هذه الأيام شرفاء جيشنا تخوض معارك رد أراضي القضارف لحضن الوطن بينما حميدتي يتسارع عجلة التنافس لقيام لتأسيس شركة ألبان بدولة إثيوبيا لتنافس كابو أسامة داؤود في السودان، حيث فكر آخيرًا نقل إسسثماراتها إلى الخارج ولكن بكل أسف أنه لايفهم ولم يفهم حيث بدلًا أن تحوله لدولة على الأقل لم تعد تعتدي أوتطمع في أرضنا ولكن عدو الوطن لا تهمه وطنه إن كان له وطن. القضارف على مر الأزمان تتصدر صادرات السودان الزراعية منها والحيوانية أيضًا بشكل مقدر، إلا أن هذا الكم الهائل من الإنتاج وضعف وهشاشة نظام المخلوع جعلها هدف للطامعين. وبفضل زيادة طمع العدو المحتل أرغمها على تكرار إستفزاز الشرفاء من قواتنا المسلحة والآخير لم تستحمل ما لاطاقة له بها وقرر رد الصاع صاعين وعزم على إسترداد كل الأراضي المحتلة مما إضطر دولة العدو حشد جيشها ومليشياتها المتطوعين في صفوها وتنظيم حرب العصابات ولكن بفضل خبرات جيشنا في خوض الحروبات جعلها تتقدم بثبات دون خسائر تذكر، رغم إن هذه الحرب حرب وكالة تقودها دولة العدو الإثيوبي لصالح الإمارات لإضعاف قدرات الجيش السوداني على حساب مليشيات الدعم السريع وقائدها حميدتي، والدليل على ذلك عدم مشاركة قواتها في معارك إستعادة الأراضي السودانية المغتصبة من دولة مجاورة طامعة في أراضينا من القضارف حتى ودمدني رغم أن مليشياتها التي تقدر بالآلاف ومسلحة بأحدث الأسلحة ومكتملة العتاد الحربي ويمكم أن نقول لها القدرة على إجتياح إديس أبابا إن دعى داع على حسب ظننا، ولكنه لم تشارك ولو بجندي واحد بيد أنها تفلح في إغتيال وتنكيل الشرفاء من أبناء الوطن بالمدن والعاصمة ولم تسلم من شر بطشها حتى النساء والأطفال في معسكرات النازحين. وما يدل على سبيل المثال ظهروهم للعامة أبان فض إعتصام القيادة العامة سيرًا بالأقدام "مشاة" وعلى ظهور الآليات العسكرية كأنهم داخلين معركة لحرب عالمية وليست أنهم يواجهون معتصمين سلميين عزل عارى الصدور، ومايدل على بطشهم وخيانتهم على أبناء وطنهم الهجوم على النازحين العزل بمعسكر كرينديق على ذمة الشهود والضحايا حيث حرقوا وقتلوا أكثر من مئتان من النساء والأطفال وحدهم، والكثير من الجرائم وأخرها وليست الأخير إغتيال الشهيد بهاء نوري. ولكن اللوم ليست فقط على هذه المليشيات وحدها، بل اللوم تقع على أنفسنا جميعًا بعدم وقفتنا وقفة الرجل الواحد لإستعادة أعظم وأغنى منطقة زراعية في السودان. حيث سمسم القضارف التي تغنت لها الراحلة المقيمة عائشة الفلاتية وحدها أن تنعش اقتصاد بلادنا المتدهور، ويرى الكثير مننا بأن هذه الحرب تخوضها جيشنا بالوكالة عن مصر تماشيًا مع أزمة سد النهضة، ولكن بكل أسف أؤكد لكم بأن هذه الحرب ليست حرب بالوكالة بل أنها حرب ناتجة عن الإستفزاز المتكرر لقواتنا المسلحة من قبل مليشيات تتبع لإقليم أمهرة الأثيوبية مسنود ومدعوم من الجيش الإثيوبي الفيدرالي بغرض توسيع مستعمراتها داخل الأراضي السودانية إستغلالًا للظروف الإستثنائية التي تمر بها بلادنا ظنًا منهم ضعف الجيش السوداني وعدم التعاون بين المؤسسة العسكرية والمدنية في إتخاذ أمر مصير الحرب بين السودان وإثيوبيا وتنسيقهم الكامل مع قائد مليشيات قوات الدعم السريع بمنحه فرص إستثمارية ضخمة في إقليم أمهرة الأثيوبية من تعدين الذهب وإقامة مصانع إنتاجية ضخمة ممكن تنافس الشركات العالمية. ما سبق والكثير جعل حكام وأعيان إقليم أمهرة من إستفزاز قواتنا المسلحة وهي لم تقبل ذلك الإستفزاز المتكرر فقرر الرد بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب رغم أن بوادر الطمع المؤامرة عند الإثيوبين في توسيع مستعمراتهم بدأت تظهر منذ سقوط نظام المخلوع، ولكن مايؤسفني أكثر عدم تطوع الشباب في حماية وإسترداد أراضينا المنهوبة من قبل دولة العدو، وإن كنتم تتابعون نشرة الأخبار ستجدون فقط قوة الإحتياط هي الوحدة المساندة للقواتنا المسلحة وقوة الإحتياط أن تشابهت لكم الأسماء هي قوات الدفاع الشعبي التي تعشق الجهاد وولدت من فكر الإسلاميين ونشأ وتربى في كنفهم. بالرغم من ذلك إلا أنهم يسدون فرقة جبهة الشرق مع الشرفاء من قواتنا المسلحة فإذا تقاعسوا ليلة واحدة يمكن أن تصبح القضارف، وودمدني وحتى الخرطوم تحت الإحتلال الإثيوبي. هذه الأيام تشهد الجبهة الشرقية هجمات منظمة من قبل مليشيات وجيش العدو الإثيوبي على قواتنا المرابطة هناك، والدبلوماسية الإثيوبية في الخرطوم تستفز قواتنا بأوصاف كأنه مقيم في بلاده وأصبح غير مرعوب فيه هو ورعاياه الذين يقدر أعدادهم بعشرات الملايين في السودان، ولكن نسبة لضعف الإرادة السياسية لحكومتنا المدنية التي تضيق لها الخناق من قبل شركات العسكر فهي بات لم تعد لها خطة ولاقرار في شؤونها الداخلية والخارجية. رغم كل هذه التحديات إلا أن الشرفاء من القوات المسلحة يقومون بواجب الأوطان والمليشات المرتزقة تسعى لعرقلة تحرير أراضينا المحتلة وذلك بسبب إشعال حروبات داخلية لتشتيت إنتباه وولاء الشعب على الشرفاء من قواتها المسلحة. فنتمنى من شرفاء الوطن أن يقفوا وقفة رجل واحد حتى يستردوا كامل تراب الوطن من قوى العدوان وأن لايلتفتوا إلى شائعات الخونة والمأجورين الذين لايهمهم وطن ولا عيشة مواطن، فإذا تمكنا من إسترداد وحماية أرضنا الخصبة حتمًا ستعود القضارف لسمسمها وزراعتها الخضراء وستنقطع طريق التهريب عبره هذه الولاية ذات الأهمية الاقتصادية والامنية لبلادنا ومعركة تحرير الفشقة الكبرى والصغرى واجب كل سوداني وليست شرفاء الجيش وحدها، رغم إختلافنا ومشاكلنا الداخلية حول بنية وتأسيس قواتنا المسلحة إلا أنها لا تمنعنا من الوقوف معها في تحرير جزء أصيل من ترابنا الغالي