لو ان كل بيت ادخل (معصره ) صغيره لصناعه زيت الطعام منزليا (تكلفتها لا تتعدي ال 200 ) دولارا ، لاكتفي اهل البيت بزيوت خاليه من الغش والغلاء ، مستفيدين من ظاهره تنوع الحبوب الزيتيه من فول سوداني الي سمسم حيث لا يخلوا شارع او ( جيب) تلميذ مدرسه من ( مدمس او سمسميه ) .. لارتوت المنازل زيتا عضويا صحيا خاليا من المواد المسرطنه والامراض وجشع التجار .. ولجمعنا فائض انتاجنا الاسري وقمنا بتصديره الي الخارج .. وهذا بالطبع في ظل دوله ترفع كافه قود صادراتها وتجعلها مفتوحه للجميع .. لتحسن دخل كل فرد منا .. ولو ان كل اسره امتلكت ماعز واحد فقط من السلالات المحسنه التي تنتج علي اقل تقدير لترين من الحليب يوميا .. مستغلين غلبه الصفات الريفيه فينا ، لمزقنا فاتوره لبن الاطفال التي ترهق جيوبنا المرهقه اصلا بطواحين الغلاء والالبان المجففه التي يتم استيرادها من اقاصي الدنيا .. فعيب علينا ونحن دوله زراعيه رعويه ، ونستورد منتجات الزراعه والحيوان .. يمكننا صناعه معاجين الطماطم في مواسم انتاجها .. ويمكننا صناعه المانجو المركزه والخاليه من اضافات الكيمياء وسمومها البطيئه علي اجسادنا في مواسم حصادها .. يمكننا تجفيف البصل والكثير جدا من الخضر ومواد الطبخ في مواسمها الرخيصه بدلا ان (نبكي) لحظه شراءها عندما يطرحها علينا السماسره او مستوردي ( المعلبات ) الجاهزه لنفس المنتج باسعار باهظه .. يجب ان يكون التحول الي الانتاج هو هم الشعب باكمله .. وليس هم حمدوك وحكومته لوحدها .. بالانتاج وحده نستطيع ان نرتقي ونعبر وننتصر بثورتنا .. ان الحلول الفرديه التي يصنعها الجهاز التنفيذي للدوله وان عظمت ، سوف لن ترقي ابدا الي مقام اراده شعب باكمله يقرر بدايه التحول الي الانتاج .. سيظل تخطيط وزير الصناعه عاجزا في ظل تقاعس ارادتنا في التحول الي شعب يرغب في الانتاج .. لا ينتظر فقط مجرد وزير ليبني له مصنعا يلبي متطلبات امه عاجزه كسول .. للصحافه والاعلام ايضا دور مهم في شحذ الهمه .. يجب ان تتحول عقليه صناع الصحافه نحو تشجيع الانتاج ، بدلا عن هذا الروتين الصحافي الممل ، الذي يتناول القضايا السياسيه والخلافات والشائعات والفتن والنيل من الاخر .. للاسف انحصرت اقلام الصحفيين في (اطار) ضيق جدا ، يتمثل في تحرير الاخبار وانزلاقات الساسه .. فاصبح الخبر هو ان تنقل جريمه قتل او جلد فتاه .. وباستثناء التغطيه الرياضيه لا توجد لدينا صحافه (متنوعه ) تتناول الافكار الاقتصاديه الملهمه تستطيع ان تمارس سلطاتها الرابعه علي الاقتصاد مثلا .. والاكثر اسفا .. ان المتلقي نفسه للخبر قد (ادمن ) هذا الروتين السخيف .. فلا يستطيع القارئ السوداني ان ينام الا علي اخبار ذاك السجين الذي اضرب عن الطعام .. او تلك المرأه التي جاءت لتصوير مقدمات النساء او مؤخراتهن .. وفي الختام يبقي دور الحكومه في الانتاج .. هو دور تشريفي فقط يتمثل في (تسهيل ) كافه العقبات التي تعترض طريق الانتاج .. وتيسير القروض لكافه المشاريع الانتاجيه .. خاصه المشاريع الصغيره للاسر المنتجه ، والتي تعين علي رفع مستوي دخل الفرد الجمعي ... ان التركيز علي المشاريع العملاقه امرا جيدا لدول لها واقع اقتصادي مستقر نسبيا ، لان انجاز المشاريع العملاقه يتطلب وقتا كبيرا للتنفيذ لا اعتقد ، اننا سنطيق له صبرا في ظل الوضع الحالي لاغلبيه مسحوقه من شعب مثقل بالمعاناه حد الانفجار .. بالاضافه الي ان الاستفاده منه تنحصر علي فئات محدوده من اثرياء المجتمع .. لذلك من الافضل التركيز علي المشاريع الصغيره والمتنوعه ، والتي تتوزع علي كافه افراد المجتمع مما يخلق توازن اقتصادي يرتقي بالدخل المجتمعي ككل لا مجرد ( تركيز ) الثروه علي كبار المنتجين فقط .. وفي النهايه ستكون لدينا نفس النتيجه .. والغيث مجموعه قطره ..