مقدمة: (أ)- خبر محبط للحد البعيد، نشر اليوم الثلاثاء 9/ فبراير الحالي 2021 في "قناة سكاي نيوز" تحت عنوان:"إفريقيا.. تنظيمات إرهابية تزداد خطورة"، وجاء في سياق الخبر كلام في غاية الخطورة وافاد:(رصد تقرير حديث صادر، الثلاثاء، إجمالي عدد الهجمات المسلحة التي شهدتها دول القارة الإفريقية خلال يناير الماضي، بما يعكس تصاعد خطورة التنظيمات المتطرفة في القارة السمراء، في الوقت الذي حذر فيه خبراء من تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية، في ظل استمرار الظروف التي تجعل من القارة بيئة خصبة لنمو الجماعات والتنظيمات المتطرفة. التقرير الصادر عن مؤسسة "ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان" في القاهرة، تحت عنوان "عدسة العمليات الإرهابية في إفريقيا"، رصد استقبال القارة العام الجديد 2021 ب 66 هجوما دمويا، أسفر عن سقوط 642 قتيلا و96 جريحا، بخلاف تشريد ونزوح المئات وخطف واعتقال العشرات، وذلك في 15 دولة إفريقية مختلفة. التقرير أبان أن إقليم شرق إفريقيا كان الأكثر دموية خلال هذا الشهر، بعد أن سقط خلاله 368 ضحية (57.2 بالمئة من إجمالي ضحايا الهجمات المسلحة خلال الشهر.. فيما جاء السودان في مقدمة الدول من حيث أعداد الضحايا، بعد أن شهد سقوط 207 ضحايا، بينما وضع التقرير الصومال على رأس الدول من حيث أعداد الهجمات الإرهابية، بعد أن شهد البلد خلال هذا الشهر 12 هجوما إرهابيا.).). – انتهي الخبر . (ب)- في نفس يوم نشر "قناة سكاي نيوز" الخبرالمحبط عن السودان، جاء خبر اخر وافاد: ( ان اللجنة الأمنية في دارفور اعلنت عن حالة الطوارئ بجميع أنحاء الولاية، وقررت منع قفل الطرق القومية والداخلية ومنع التجمعات وذلك على خلفية الأحداث الأمنية التي شهدتها مدينة الفاشر، أمس الاثنين، ومدينة محلية كبكابية اليوم، شمال دارفور. ودخل حظر التجول حيز التنفيذ اعتبارا من مساء الاثنين، ويستمر لمدة 12 ساعة، كما شمل القرار تعليق الدراسة في المدينة 3 أيام، وذلك عقب أحداث التخريب والحرق التي طالت البورصة السلعية ورئاسة محلية الفاشر عصر الاثنين.). -انتهي الخبر-. (ج) وليت الامور قد توقفت عند هذا الحد المزري من الاوضاع الغير مستقرة في البلاد، فقد جاء اليوم الثلاثاء 9/ فبراير الحالي، خبر ثالث محبط تحت عنوان:"والي القضارف يقف على الأضرار والخسائر بالسوق العمومي"، ومفاده:(ان والي القضارف د.سليمان تفقد برفقة أعضاء لجنة الأمن وحكومة الولاية سوق القضارف العمومي ووقف على الأضرار والخسائر التي حدثت جراء أحداث يومي الأربعاء والخميس من الإسبوع الماضي . وتلقى الوالي شرحًا من المدير التنفيذي لبلدية القضارف الأستاذ أبو القاسم عبدالصمد حول حجم الأضرار وإجراءات المعالجة ..).