تفاقمت أزمة قطوعات الكهرباء بشكل كبير في السودان، وخصوصاً في العاصمة الخرطوم، وتأثَّرت قطاعات واسعة وحيوية من جراء هذه الأزمة التي تستمر لأكثر من 10 ساعات في اليوم، في العديد من الأحياء، وأُصيبت مواقع العمل والإنتاج والأسواق والصرافات الآلية بالشلل التام، وتسببت القطوعات بإلحاق خسائر أضرار في القطاعات المنتجة وبخاصة المصانع والمستشفيات والبنوك والمخابز الآلية، وغيرها من المؤسسات والمصالح التي لها علاقة مباشرة مع الجمهور، وأيضاً في الأراضي والمحاكم والسجل المدني والجوازات. وفي جولة ل (مداميك) على عدد من المواقع، قال موظف في أحد البنوك إنَّ قطوعات الكهرباء في الفترة الصباحية بالبنوك أضرَّت بالعمل كثيراً؛ لأنَّ ذلك يؤدي لتعطيل العمل وضياع الوقت، داعياً العاملين في الكهرباء للنظر بعين الاعتبار لبعض المواقع الحساسة، مبيناً أنَّه يمكن أن تقتصر قطوعات الكهرباء في تلك المؤسسات والمصالح على الفترة المسائية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، وانعدام الوقود في الكثير من الأحيان لتشغيل المولدات فضلاً عن تكلفة التشغيل العالية. من جانبه، قال العامل بمصنع الصابون ياسر محمد ل (مداميك) إنَّ الإنتاج تأثَّر وتراجع كثيراً بسبب القطوعات المستمرة للتيار الكهربائي، والتي تسببت بإلحاق خسائر كبيرة مادية؛ لأن المصنع لديه التزامات مالية للبنوك والعمالة، لافتاً إلى أنَّ عدم توفر الوقود وتكلفته العالية يلحق أضراراً بالغة بأصحاب المصانع، فضلاً عن أنَّ هناك آليات تحتاج إلى تيار كهربائي منتظم وقوي. فيما قال عامل المخبز يوسف عثمان، إنَّهم تأثَّروا كثيراً بسبب قطوعات الكهرباء وفي الغالب أصبحوا يعملون يوماً بعد يوم، بسبب انقطاع التيار لفترات طويلة تمتد إلى عشر ساعات. وكان مصدر مسؤول بشركة توزيع الكهرباء حمل في حديث سابق ل (مداميك) وزارة المالية مسؤولية عدم توفير التمويل المطلوب في الوقت المناسب من المكون الأجنبي والمحلي لجلب واستيراد بعض الاسبيرات من الخارج اللازمة لأعمال الصيانة، وذلك بسبب الصيانة التي تتم في التوقيت الشتوي استعدادا لفصل الصيف وقدوم شهر رمضان، الامر الذي أدَّى إلى تأخُّر أعمال الصيانة. وتعود أسباب الفجوة في إنتاج الكهرباء بحسب مختصين لعدم عمل "سد مروي" شمالي البلاد بكفاءته القصوى، وهو أكبر سدود إنتاج الكهرباء في البلاد، إذ أن "توربيناته" لا تعمل كلها، ما يؤدي إلى إنتاج كميات من الكهرباء لا تفي بحاجة البلاد، ويقود ذلك إلى برنامج "الترشيد الإجباري". وتقول وزارة الطاقة إن تكلفة وقود محطات الكهرباء الحرارية تقدر بنحو (101) مليار جنيه. ويقدر إنتاج السودان السنوي من الكهرباء ب 3 آلاف ميغاواط، مع حصة أخرى من الكهرباء تأتي من إثيوبيا ضمن اتفاقية بين الجانبين.