أبلغت إثيوبيا على لسان الناطق الرسميّ للخارجيّة السفير دينا مفتي، المبعوث الأميركيّ إلى السودان دونالد بوث، أنّها ستمضي في عملية الملء الثاني ل "سدّ النهضة"، وأنّها جزء من عملية بناء السدّ التي تخطط لها البلاد. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافيّ عقده الناطق الرسميّ للخارجيّة الإثيوبية، اليوم الثلاثاء. يأتي ذلك بعد أيام، من دعوة وجّهها وزير خارجية مصر، إلى إثيوبيا، للابتعاد عمّا وصفه بالأحاديث الكثيرة والتصريحات العدائيّة فيما يخصّ سد النهضة، مؤكدًا جاهزية مصر للسيناريوهات كافّة. فقد لفت الوزير المصريّ سامح شكري خلال تصريحات له مساء الأربعاء لفضائية "إم بي سي مصر"، إلى أنّه يجب توافر النية لدى إثيوبيا في التوصل إلى اتفاق بخصوص سدّ النهضة، بعيدًا عن أحاديث العداء، وعليها النظر للمستقبل والعلاقات والتعاون وعلاقات الأخوة، مضيفًا أنّ تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي متكرّرة، ومصر أثبتت إرادتها السياسية للتوصل إلى اتفاق عندما صيغ اتفاق شاركت فيه إثيوبيا مشاركة كاملة وتراجعت في التوقيع عليه، وهو الاتفاق الذي صيغ في واشنطن بعد جولات كثيرة من المفاوضات. كما أضاف أنّ مصر كانت دائمًا واضحة وتسعى ليس لتحقيق مصلحتها فقط، ولكن لتحقيق مصالح الدول الثلاث، ووضعت نفسها موضع شركائها وتعاملت بالمرونة اللازمة للتوصل لهذا الاتفاق، مؤكدًا أنّ قضية سد النهضة وجودية بالنسبة لمصر، ونظرا لأنه هذه المرة قد يشكل خطرا على السودان فهذا ما يجعل الأمر يتعدى مراحل التفاوض. شكري كشف أيضًا أنّ مصر ستتعامل خلال الفترة المقبلة بنفس درجة المرونة ونفس درجة الانفتاح خلال مفاوضات سد النهضة، لكن في حدود ما تستطيع أن توفره إلى الجانب الإثيوبي، مؤكدًا أن بلاده تريد وضع قواعد تحكم عملية ملء السد خلال سنوات الملء، ولا بد أن تكون هناك قواعد تتعامل مع كل الاحتمالات وأيضًا خلال مراحل التشغيل. كما قال الوزير المصريّ إنّ "لدينا المسار الإفريقي، نحن نُعّول عليه ونثق في حكمة وقيادة رئيس الكونغو الديمقراطية وقدرته على رعاية المفاوضات خلال الفترة المقبلة"، موضحًا أنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي يتحدث في قضية سد النهضة مع كلّ القادة من أجل شرح الوضع، وتأكيدًا على سياسة مصر إزاء هذا الملف وتوضيح عدالة الموقف المصري تجاه القضية.