نعم قتلها حمدوك وهاهو يمثل بجثتها أمام سمع وبصر شباب الثورة والجموع الشعب.. قتل حمدوك ثورتهم العظيمة بعجزه عن تقديم نموذج يتطلع إليه أبناء الشعب في إدارة دولتهم المدنية المأمولة، فبعد قرابة العامين وهي فترة كافية جدا لا يزال حمدوك عاجزاً يقف متفرجاً واوضاع السودان الأمنية والسياسية والاقتصادية تتدحرج بمأساوية يلاحظها الجميع فقد بات الناس يتخاطفون لقمة الكسرة ولن يجدي قرار إعتقال الكيزان الذي أصدرته الحكومة أمس وربما سيكون هذا هو القشة التي ستقصم ظهر البعير وتهد الحكومة. الاجدى هو حلحلة القضايا التي تتعلق بمعيشة الناس وليس معنى أن يثور الطلاب والناس في الشوارع بحثاً عن ما يأكلونه من سكر وزيت ودقيق وينهبونه من دكاكين الأبيض والقضارف والبقية تأتي ليس معنى هذا أنهم يتحركون بأوامر الكيزان ولكن حين يجوع الناس يفعلون كل شئ ولن ينتظر احد الكيزان ولا الشيوعيين ولا البعثيين أن يطرقوا أبوابهم ليعطوهم خبز ودقيق ومصاريف لأطفال المدارس، حمدوك لا يحسن إختيار معاونيه وهاهو يضيع ضربته للمرة الثانية باختيار حكومة محاصصة بائنة الضعف سيحتفلون مع أسرهم بمناصبهم الجديدة ثم يكنزون ثروات جديدة والمحصلة لا شعب ولا وطن سيتم بناؤه. حمدوك وحده قتل مدنية الشعب التي تطلعوا لها بضعفه ونظرته الحالمة فهاهو لا يزال يحلم بعد مضي عامين بانه سينتصر وسيعبر، سيعبر لصالح نفسه لكن جميع الشعب غرق في وحل المسغبة.