لم تعر حكومة سنار اذناً صاغية لقضايا العائدين من دولة الجنوب بسنار الذين يعانون اوضاعا مأساوية لاكثر من ثمانى سنوات، واستبشر العائدون خيراً بمقدم الوالى المدنى الماحى محمد سليمان لحل مشكلاتهم فى التوطين والصحة ومياه الشرب والتعليم وتنفيذ مشروعاتهم التى حملوها سفراً من ورق ولم تجد مسؤولاً فى سنار يتابعها لولاية يعانى العائدون فيها من دولة الجنوب بسنار من مشكلات مزمنة لا فكاك منها ولا مخرج لها، واكثر من (7) آلاف اسرة من العائدين فى قرية التروس الحلة بمحلية الدالى والمزموم و (5) آلاف اسرة فى كوكرى بمحلية ابو حجار ومثلها (4) آلاف اسرة فى (الترو والترارو) بالمزموم تعانى اشد المعاناة فى الخدمات والبحث عن مأوى تحت ظلال الأشجار أو ثنايا الجبال والوهاد مع سعيتهم، وحدد لهم القرار الرئاسى (209) فى النظام البائد مواقع لسكنهم وأسرهم، وحسبوا ان هذا القرار انهى معاناتهم واحال حياتهم الى نعيم وامن واستقرار مقيم، ونقلهم من حياة البدو والترحال الى المجتمع المدنى المستقر، الا ان المدنية التى سعوا لها وقدموا فى سبيلها فلذات اكبادهم بحثاً عن حقوقهم لم ينالوا منها شيئاً، فهم يشكون من الامية وتكدس الفاقد التربوى ومعاناة حاضرة فى الحصول على مياه الشرب، ليؤكد ذلك آدميتهم وحقهم الأصيل فى المواطنة الذى اقرته الدساتير والقوانين لينعموا بالحياة الكريمة، كما ان مشكلات الاراضى والاستقطاعات لم تراوح مكانها، فى حين أن كثيراً من المتنفذين مازالوا يستمتعون باراض بكر فى الدالى والمزموم تدر عليهم ارباحاً سنوية فى مواسم الانتاج، فامتلأت خزائنهم بعائدات محصولات الدخن والسمسم والذرة التى وفرت لهم تعليماً جيداً لابنائهم وحياة رغدة، فى حين ان البعض من العائدين مازالوا ينتظرون حق الله من الزكاة لسد الرمق واقامة وأدهم، ليذهب المال لغير مستحقيه وفقاً لحديث مصدر فضل حجب اسمه ل (الإنتباهة) أمس، وقال المصدر إن اوضاعاً حرجة يعانيها العائدون، وان الزكاة لم تصل الى قراهم حتى الآن وهم احوج من غيرهم، إلا انهم لا يسألون الناس الحافاً ادباً وتعففاً، ولفت المصدر الى الجمعيات الزراعية وتسجيلها للعائدين ومشكلات فى تخطيط الأراضى وقضايا الاستقطاعات التى لم تحل حتى الآن. واستنطقت (الإنتباهة) أمس الناطق الرسمى باسم العائدين يوسف الهجانا الذى اكد للصحيفة المعاناة الكبيرة للعائدين فى الحصول على الخدمات، وانهم تقدموا بجملة من المطالب لوالى سنار الماحى سليمان التي حوت كل المشكلات، وقابلوا الوالى بمكتبه فى سنجة وتعهد بحلها، الا ان الوالى والحديث ل (الهجانا) لم يحرك ساكناً ولم يكلف نفسه كبير عناء فى زيارتهم وحل مشكلاتهم التى يرى انها سيست تماماً كما فعل النظام البائد، وقال: (بدلاً من ذلك سمى الوالى لجنة اطلق عليها اتحاد شباب العائدين)، واضاف انهم لا يعلمون الكيفية التى تم بها تشكيل هذه اللجنة وماهى اغراضها وهل قصد بها شق صف العائدين والهاء العائدين عن المطالبة بحقوقهم المشروعة وصرفهم عن قضاياهم الاساسية، وبذر بذور الفتنة بينهم ليتفرقوا ويذهب ريحهم؟ وجزم الهجانا بان العائدين الذين حملوا السلاح فى أرض الجنوب ودخلوا فى اتون معارك قدموا فيها الانفس رخيصة لن يتنازلوا عن حقوقهم وحقوق ابنائهم، وقال: (نحن نتحدث عن حقوق ترتبط بمعاش الناس وهى ابسط الاشياء التي تقدمها الحكومة للمواطن، وهى ليست منة من احد ولا تفضلاً بتوفير مياه الشرب والصحة والتعليم، فنحن نعانى من عدم وجود وحدات صحية بالقرب من مواقع العائدين، ونقطع آلاف الاميال للوصول الى اقرب مستشفى لتلقي العلاج، خاصة فى حالات تعثر الولادات التى تعجل بوفاة المرأة الحامل)، ولفت الى ان الهروب من حل المشكلات لا يفيد فى شىء بدلاً من مواجهتها، وإن العائدين لديهم وسائلهم لحل مشكلاتهم اذا عجزت الحكومة عن ذلك. الانتباهة