المتابعة والرقابة لم نشاهد مثيلا لها في السودان . (5) هل من الممكن تصور مسئول يرتدي ثياب التنكرلزوم التمويه ويتحرك بسيارة خاصة متسللا من بيته في الهزيع الاخير من الليل في حملة تجسس على أحياء المدينة لدراسة ومشاهدة أداء المهندسين والعاملين حية على الهواء وعلى طبيعتها لمعرفة مدى انجازالمشاريع التي تم تكليفهم بها هنا وهناك قبل استدعائهم الى المكتب صباحا وقد اتضحت الصورة بايجابياتها وسلبياتها أمامه عينيه ليخضعهم لاحقا الى أسئلة منكر ونكير ؟؟؟. (6) اضافة الى ذلك فان دوره في استثمارعلاقاته مع رجال الأعمال لتنفيذ مشروعاته كان مشهودا فقد كان يؤسس لشراكات عملية يتم خلالها منحهم رخصا استثمارية مشروطة بتقديم تبرعات سخية لمشاريع البنية التحتية وبالعدم فعينك ماتشوف الا النور.بوصلته هنا شخصية قوية ذكية متنفذة تعرف متى وأين وكيف تضرب ولا تعرف سبيلا للتردد ولا تقبل بهزيمة . (7) المناوئون يتحدثون عن شخصيته كرجل متسلط صعب المراس أحادي التفكير يقبل فقط بدورالرئيس وليس المرؤوس لايعرف خلاف الرأي ولا يؤمن به بل لا يعول على رأي لا يصادف مزاجه ولعل هذا ورطه في مشاريع وهمية منها المبنى الضخم الذي يطل على البحر في خاصرة ديم كلاب ببورتسودان والذي انتهى الآن وحتى اشعار آخر مقرا لقوات الدعم السريع ومنها أيضا ما أطلق عليه قرى نموذجية وهي مباني متناثرة تم تشييدها في الأرض الخلاء بهدف استقرار البدو وهو مشروع ينتظرمنذ فترة مصيره المحتوم باصدار شهادة وفاة وسرب من البوم ينعق فوق جدرانه . (8) اذا عاداك فلا يعرف الالوان الرمادية ولا يعرف منطقة وسطى بين الجنة والنار فلا يهدأ له بال الا بالبطش ومطاردة الخصوم فردا فردا حتى ادخالهم وذويهم وأحفادهم عش الدبور ولعل هذا ما أدى الى خلق خصوم شامتون بلغ بهم الحد انهم كانوا يترقبون وينتظرون على أحر من الجمرعودة جثمانه من السعودية جثة هامدة حينما ذهب الى هناك مستشفيا قبل سنوات . (9) رغم كل هذا وذاك فلو كنت مكانه لحجزت أول مقعد في طائرة (تاركو) الخط الوحيد الذي يربط القاهرةببورتسودان وعدت على جناح السرعة وواجهت الذين يشككون في ذمته وينتاشون جسد سمعته بسهام صدئة لأسقط من أيديهم الاوراق التى يسوقونها ويلعبون بها في دافوري الحرية والتغيير فلعل هذا يبرئه ويعمل على تهدئة التوترات داخل الجبهة التي ترى انه خط أحمر وان اتهامه هو اساءة لعموم البجا .. ففي النهاية فان بقائه في الخارج لن يخدم قضيته وسيفسر بأنه هروب رجل من المواجهة عرفه القاصي والداني على امتداد تاريخه كشخصية مقدامة مصادمة لا تعرف العيش الا في فوهة البركان وفي عين العاصفة . حسن ابوزينب عمر [email protected]