انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من الصور لأجانب في ما يبدو أنها رحلة صيد في جبال البحر الأحمر، حيث أظهرت الصور الصيادين وهم يلتقطون صورًا لأنفسهم بجانب طرائدهم، والتي كان من ضمنها الوعل النوبي المهدد بالانقراض والمحرم صيده. العلامة المائية على الصور تقود لشركة أجنبية باسم (HuntGeo) متخصصة في مجالات الصيد والغوص وغيرها من النشاطات. كما يحمل آخر منشور على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، صورة من آخر مغامرة في سلسلة جبال البحر الأحمر، يظهر فيها الوعل النوبي المهدد مجثيًا أمام الصيادين الأجانب. مع نص على الصورة يكشف عن شركة سودانية شريكة باسم (Kush Armament) تقول صفحتها على فيسبوك إنها مختصة في تقديم جميع مستلزمات الصيد، إلى جانب القيام بكافة رحل الصيد في السودان. وتوالت ردود الأفعال على الحادثة متى ما انتشرت الصور على مواقع التواصل، فكشف الناشط على المنصات الاجتماعية "توم منعم" عن أن الشخص الذي يظهر في صور رحلة الصيد بجانب الوعل المهدد بالانقراض، هو الروسي أليكسندر إيغوروف، مالك شركة "غليتشر" للعقارات. وقال منعم إنه لمن الملفت للنظر وجود رجل شرطة ورجل يرتدي زيًا عسكريًا وهما يبتسمان للضيف الذي قتل للتو حيوانًا مهددًا بالانقراض. وزاد بالقول: "المحزن في الأمر أن الجريمة التي ارتكبها هذا الرجل كانت في رحلة صيد منظمة من قبل شركة معروفة تنشط في مجال السياحة والصيد وبيع الأسلحة والذخائر المرخصة"، وطالب منعم بمحاسبة الذين أصدروا تصاريح الصيد، وفق قانون حماية الحياة البرية. من جانبه أرجع العالم السوداني والخبير في التنوع الحيوي والتاريخ الطبيعي في السودان، أبوبكر محمد، وعبر صفحته (Naturalist from Sudan)، تعليقًا على الصور المتداولة -أرجع اختفاء الحيوانات في البرية السودانية للصيد الجائر للأغراض التجارية، وشدد على أن معظم الحيوانات الكبيرة في السودان أصبحت يا إما مهددة بالانقراض أو اقتربت أعدادها من الوصول لحد التهديد بالانقراض. وأضاف: "الصيد في حد ذاته سلوك غير مقبول". وكشف أبوبكر، أن مشكلة الحياة البرية في السودان تدخل فيها مؤسسات الدولة نفسها ومجموعة كبيرة من المتخصصين في المجال، على حد قوله، وطالب بحملة ضد الصيد بكل أنواعه، كما طالب بمحاسبة المسؤولين، إلى جانب عدد من الخطوات الأخرى لضمان حماية الحياة البرية. أما "هشام أزهري" فعلق نقلًا عن الكاتب أبوبكر عبدالرازق قائلًا، بأن الشركة السودانية التي نظمت الرحلة هي في الأساس شركة لبيع الأسلحة ومعدات الصيد، وللترويج لبضاعتها أنشأت نشاطًا سياحيًا ضمن عملها، بإغراء السياح والمريضين بقتل الحيوانات البرية بغرض المتعة، على حد قوله. وكشف أن عمليات الصيد تشمل إلى جانب الوعل النوبي؛ الخنزير البري والغزلان وأي حيوان بري آخر يجدونه في طريقهم، وأشار إلى أن غياب الرقابة يعود لملكية هذه الشركات لضباط بالجيش والشرطة بالخدمة ومعاشيين. وطالب المنشور، رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، باستدعاء النائب العام لفتح بلاغات بحق هذه الشركة، وتغريمها وإغلاق أبوابها بسبب هذه الجريمة البشعة، على حد قوله. وشهدت البلاد طوال فترات الحرب الأهلية، هجرات جماعية للحيوانات البرية بسبب تهديد الحرب لبيئتها الطبيعية، كما تسبب القطع الجائر للغابات من أجل وقود الفحم والتوسع في الزراعة إلى جانب التغير المناخي والجفاف؛ في تقليل حجم الأراضي التي تستطيع استغلالها، ومؤخرًا نشاطات التعدين والتي بدأت في التمدد بغابات والبيئة الطبيعية للحيوانات البرية في السودان، في ظل غياب شبه تام للدور الحكومي.