بعد اختيار أعضاء لجنة (التطبيع) في الهلال برئاسة السوباط كتبت مقالين عبرت فيهما عن تحفظات أوضحتها حينها بجلاء. . وبمرور الأيام حظيت اللجنة بقبول واسع والتف حولها الأهلة بصورة لم نشهدها منذ سنوات طويلة. . ولأن الهلال عاش سنوات عجاف وغير مسبوقة من ناحية السوء خلال رئاسة الكاردينال وعصبته (البائسة)، لم يترك أمامنا خيار سوى دعم هذه اللجنة مع تمسكنا بتحفظاتنا حول بعض شخوصها. . وحين عمل أعضاء اللجنة من أجل تصحيح الأوضاع في هذا النادي العظيم ساندناهم بالكلمة. . أشدنا بمجهوداتهم الملحوظة في ملف التسجيلات. . ودعمنا رغبتهم في الاستعانة برئيس فخري يدعم النادي (مع بعض التحفظات أيضاً). . لكن صدمنا رئيس اللجنة ونائبه بظهورهما في صورة بشعة وهما يحيطان مع آخرين برئيس مجلس السيادة الفريق البرهان. . يبدو واضحاً أن القوم قد جُمعوا لذلك اللقاء وتلك الصورة البشعة لمآرب أخر. . وتؤكد الصورة أن ثمة أشياء يجري الترتيب لها بدقة. . فبجانب رئيس لجنة التطبيع الهلالية ونائبه رأينا في الصورة رئيس نادي المريخ _ أحد أثرياء زمن الغفلة_ أيضاً وعضو اتحاد الكرة الكوز. . وما تقدم يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك من يخطط وما هؤلاء سوى أدوات للتنفيذ. . ولهذا سيلاحظ القاريء الفطن أنني لم استخدم عبارة (لجنة التطبيع) سوى اليوم فقط. . ففي السابق أصررت على تسمية (لجنة التسيير). . إلا أن صورة اليوم أعطتني انطباعاً بأنهم قصدوا (التطبيع) حقيقة. . لكن ما يجب أن يفهمه هؤلاء وأولهم شداد أن جماهير نادي الهلال عصية على التدجين. . واهم من يظن اننا يمكن أن نسكت على دس سم السياسة في عسل الرياضة. . من يرغب في تطبيع علاقته بالعسكر والقتلة والمفسدين حر في ذلك. . لكننا لن نغفل حقيقة أنهم يحاولون استدراج جماهير الناديين لمواقف لا تشبه الأحرار الذين كانوا وقوداً لثورة ديسمبر العظيمة. . وإن نسي هؤلاء أن هذه الثورة الفخيمة مُهرت بدماء شباب غض مثل عبد العظيم وعباس فرح وعبد الرحمن سمل ومحجوب التاج ودكتور بابكر وبقية العقد الفريد من شهدائنا الأبرار، إن نسوا ذلك فنحن لم ولن ننسى. . وواهم، بل ساذج من يظن أن دفع حفنة من الدولارات في صفقات عدد من اللاعبين يمكن ان تكفي لشراء مواقف الأهلة. . فهذه الثورة اشتعلت من أجل أهداف محددة، وقد أسماها رجالها ونساؤها ب (ثورة الوعي). . فكيف يتوهم بعض أدعياء الفهم أنهم يستطيعون جر هذه الملايين من الشعب الثائر إلى ذات المربع القديم! . فقد سبقهم (الساقط) البشير ومؤتمره اللا وطني لمحاولة استقطاب جماهير الكرة لتأييد سياساتهم الفاشلة والسكوت على فسادهم بعد أن جندوا عدداً من الأقلام الرخيصة التي ظلت تسبح بحمد المجرمين حتى لحظة السقوط. . لن نسمح بتكرار اللعبة القديمة تحت أي ظرف من الظروف. . وإن كان ثمن هذا الموقف المخزي يا سوباط ويا طاهر هو ذاك العدد من اللاعبين الذين ضمتهم لجنتكم للكشف، فأعلموا أنه ثمن زهيد للغاية، فمواقف الأهلة لا تُشترى بأموال الدنيا. . فإما ان تعودوا لصوابكم، أو ستقرأَون وتسمعون منا ما هو أقسى في قادم الأيام. كمال الهِدي