أصدرت وزارة التعليم العالي توضيحات مقنعة بخصوص ما تمخض من إرتفاع في الدرجات التي حصل عليها الطلاب في المساق العلمي أحياء في إمتحانات الشهادة السودانية هذا العام ، والتي زادت من عدد الطلاب المتقدمين والمتنافسين في مقاعد كليات الطب في الجامعات السودانية في العاصمة والأقاليم ، حديث الوزارة كان مقنعا بالإحصائيات المقارنة في السنوات السابقة ، لكن نلوم على الوزارة وبعد إعلان النتيجة وقبل التقديم للجامعات في الدور الإول ، كان عليها أن تفصح عن شكل النتيجة وعن تكرار عدد الطلاب الحاصلين على الدرجات من 95% الى 91 % ، ومقارنتها بالسنوات السابقة ، ووزارة التعليم العالي تعلم جيدا وهي تقدم دليل القبول للعام السابق كقاعدة بيانات للتقديم للعام الحالي ، والدليل هو الذي سبب خدعة كبيرة للطلاب هذا العام ، كما أن هناك تصريحات جاءت من هنا وهناك صحفية وسياسية عقب إتفاقية جوبا إفادت بأنه قد تم تخصيص مقاعد بنسب كبيرة في الجامعات الأقل نموا لتنافس أبناء الولاية عليها كشرط من شروط إتفاقية جوبا وعلى وجه الخصوص للمناطق التي تأثرت بالحرب والتهجير والنزوح إن كان ذلك كذلك ، فكان على وزارة التعليم العالي إيضاح ذلك لجمهور الطلاب حتى يكونوا على بينة من أمر التقديم قبل فترة من تقديم الدور الأول لمعرفة موقعهم من إعراب التقديم ، إن الطلاب الحاصلين على نسب فوق 90 % ولم يحالفهم الحظ في القبول بالكليات التي تقدموا لها تكون وزارة التعليم العالي هي السبب والمتسبب في إحداث هذه الربكة للطلاب والأسر ، كما أن جنوح الجامعات الخاصة لفرض رسوم دراسية مليارية دليل آخر على أن وزارة التعليم العالي تسرح في عوالم أخرى بعيدا عن حواضن طلابها في الخاص أي أنها في واد وجامعاتها الخاصة التي تشرف عليها في واد آخر ، فيمكن لوزارة التعليم العالي أن تفرض على الجامعات الخاصة قبول الطلاب الحاصلين على درجات فوق 90 % برسوم رمزية اذا فشلت وزارة التعليم العالي معالجة قبول هؤلاء الطلاب في الدور الثاني من القبول بالجامعات الحكومية حتى ولو إضطرت بتوسيع مقاعد القبول بالجامعات الحكومية ، ويبقى السؤال إيضا كيف تمت معالجة الشهادات العربية ، هي تم القبول بنظام الكوتة أم بطريقة معادلة الشهادة بضربها في نسبة مئوية معينة تحددها الوزارة ، إذا أتبعت الطريقة الثانية سيتحول كل طلاب الشهادة العربية مجبرين للتقديم في الجامعات الخاصة أو اللجوء الى البحث عن جامعات أجنبية ذات تكلفة أقل لكن علينا أن نشير الى الخطأ الذي يرتكبه معظم المتقدمين للقبول بالجامعات في ملء إستمارات القبول وقد تخدعهم نسب القبول في الأعوام المنصرمة أنهم لا يملأؤون كل الرغبات حسب العدد المسموح به في الإستمارة مما يضيق عليهم فرص الحصول على مقعد في التخصص المطلوب في إحدى الجامعات الإقليمية بدلا عن فقدان الفرصة تماما . إن معالجة الشهادة السودانية والذي جرت العادة العمل به لرفع منحناها بضرب النتيجة التي يحصل عليها الطالب في بسط أعلى من المقام ( 5/4 ) مثلا يحسن من صورة النتيجة العامة للشهادة ولكن يعطي صورة غير حقيقية وخادعة لأولئك الطلاب الذين تضطرهم الظروف لإعادة العام الدراسي وذلك بغرض الحصول على نسب أفضل تؤهلهم للمنافسة على مقاعد في كليات معينة . يجب علينا إن نقر بأن المدارس في الولايات وفي المناطق الريفية هي الأقل فرصا في القبول في الجامعات للإنهيار الذي أصاب مدارسها إجلاسا ونقصا في الكتب وعدم تأهيل معلميها مما إنعكس سلبا في مستويات الطلاب فعلى وزارة التربية إيجاد الوسائل التي تقرب الشقة بين أبناء الريف والمدن . المناطق التي تأثرت بالحرب والنزوح والتهجير أيضا يعاني طلابها من تدهور مريع في مستوياتهم فعلى وزارة التربية والتعليم إيجاد الوسائل الكفيلة برفع المعاناة عنهم وخلق بيئة تعليمية تمكنهم من تحصيل علمي منافس وذلك بإقامة مدارس بالمدن وتوفير السكن المؤهل من داخليات وإعداد التغذية المناسبة .