وكل يوم سافر سيادته للإمارات وعاد سيادته إلى البلاد بحفظ الله ورعايته وكل يوم سافر سيادته إلى مصر وعاد سيادته إلى البلاد بحفظ الله ورعايته وزار الخرطوم السيد مدير المخابرات الفلاني وعاد إلى بلاده سالما وكان في زيارة للقاهرة وعاد بحفظ الله ورعايته إلى البلاد ولماذا استقبل مسؤولنا موظف صغير ولماذا لم يوضع علم السودان وراء المسؤول وفقط سفاسف الأمور والتمتع بمنظر تلك السجادة الحمراء المفروشة في ساحة المطار والموسيقى وصور الاستقبال والطيارات الرئاسيه والسلام بالكوع الخاص بالكورونا ولا يدري أحد ماذا جرى في صالات ال VIP الفخيمه. ولا يدري أحد ماذا دار في هذه الزيارات الميمونة وفقط يقولون لنا انها لتحسين العلاقات (التاريخيه) (والازليه) بين الشعبين الشقيقين وبحث سبل تطويرها ويا إلهي إن شاء الله ما تتطور طول عمرها فالإكثار من مثل هذه الزيارات السريه لها آثارها التدميرية الاقتصادية والسياسية الكبيرة على البلاد وقد جعلوا من ثورة الشعب بدلات انيقه وكرفتات رايحة وجايه بالطائرات دون تلبية لاشواق الثورة والثوار و المواطن من أتون معاناة تقلق منامه أزمات خبز ووقود ومواصلات وكهرباء وعلاج وغلاء فيخيل إلى ثائر بلادي وكأن ثورته قد سرقت. وان الشارع قد هدأ . وان الشعب قد تفرق وانقسم. رغم أن البلاد على غير هدى و حكومه ثورة وقد بدأ يخنقها العسكر وهي تسير باستحياء وبيدها اتفاق مبتور ومنقوص ووثيقة قيل لنا انها ممهورة بكل ألوان الطيف . ودونهم "دستور البلاد " الذي يغيبه الجميع قصدا. وقد رفعوا بخفية وخبث شعار " لا للمؤتمر الدستوري ولا لبرلمان شعبي ولا لدستور دائم " وحتي الآن يبقى المجلس التشريعي حبرا على ورق. و كل المتوفر مجلس للسيادة من 11 عضوا 5 عسكريين و5 مدنيين. هم من يشرعون وهم من بيدهم القانون الشخصي والملائم لهم. و الحكاية جايطة و الكل في دهشة وغياب دستور البلاد وهذه الجيوش الحرارة التي تملأ شوارع بلادي. والتي كنا نتمناها أن تكون حارسة لحدود الوطن من التهريب و مع انسان دارفور في المعسكرات لمساعدة اللاجئين. فلقد وقع السلام ولم يعود سكان المعسكرات حتى الآن إلى مدنهم وقراهم ورغم ذلك جاءت كل الحركات إلى الخرطوم وهي تمنى النفس منصبا حكوميا ونصيبا وافرا من كعكة الحكم. و جبريل يقول انا عايز المالية وعقار يقول انا داير السيادة ومناوي داير وداير والعشرات يذبحون في الجنينة بدون رحمة وقد أصبحت الخرطوم ساحة خصبة لدحلان وبرقاش وعباس كامل وغيرهم. ومحور بعد محور وحميدتي في الإمارات وعاد سيادته بحفظ الله ورعايته إلى البلاد وحمدوك في الإمارات وعاد سيادته للبلاد بحفظ الله ورعايته والبرهان في الإمارات وعاد سيادته بحفظ الله ورعايته إلى البلاد والكباشي في الامارات وعاد سيادته بحفظ الله ورعايته إلى البلاد وحميدتي في مصر وعاد سيادته بحفظ الله ورعايته إلى البلاد. ومريم في القاهرة وعادت للبلاد بحفظ الله ورعايته. ومريم في الإمارات وعادت للبلاد بحفظ الله ورعايته وكل الزيارات للإمارات ومصر. وكأن لا دول أخرى في هذا العالم. وسواطة سياسية لا يعلم بها الا الله واللهم احفظ بلادنا من مثل هذه الزيارات فما يليها من تطورات تجعلنا مشفقون جدا على هذا الوطن. فما أن يعود أحدهم إلى البلاد بحفظ الله ورعايته الا ويستجد أمر جلل في البلاد. وما أن يعود أحدهم إلى البلاد بحفظ الله ورعايته الا وتتواصل المعاناة خبزا ووقودا وعملة وكهرباء ومرضا وتولع كسلا أو تولع بورتسودان أو تولع الجنينه أو تولع حلفا. فضباب معاناة شعبنا اصبح لا ينقشع بسبب كثرة هذه الزيارات المريبة اهكذا أخوة النضال تدار الدول؟.