السلام عليكم ايها الاحباب ورمضان يطل علينا باريجه ونفحاته وخيراته , ياتى الينا باشراقاته المتجددة كل عام لمعاودة العبادة فى اطارها الروحانى الرمضانى لمعالجة الروح وتنقيتها وازالة الغل من القلوب وتصفيتها , ليجتمع الناس فى ساحات الافطار المختلفة ليتبادلون اكل اطعمتهم المختلفة بمستوياتها المختلفة , الغنى يشتاق لاكل الفقير لانه حرم منه ذهاء عام كامل , يشتهى عصيدة بملاح ويكاب أو تقلية أو لوبيا أو نعيمية لانه سئم اكل اللحوم والمعلبات والهوت دوق والاسماك اما الفقير ومتوسط الحال فانه يشتهى الصينية الممتلئة لحما ومتدفقة ثردا لانه حرم منها عام كامل حيث انه لم يرها الا فى رمضان او فى المناسبات . الايام تتغير وربنا يغير احوال الناس من حال الى حال وقد اكد سبحانه وتعالى على ذلك بقوله ( وتلك الايام نداولها بين الناس ) . رمضان ياتى ويجدك غنيا وانت فى العام السابق كنت فقير ا وكان غيرك غنيا فاصبح فقيرا فتغيرت اطباق طعام كلاكما فاصبح ما كنت تشتيه انت فى رمضان السابق يشتيه الطرف الاخر وربما تظل الاحوال كما هى او يحدث تغيير بسيط فى احوال بعض الناس وفق لحكمته وارادته . اغنياء زادت ثروتهم وتمددت بسبب انفاقهم على اعمال الخير فمنحهم الله راحة الضمير ودوام الصحة والعافية وحسن الخاتمة , واغنياء زادت ثروتهم باموال الحرام فاصبحت نقمة عليهم وحرموا من التمتع بها باصابتهم بمختلف انواع الامراض الخبيثة والمزمنة والمؤذية, وحينما ينظر الفقير لاحوالهم الصحيه يقول الحمد لله الذى اعطانا نعمة الصحة والعافية . يعود وقد اكملنا عامين من ثورتنا المجيدة التى اقتلعنا بها نظام ديكتاتورى جسم على صدر هذه الأمة ثلاثين عاما دمر خلالها الوطن ومزق عراه وبدد ثرواته وشرد وقتل ابنائه وعزل السودان من المجتمع الدولى وفصل منه جزءا عزيزا وما زالت اثاره باقية ومؤسساته العميقة توجه ضربات موجعة اقعدت بالبلد وزادته فقرا وسوءا ولكن مازال الامل موجود طالما عاد السودان إلى المجتمع الدولى بعد رفعه من قائمة الدول الراعية للارهاب وتم ربطه بصناديق التمويل الدولية بعد أن استحق إعفاء الديون بتصنيفه ضمن الدول الأكثر فقرا، تحقق جزء من السلام وما تبقى من سلام سيتم قريبا ان شاء الله ليعم الامن والسلام والرخاء والنماء البلاد قبل أن يعود رمضان ويطل علينا بخيره وبركاته فى العام القادم ويجدنا اكثر وحدة وثباتا وتماسكا والفة ومحبة ومودة وامنا وسلاما . ان شاء الله يعود رمضان فى العام القادم ويجد ان كل احوالنا قد تغيرت نحو الافضل و يجد بلادنا تنعم بالأمن والأمان والسلام والرخاء , يجد كل مشاريعنا الزراعية وحقولنا تشتعل قمحا ووعدا وتمنى , يجد كل اهل السودان اغنياء لم يعد بينهم فقير يستحق الزكاة حتى لايجد ديوان الزكاة احد ليضيفه فى كشف الزكاة , يجد ثقافتنا الزراعية قد تغيرت واصبحنا نزرع القمح والقطن والحبوب الزيتية بالتقنية الحديثة وان مشروعاتنا الزراعية يتم تحضيرها وسقيها بوسائل الرى الحديثة وذلك بتوقيع عقود شراكة مع شركات أمريكية أو صينية او اوروبية . ان يعود رمضان فى العام القادم ويجد كل الطيور التى عهدناها فى الزمن السابق قد عادت بمختلف انواعها لتقتات وتملا حويصلاتها من بقايا الحصاد وصبيتنا فى الارياف الوديعة ينصبون لها الشرك ويتسابقون حينما يصطادونها لياكلوا لحم طير طيبا شهيا وهم يرعون بابقارهم واغنامهم . يعود وقد تسربلت تلك الكثيبات الرملية التى تقع فى ربوع اريافنا الوديعة بالعشب لملء الضرع وباشجار السنمكة لتكمل زينة وبهاء وجمال المشهد الطبيعى الربانى بزهورها الذهبية . يعود ويجد بلادنا الحبيبة قد اكتملت تنميتها الاقتصادية والسياسية والتعلمية والصحية والثقافية . يعود وقد عادت كل الطيور المهاجرة بعد هاجرت بلدها مرغمة ومضطرة بحثا عن الرزق الكريم مستهدية بقوله تعالى (فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ) وقوله تعالى ( هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور ) . يعود وقد بنينا قاعدة صناعية ضخمة للصناعات التحويلية لتضيف قيمة مضافة لمنتجاتنا لتصديرها مصنعة بدلا عن خام ، نقيم مصانع للزيوت ومصانع لتعليب الفواكه والخضروات واللحوم والالبان ومصانع للغزل والنسيج ومصانع للصمغ العربى ومدابغ للجلود ومصانع للمنتجات البترولية ومصافى لمعدن الذهب ومصانع للحديد والصلب بغية تحقيق الاكتفاء الذاتى حتى نصبح فى مصاف الدول المتقدمة.. ايها الاحباب دعونا نحلم انها انسب ايام للدعاء بتحقيق الحلم وكل عام وانتم بخير مع خالص شكرى وتقديرى وتحياتى القلبية والسلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته .