اهتراء أسنان الجيش السوداني مرض أعلنته مذكرة القوات المسلحة الشهيرة التي قدمتها الي السيد الصادق المهدي في 20 فبراير 1989م كتقدمة لانقلاب الاخوان في 30 يونيو 1989م ، قولة حق أريد بها باطل ،الحق فيها أن الجيش السوداني فقد المهنية في التدريب وفارقت ضباطه الاحترافية بتخلف الاندماج في مدارس التدريب العالمية ، والباطل كما علم لاحقا هو تمكين تنظيم الاخوان من السلطة بانقلاب تقدمته خدعه (البشير للقصر والترابي للسحن ) . بالتمكين في عهد الانقاذ ازداد (نقح) أسنان المؤسسة العسكرية ونخر التسوس بين أضراسها القوية ، ذاك الرائد يونس ببزته العسكرية ومن صوت هنا أم درمان ، يسب ويشتم دول الجوار ملوكا وأمراء ورؤساء يصيغ أقذع العبارات وينظم فج القول تمكينا لحكم الاخوان و بأحاديثه تلك سقطت راية السودان الخارجية مع كل بذاءة خرجت من فيه. ينفرط عقد الضبط والربط في نسيج القوات المسلحة وتعم الرشاوي بين كبار الضباط تمنحها منظمات دعوية وتغلفها بفرص اعتمار الي بيت الله الحرام مهبط الوحي وزيارة مدينة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم تأليفا وتجنيدا لعضوية الاخوان ، ينفرط عقد ضبط مظهر ضباط وجند القوات المسلحة التي تجمع بين أفرادها مكونات الشعب السوداني المسيحي منهم واللاديني والمسلم وذلك من جنوب السودان وأخر أدروب وثالث من ود سلفاب وتثير القيادة العليا بالتمييز بين عناصر تلك اللوحة حين تسمح للإخوان بإرسال اللحي عنوانا وإفصاحا من العضو بأنه علي درب التنظيم في المكره والمنشط محولا عقيدته القتالية القومية الي عقيدة تنظيم الاخوان ودليله ومعلمه صحف حسن البناء. نعم فات علي القوات المسلحة الكثير خلال الثلاثين عاما من حكم الاخوان ، تضرب الطائرات الاسرائلية قلب الخرطوم وتقع قذائفها في معسكرات الجيش ولا يدري وزير الدفاع من أين جاءته الضربة ، هل من صواريخ في عرض البحر الابيض المتوسط أم البحر الاحمر أم هي قاذفات بعيدة المدي تطلقها مجندة تحرك طائرتها من ارتفاعات شاهقة في سماء السودان ، تدنت الخبرة والمعرفة عند قواتنا المسلحة وغم عليها الالمام بضربة مصنع الشفاء أو تلك الضربات القاتلة عند بور تسودان وما حولها. قلة المعرفة ضربت منظمة القوات المسلحة لتواضع الاحتكاك مع مؤسسات التدريب العالمية في وست بوينت وسانت هيرست وأخريات مثيلاتهما في المانيا وروسيا وفرنسا ، أقعدت تلك الظلامية القوات المسلحة عن ركب اللحاق بعلوم وفنون القتال وتسيير الصواريخ والتدرب علي أحدث الطائرات المقاتلة في العالم ، نخر وتسوس أصاب أضراس وأنياب القوات المسلحة فكانت ساحتها فقط دفاعا عن حكم البشير بفض المظاهرات السلمية أو بتأجيج الصراعات القبلية في دارفور بقصد ابقاء البشير في الحكم الي 2020. اعادة الجيش الي المهنية والاحترافية يتطلب فتح كليات عسكرية في جميع ولايات وأقاليم السودان كما في تجربة المدارس القومية في زمان الاستعمار ، تتحقق روح الاخاء والانصهار بين مختلف اثنيات المتدربين للوصول الي قومية الانتماء نازعين فكر الاخوان الذي زرعته الانقاذ بين ثنايا مواد التدريب في منهج الكلية الحربية ، استقدام خبراء من الجيش البريطاني لإعادة الضبط والربط كما دونته مناهج التدريب في عهد الاستعمار البريطاني ، ارسال بعثات الي أمريكا للتدرب علي التقنيات العالية من أدوات الحرب والقتال من طائرات وصواريخ وأجهزة تجسس وتحسس من علي البعد. عملية سحب العصب تعيد للقوات المسلحة السودانية أضراسها القوية وأسنانها المكتملة البيضاء ، تعيد المهنية والاحترافية للجيش السوداني، تسريع دمج عناصر حركات الكفاح المسلح ، تحقق الضبط في المظهر الخارجي بين أفراد القوات المسلحة ولا تنبئك وقفتهم في طابرور الصبح بمن هو الاخوانجي بلحينه المرسلة أو المسيحي الذي له الحق بتعليق الصليب علي صدرة أسوة .