بعد شهور من توقيع السودان اتفاق سلام مع متمردي دارفور وتوقف دوريات قوات حفظ السلام الدولية، ما زالت إحسان محمد تنتظر أي بادرة للسلام والاستقرار في حياتها اليومية. وقالت إحسان (37 عاما) التي تقيم في معسكر عطاش للنازحين بدارفور، وقد ملأت الدموع عينيها، إن كل شيء صار إلى الأسوأ. وقالت "لا يوجد سلام بالنسبة لنا. المعسكر أصبح مخيفا (نظرا) لعمليات النهب والضرب والاعتداء". وقوبل اتفاق جوبا للسلام، الذي تم توقيعه في أكتوبر تشرين الأول، بالإشادة في السودان باعتباره نقطة تحول في الصراع العنيف الذي خاضته ميليشيات وقوات موالية للحكومة ضد متمردين معظمهم من غير العرب بداية من عام 2003. لكن الاتفاق لم توقعه جميع الفصائل المتمردة. واستمر قطع الطرق والخروج على القانون الذي تفشى في المنطقة في فترة الصراع، بل وزاد في بعض المناطق. وقالت لجنة تمثل نازحي دارفور لرويترز إن مسلحين هاجموا معسكر كلمة للنازحين المجاور عدة مرات خلال الشهر الماضي. قوات وفي الماضي كان بإمكان السكان الاعتماد نوعا ما على دوريات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمعروقة باسم (يوناميد). لكن القوة بدأت في الانسحاب في بداية العام بعد أيام من اقتراع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح إنهاء تفويضها. وقال عبد الرازق يعقوب (47 عاما) وهو من سكان معسكر عطاش "هذه أسوأ الفترات لنا". وأضاف "بعد انسحاب اليوناميد أصبحنا نعيش في خوف أكبر وهناك من يزعم أنه ينتمى للحركات المسلحة ويقومون بعمليات نهب ليلية". وبينما كان السكان يتحدثون جلس مسلحون مجهولون في شاحنة خارج المعسكر. وقال يعقوب "صار الأمن في وضع أخطر وظروفنا تدهورت بعد توقيع السلام". ومساكن المعسكر مبنية من القش والطين ولا توجد به كهرباء أو صرف صحي. وقال كثيرون إن خفض المساعدات المقدمة جعلهم كثيرا ما يواجهون الجوع. ونص اتفاق أكتوبر تشرين الأول على ضم الجماعات المتمردة إلى القوات المسلحة وكذلك إلى المؤسسات الانتقالية التي تحكم السودان منذ الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير في عام 2019. لكن ليس كل المؤسسات التي كان متعينا أن تقوم بدور في النظام الجديد قائمة وتؤدي عملها، بحسب جبريل آدم بلال مساعد رئيس حركة العدل والمساواة، إحدى الحركات التي وقعت الاتفاق. وقال "للأسف التأخير في تشكيل هياكل الحكم... أدى لتأخير إنفاذ السلام على الأرض".