على السيّد/ البرهان وعسكره أن لا يبحثوا عن الحماية من المساءلة عن طريق التقرّب من أمريكا وإسرائيل، بل بالتوجّه إلى الشعب السوداني والإعتذار له وطلب العفوَ والمغفرة.. عادل عبدالرحمن لقد كنتم يا سيادة الرئيس جزءاً أصيلا من نظام الإنقاذ المُستبد، وبل كنتم لجنته الأمنيّة التي توفّر له الحماية؛ فأنتم والغون معه في في إمتصاص دم الشعب حتى العظام.. في تشريد العاملين دون وجه حق، في تكميم أفواه كلّ مَن يُعارض بالحبس في بيوت أشباحكم، بالتعذيب والإغتصاب (نساءً ورجالا) وإغتياله وإغتيالهنَّ. وليس من حقّي، كفرد، بأن أحاسبكم الآن، فذلك من حقّ شعوب السودان (لأنّ ليس في السودان شعبٌ واحدٌ كما يدّعون) ولكنّي، أظنّ أنّ من حقّي كفرد، أن أنبّهكم وأرجوا أن أكون على صواب على المخاطر التي تُحدِق بوطننا وبكم.. بوطننا لأنّه يتمزّق الآن، وبكم لأنّ التاريخ وشعوب السودان والله (إن كنتم تؤمنون به) لن يرحموكم، وستذهبون هباءً منثوراً. أنا أعلم أنّكم في مأزق لا تُحسدون عليه؛ لقد إرتكبتم، شاركتم أو غبّشتم أعينكم، عن أكبر مجزرة تمّت في كلّ عهود نظام الإنقاذ البغيضة حين فُضّ إعتصام القيادة المشهود.. والتي لن يُضاهيها، إلا قليلاً، سوى فعلة مجزرة ضباط رمضان.. ها نحن جئنا إلى بيت القصيد:ماذا ترومون من هذه المراوغة التي تمارسونها الآن: هل تُريدون عقد صفقاتٍ مع أحزابٍ سياسيّة شماليّة طائفيّة حكمتنا سنيناً عددا..، مع تحالفٍ مع تُجار الحرب الذين عقدمتم معهم "صفقة جوبا" المُخزية؟!! ألا ترون أنّكم تَغرقون في الوحل، وتُغرقون الوطن بأكمله حتى الغرق، كيما تنقذون أرواحكم الفانية..؟! واُريد أن أسألكم سؤلاً آخر، ربّما يبدو ساذجا لبعض الثوريين: ماذا تقولون لأطفالكم حين تعودودن في المساء ويسألونكم عمّا فعلتم طوال النهار؟ ليس من عادتي طرح مثل هذه التساؤلات الساذجة أو البدهيّة، ولكنّي أسألها الآن لأنّي علمت بعد عودتي، حين اُجبرت على مغادرة وطني، للسودان بعد ثلاثين عاما أنّ بعضاً من أبنائكم وبناتكم كانوا يُشاركون في الثورة عليكم؟!!!! فيا أيّتها النخبة العسكريّة.. هل تظنّون أنّ إسرائيل (التي تلاحقها محكمة الجنايات الدوليّة كما أنتم) ومعها أمريكا العظمي التي أعيش في كنفها الآن بقادران على حمايتكم من محاكمة الحق التي سينصبها التاريخ وشعوب السودان لكم ذات يوم..؟ هيهات..! ولكن إن أردنا الحق، فبيدكم فرصة (ويا للمفارقة) لم تتأتّى إلا للقلّة من طواغيت الحكم.. أنّ ما زال بيدكم تدارك الصعاب: فمن الممكن الخروج من غضبة شعوب السودان، بالتوجّه لهم بالإعتراف بالذنب وطلب العفو والمغفرة. ولنا في ذلك اُسوة من جنوب أفريقيا، مرورا بأروبا إلى أمريكا اللاتينيّة. ففي بلغاريا الأوروبيّة، وغواتيما وعديد من دول أمريكا اللاتينيّة وكما فعل نيلسون مانديلا شُكّلت لجان ما يُسمّى بالحقيقة والمصارحة. ولكنّ الحقيقة والمصارحة لا تدَع مرتكبي الجرائم دون مساءلة.. فهل لكم يا سيّدي/ رئيس المجلس الإنتقالي الإستعداد بالإعتذار للشعب السوداني بما إغترفت يداكم، بأن تعتذروا للشعوب السودانيّة طلباً للعفو.. بترككم كراسي الحكم والتوجّه لمكانكم الطبيعي المتمثّل في بناء جيش إحترافي وطني، يقف على مسافة واحدة من كلّ التوجّهات السياسيّة أو الدينيّة أو العرقيّة..؟! وعندها يا سيّدي/ رئيس المجلس الإنتقالي سأكون أوّل من يرفع قبّعتي إجلالاً وإحتراماً.