كشفت مصادر صيدلانية، عن تجاوز رئاسة مجلس الوزراء للمجلس القومي للأدوية والسموم، والإدارة العامة للصيدلة، والصندوق القومي للإمدادات الطبية في ما يتعلق بالشأن الدوائي رغم ما يمثلونه من خبرة فنية ومهنية، وعابت المصادر المنهجية المتبعة في التعامل مع الأزمة الدوائية. وأكدت المصادر ل (مداميك) اليوم الأحد، عدم مشورة هذه الجهات المعنية في قرار تحرير دولاء الدواء، ودللت على ذلك بالاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء مع رجال الأعمال والمستثمرين في صناعة واستيراد الأدوية، وعدَّت أنَّه شيء محمود، ولكن غاب عن المشهد الشركاء وأصحاب المصلحة الآخرين، لا سيما الجهات الفنية ومجموعات المرضى، حيث لم يشملهم الاجتماع رغم ما يمثلونه من خبرة فنية ومهنية. واتهمت أجسام صيدلانية الحكومة بتضليل الرأي العام واختزال الأزمة، وأشارت إلى أن تصريحات رئيس الوزراء حول التزام الحكومة بدعم الدواء جاءت من غير أي خطوات عملية تجاه تنفيذ واستدامة الدعم، بل كان العمل الرسمي والتوجيهات على العكس من ذلك تماماً. ونبهت إلى عدم مراعاة كل الجوانب المتأثرة بالأزمة وأثرها على تقديم الرعاية، المؤسسات الصيدلانية، صيدليات المجتمع، مصانع الأدوية، شركات الأدوية، والمريض السوداني، فضلاً على عدم الحساسية تجاه الأوضاع الاقتصادية التي يعانيها المواطن السوداني بشكل عام، والمرضى بشكل خاص جراء التضخم وضعف الأجور وتآكل المدخرات متبوعاً بزيادة فاتورة العلاج. وقالت إن سياسات الحكومة غير المعلنة تسير في ذات درب النظام البائد وبنهج أسواء عبر تسليع الخدمات الصحية وخفض الإنفاق على الصحة، وعدَّت المصادر الصيدلانية أن ذلك وضح في تحرير سعر الدواء وميزانية تسيير المراكز الصحية الأولية وأوضاع الكوادر الطبية والمستشفيات ومرافق تقديم الرعاية الطبية، وانتقدت عدم اتباع أي إجراءات تخفف من حدة السياسة المتبعة، ورأت أن المخرج من الأزمة يتمثل في تحسين وتطوير وتوسيع خدمات التأمين الصحي. مداميك