- انتهي الخبر-. (د)- وتوالت المصائب في هذا اليوم تباعآ بلا توقف، وجاءت الصحف بخبر افاد:(ان والي جنوب دارفور، موسى مهدي إسحق، اصدر قراراً بإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال داخل مدينة نيالا اعتباراً من مساء اليوم ولمدة 48 ساعة. وجاء في القرار: "كل من يُخالف هذا الأمر يُعاقب بموجب قانون الطوارئ، وعلى قادة القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة وجهاز المخابرات والجهات ذات الصلة العمل على التنفيذ الفوري للقرار".). -انتهي الخبر -. 1- الملفت للنظر، ان هذه الاحداث المروعة جاءت تمامآ وصادفت بداية تشكيل حكومة حمدوك الثانية، ولو تمعنا في الاحداث الدموية الكثيرة التي وقعت في البلاد خلال الفترة من الخميس 11/ ابريل 2019 – وحتي يوم الاثنين 8/ فبراير الحالي – اي خلال (22) شهر – لوجدنا انها احداث دموية ومجازر واغتيالات بالجملة فاقت اعدادها ال(74) حالة، راح ضحيتها اكثر من (20) الف قتيل ونحو (300) مصابآ، 2- ولا ننسي ان النيابة العامة قد افادت اليوم الثلاثاء 9/ فبراير الحالي، حول التحقيق في إختفاء الأشخاص، قد صدر الأمر الى اللجنة المكلفة بتشريح وإعادة تشريح الجثامين مع وضع موجهات وفقاً لما نصت عليه المواثيق وبرتوكولات الصليب الأحمر الدولية ويعتبر اول تطبيق لبرتوكول دولي بشأن المفقودين في السودان وولاية الجزيرة. شملت إجراءات تشريح الجثامين وتصنيفها عدد 190 جثمان بينها 40 جثة لأطفال حديثي الولادة مقيد بشأنها جميعاً بلاغات لدى النيابة العامة، وتم أخذ عينات لفحص البصمة الوراثية وتوثيق الأدلة والصور الشكلية لسمات الأسنان وأي قرائن دالة على التعرف. تم تصنيف الجثامين من بينها 36 جثمان حولها شبهة جنائية مقيدة بشأنها دعاوي جنائية في أقسام الولاية المختلفة وتباشر اللجنة أعمالها بالتحقيق حولها، وقد أمرت بعدم دفنها الى حين إكتمال التحقيق. 3- ولا يبقي امام هذا الزخم المهول من احداث سودانية فاقت في قوتها عشرات المرات ما وقع في الصومال وليبيا، الا ان نطالب بقوة من الحكومة الجديدة التصدي بشدة للانفلات والفوضي، والتخريب الذي طال نحو (40%) من الممتلكات الخاصة للمواطنين خاصة في دارفور التي تعتبر اسوأ منطقة في افريقيا، لقد تساهلت حكومة حمدوك الاولي في بسط قوتها في ربوع البلاد، واعادة الهيبة المفقودة، وحتي هذه اللحظة لا يفهم احد في السودان، لماذا توقفت المحاكم خلال حكم الحكومة السابقة عن محاكمة عتاة المجرمين والقتلة؟!!، ولم نسمع او قرأنا عن تقديم متهم خطير لمحكمة ما علي ما ارتكبه من جرائم قتل وترويع للمواطنين؟!! 4- خلال فترة حكم الحكومة السابقة التي ترأسها حمدوك في الفترة من يوم الخميس 5/ سبتمبر 2019-وحتي الاحد 7/ فبراير الحالي 2021، والتي استمرت قرابة ال(17) شهر، لم نسمع بانعقاد محكمة ما نظرت في قضية- ولو واحدة- من بين عشرات الآلاف القضايا المتراكمة في مكتب النائب العام، او امام محاكم الولايات!! 