ارتبطت الشوارع السودانية بأسماء لها رائحة وطنية خالدة في الذاكرة وماتزال ولم تتغير رغم تمدد الأيام وتحوراتها لسنوات ودهور، وظل صداها في روح المواطن.. ولعل من وقفوا وراء تسمية الشوارع والميادين والأحياء بأسماء ذات طابع وطني أرادوا توثيق التاريخ اتساقاً مع المقولة أن (التاريخ ذاكرة الأمة) بالتالي فإن ذاكرة الشعوب تضيف ولكنها لا تمحى. (السوداني) رصدت أبرز الشوارع الخالدة في ذاكرة السودانيين بين الماضي والحاضر وما بين القديم والجديد، فضلا عن معالم لم تتغير وظلت باقية محفورة في الوجدان.. القديم والجديد كثيرون يرون أن الخرطوم بشكلها الحالي مرت بالعديد من عوامل التغيير والتخطيط خصوصاً بعد دخول المستعمر، وترجع العديد من الكتابات إلى أن مهندس المساحة الانجليزي جاكسون هو أول من عهد إليه تخطيط الخرطوم، فضلا عن الثورة السودانية نفسها ساهمت في إعادة تسمية العديد من المواقع والشوارع.. ميادين في الذاكرة ولعل من أشهر الميادين التي تغيرت ملامحها حاليا ميدان الاممالمتحدة الذي حل محله ما يعرف حاليا ب مول الواحة، فضلا عن ميدان نادي الأسرة بالخرطوم (3) وعرف سابقاً بميدان عبد المنعم محمد، وكذلك ميدان شروني الذي يقع فيه موقف شروني الحالي بالجهة الغربية لشارع كترينا.. فضلا عن ميدان جاكسون المسمى على ذات اسم المهندس الذي قام بأول خطة سكنية في السودان من النيل إلى السكة الحديد. شوارع مترعة بالحب تتعدد مسميات الشوارع في الخرطوم وتتخذ في كل مرحلة اسما وربما شكل بحسب سيناريو التحديث، ولعل من أبرز الشوارع شارع القصر الذي عرف قديماً بشارع الملكة فيكتوريا التي تزعمت الامبراطورية البريطانية وخاطبها الخليفة عبد الله التعايشي مطالبا إياها بدخول الاسلام سنة 1885م. ويذهب د. صديق الإمام في مادة بعنوان(من أعلام ومعالم الخرطوم) نشرت في سبتمبر 2014م، شارع غردون وتمت تسميته على اسم غردون باشا ليصبح شارع الجامعة.. كذلك شارع البرلمان الكائن جوار القصر الجمهوري وكان سابقاً باسم شارع ونجت باشا، وأضاف: شارع السردار حاكم السودان إبان الاحتلال البريطاني وأصبح حاليا شارع الجمهورية فضلا عن شارع الدفتردار وأصبح حاليا شارع المك نمر، كذلك شارع علي عبد اللطيف المجاور لاستاد الخرطوم وكان سابقا شارع اسماعيل باشا.. عقب الثورة عقب ثورة ديسمبر المجيدة اتجه الكثير من الثوار وأسر الشهداء لتخليد ذكرى شهداء الثورة السودانية، فابتدر ثوار العباسية وشارع الاربعين الخطوة بتغيير اسم الشارع الى شارع الشهيد عظمة صاحب المقولة (لقد تعبنا ولكن لا يمكننا الاستلقاء أثناء المعركة).. وكذلك شارع البلدية الذي أضحى حالياً باسم الشهيد عبد السلام كشة وهو الممتد من شارع الغابة غرباً وحتى القيادة العامة شرقاً.. لم يكن وسط الخرطوم أو أم درمان حكراً على تخليد الشهداء بل انتقلت عدوى الوفاء سريعاً إلى منطقة شرق وجنوب شرق الخرطوم، فتمت تسمية شارع الستين أو ما عرف بشارع بشير النفيدي ليصبح باسم شهيد المتاريس عباس فرح. كذلك شارع المطار وسمي بشارع الشهيد محجوب التاج.. ولعل من أبرز الشوارع شارع الصحافة زلط وكان يسمى سابقا بشارع كترينا وهي امرأة إغريقية، واستمرت التسمية على الجزء الشرقي لحديقة القرشي حالياً. السوداني