الخرطوم – بدأت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، الجمعة، جولة أفريقية لشحذ الجهود الداعمة لموقف بلادها من أزمة سدّ النهضة. وأفادت السلطات السودانية بأن الزيارة تأتي في إطار جولة أفريقية لشرح موقف السودان حول ضرورة إبرام اتفاق ملزم وقانوني حول سد النهضة والتحذير من عملية الملء الثاني وخطورته على السودان. ووصلت الوزيرة الجمعة، إلى موروني عاصمة دولة جزر القمر، ضمن جولة، لم توضح السودان الدول الأخرى التي ستشملها. وأجرت المهدي مباحثات مع وزير خارجية جزر القمر ظهير ذو الكمال، حول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في كافة المجالات. وستلتقي الوزيرة رئيس جزر القمر غزالي عثماني، الذي تمثل بلاده دول شرق أفريقيا في مجلس الاتحاد الأفريقي الراعي لمفاوضات سد النهضة، حاملة معها رسالة من رئيس مجلس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، عثماني، يدعو فيها الاتحاد الأفريقي إلى حث إثيوبيا على وقف أي إجراءات أحادية الجانب متعلقة بملء سد النهضة. وقال عثماني، إن بلاده "ستجري اتصالات واسعة في الاتحاد لإعمال الحكمة الأفريقية في الوصول إلى اتفاق حول سد النهضة". وكانت الخرطوم أطلقت منذ منتصف يناير حملة دبلوماسية لتوضيح موقفها، شملت دول مصر والسعودية وقطر والكونغو وجيبوتي وكينيا، بشأن مفاوضات سد النهضة الإثيوبي التي تواجه جمودا. وتتعثر مفاوضات يقودها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر، وتوقف انعقادها منذ يناير الماضي، عقب مطالبة سودانية بتغيير منهجية التفاوض مقابل تحفظ إثيوبي. والأسبوع الماضي، اتفقت القاهرةوالخرطوم على تعزيز الاتصالات مع أطراف إقليمية ودولية لتفعيل مقترح تشكيل وساطة رباعية في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي. وكان السودان أقر في وقت سابق تحويل آلية المفاوضات الحالية إلى مسار رباعي، يمثل فيه الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ودعا فريق التفاوض إلى المضي قدما في التواصل مع الأطراف الدولية الأربعة، لشرح فكرة الوساطة الدولية الرباعية حول سد النهضة. وفي 9 مارس الجاري، رفضت إثيوبيا، المقترح السوداني لحلحلة مفاوضات سد النهضة المتعثرة على مدار 10 سنوات. وتصر أديس أبابا على ملء السد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرةوالخرطوم، فيما تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، لضمان عدم تأثر حصتهما السنوية من مياه نهر النيل. وكانت أديس أبابا بدأت في ملء الخزان خلف السد بعد هطول أمطار الصيف العام الماضي. وأعلن السودان حينها تعطل 7 محطات نيلية لمياه الشرب بالعاصمة التي يقطنها أكثر من 8 ملايين نسمة، مما تسبب في أزمة مياه خانقة.