5- خلال فترة حكومة حمدوك السابقة، شنت الصحف المحلية هجوم ضاري علي المجلس السيادي والحكومة بسبب التقاعس المتعمد والتمادي في عدم احترام القوانين التي تجبر المسؤولين في عدم بقاء المتهمين بجرائم جنائية او عادية في السجون دون تقديمهم للمحاكمة، نشرت الصحف المحلية والاجنبية اخبار كثيرة عن استنكار الاممالمتحدة والبرلمان الاوربي عدم احترام السودان للمواثيق الدولية التي تمنع احتجاز المتهمين في السجون والمعتقلات ولا تقدمهم للعدالة. 6- يجب ان تكون اولي مهام الحكومة الجديدة حماية المواطنين وسلامة امنهم وحياتهم قبل كل شيء، وبسط الامن وامان في كل ربوع البلاد، وعدم التفريط في تقديم المتهمين للعدالة، وعلي الحكومة ان تعفينا من الكلام الغير مقنع: " ان تاخير المحاكمات سببة جانحة كورونا!!". 7- ولا يجب ان ننسي، ان الفلول وبقايا الانقاذ، قد قويت شوكتهم، وظهروا مجددآ في الساحة السياسية، ومارسوا بكل عنف وقوة التخريب والدمار، وارتكاب المجازر في كثير من مناطق السودان، وهم وراء احداث الجنينةوالفاشروالقضارف وكسلا،…وهؤلاء الرجرجة والدهماء ما كانوا يستطيعون تحريك قشة من مكانها لولا ضعف تطبيق القوانين.. و"سبهللية" مجلس السيادة.. وضعف شخصية حكومة حمدوك!! 8- بقاء الحكومة الجديدة او انتهاء اجلها سريعآ، يتوقف علي جديتها في حسم انفلات قوات الدعم السريع، والفوضي التي ضربت كل البقاع، وتطبيق القوانين بكل حزم وقوة…هذه المرة الشارع الملتهب وملئ بالغضب لن يصبر علي اي نوع من التقاعس وضرب مبادئ انتفاضة ديسمبر. 9- مرفقات لها علاقة بالمقال: (أ)- 32 قتيلا سقطوا حتى في الاشتباكات بين قبلتي البني عامر والنوبة ببورتسودان -13/8/2020- (ب)- بعد مجزرة الجنينة.. سودانيون يطالبون بهيكلة "الجنجويد" لإخماد الأحداث – 17/ يناير 2012- (ج)- مقتل ستين شخصا واصابة العشرات بهجوم شنه حوالي 500 مسلح على قرية في غرب دارفور. – الاثنين 2020/07/27 – (د)- السودان.. مشاجرة تتحول إلى معارك قبلية في غرب دارفور والحركات المسلحة تنتقد الحكومة- -31/12/2019 – (ه)- لجان مقاومة جنوب الحزام -(بيان هام – مجزرة الجنينة تبين تخلى الحكومة عن حماية مواطنيها تواصلت لأكثر من 48 ساعة هجمات المليشيات المسلحة بمدينة الجنينة ، حيث حاصرت منطقة ومعسكر كريندنق من كل الإتجاهات ، ومارست جرائم بشعة وانتهاكات قتل وحرق وتعذيب وإغتصاب في حق المواطنين العزل، مما أدى لسقوط العشرات...- يناير17, 2021.). (و)- بيان مهم بخصوص مذبحة معسكر كريندق من قبل الجنجويد ومليشيات الدعم السريع:(31/12/2019- قاموا بحرق معسكر كريندق بالكامل ونهبوا ما تبقي وقتلوا وجرحوا المئات وتنزيح الالف من النازحين من جديد في ظل تواطؤ تام من لجنة امن الولاية برئاسة الوالي ومدير الشرطة وقائد الفرقة ومدير الجهاز. حيث اعلنت مليشيات الجنجويد قبضتهم على مدينة الجنينة وحاولوا حرق معسكري ابوزر واردمتا للنازحين واحرقوا بعض البيوتات ومن ثم نهبوا سوق الجنينة الكبير وحاولوا نهب بنك السودان المركزي وتبادولوا النيران مع حراس البنك وبعدها تفرغوا في كافة احياء الجنينة واستمروا في عادتهم وتقاليدهم من النهب والقتل والتشريد ، ثم احتلوا مستشفى الجنينة