موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    الحراك الطلابي الأمريكي    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الثلاثاء    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    نهب أكثر من 45 الف جوال سماد بمشروع الجزيرة    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الثلاثاء    ابتسامات البرهان والمبعوث الروسي .. ما القصة؟    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    تجارة المعاداة للسامية    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القوات المسلحة السودانية والعقيدة العسكرية (2 من 3)
نشر في الراكوبة يوم 22 - 05 - 2012


د / محمد الحاج مدني
[email protected]
الجزء الثاني:
عقيدة عسكرية، حقوق الانسان، قوة دفاع السودان، استعمار بريطاني، قوات مسلحة سودانية، قانون القوات المسلحة، انتهاكات، حرب الجنوب، حرب دارفور، دكتاتورية، إبادة جماعية، الأمم المتحدة، حكومات عسكرية، حركات مسلحة.
محكمة جنائية دولية، تطهير عرقي
تعريف العقيدة العسكرية:
للعقيدة العسكرية تعريفات عدة وذلك لأنها تختلف حسب الدولة ولكن ---- (العقيدة العسكرية هي جملة الوسائل التي نعتقد في أنها الأفضل لتنفيذ المهمات الحربية) أي
إذن نحن لا نتحدث عن أهداف هنا بل وسائل أو بتعريف آخر كيف تنفذ المهام العسكرية؟ سؤال يبدو بسيطاً ومباشراً ولكن علينا أن تلكل الوسائل تقوم على -- تنظيمية
أصناف المقاتلين:
إن من يحمل السلاح للقتال لايخرج وصفه عن واحدة من الفئات التالية:
1/ مرتزق (Mercenary) عقيدته العمالة ينتمي لأفراد يحترفون مهنة القتال لقاء أجر ولا تجمعهم إلا رغبة الحصول على المال (أفراد الجيش الكوبي الموفدين للتدريب، شركات عالمية مثل بلاكووتر، طياري وأفراد الجيش السوفياتي السابق) وهم يعملون خارج بلادهم عادة لذا فالقانون الوحيد الذي ينظمهم هو القانون العسكري الذي تربوا عليه.
2/ إرهابي (Terrorist) عقيدته أو الشوفينية (Chauvinism) لمباديء يعتقدها دينية أو سياسية تربى عليها وتجذرت في نفسه لايرى العالم إلا بعينين واحدة تنظر من خلال منظار البندقية والثانية من خلال المبادئ التي يعتقد أنها يجب أن تسود وقد يمتد نشاطه خارج منطقته الجغرافية التقليدية مثل جيش المهدي في العراق ومنظومات التكفير والهجرة وقوات جيش الرب، ومثل هؤلاء يزدري القوانين الموضوعة ولكنه قد يصيغ القوانين الخاصة به والتي غالباً ما تأخذ صبغة دينية معدلة لتتناسب مع أغراض المجموعة.
3/ متطرف (Militant) متعصب اكتسب مباديء عقيدته بطريقة غير طبيعية نتيجة لظروف عارضة وميدان عمله هو محيط الدولة الجغرافي أو إقليم محدد في الدولة تقودهم نزعة العداء ضد مجموعات عرقية أو دينية تقيم في ذات المحيط الجغرافي، مثل أحزاب اليمين أو جماعات الهولوغان (حليقي الرؤوس) في العديد من الدول الأوروبية الذين يطالبون بإبعاد المهاجرين أو أحزاب دموية مثل التي حرضت صرب البوسنة أيام رادوفان كراديتش والهوتو في منطقة البحيرات ومجموعات الهندوس والسيخ المتناحرة في الهند، وهم يلتزمون بالقانون عادة ولكنهم يغتنمون أية فرصة سانحة للخروج عليه.
4/ مناضل (Revolutionist) عقيدته الحرية والثورة للدفاع عن حقوق مسلوبة (الجيش الجمهوري الآيرلندي، المنظمات الفلسطينية، نمور التاميل، الخمير الحمر) ولا قانون لهؤلاء نسبة لوضعهم غير المستقر بل تحكمهم مبادئ عامة ومنشورات تضعها قيادتهم.
5/ جندي (soldier) عقيدته طاعة الأوامر في جيش نظامي للدولة غض النظر عن نوع سياسة الدولة التي تدير ذلك الجيش.
كل فرد من التصنيفات أعلاه يعلم وضعه فالإرهابي يعي أنه كذلك والمرتزق أيضاً ويعلم الآخرون هذا ماعدا التصنيف "مناضل" فليس من اليسير الاتفاق عليه إلا في إطار الحيدة فنلسون مانديلا وماو تسي تونغ وجون غرنغ كانوا مناضلين في نظر الكل إلا النظم التي يحاربونها ومن لا يتفق معهم في الرأي أو الدين فهم يصفونهم بالخيانة والارتزاق والعمالة والكفر وغيرها من الألفاظ، لم نذكر عصابات النهب المسلح أو جماعات السطو لأنها لا تحمل السلاح بقصد القتال حسب تعريفنا أعلاه بل تضطر لحمله تحسباً لدفاع محتمل لأن غرضها السرقة فإن وجدت إليها سبيلاً دون المواجهة فضلت ذلك، كل هؤلاء يجب أن يعمل على تحقيق أهدافه باتباع طريقة واضحة ليس قتل البشر غاية فيها فما لم يكن مريضاً نفسياً بالفصام أو الذهان أو السادية فإن السلوك الهمجي أو التشجيع عليه لا يبرره أي دين أو غاية مهما عظمت.
الشرط الأساسي لدولة يحترمها الأعداء والأصدقاء هو وجود جيش واحد يخضع لسيطرة لسيادة الدولة ومؤسساتها الديمقراطية.... بن غوريون مؤسس إسرائيل الحديثة أضطر لقتل اليهود الذي رأوا الاحتفاظ بتنظيمات عسكرية منفصلة مع أن هدفهم هو هدف بن غوريون نفسه وهو بذلك كان إرهابياً حسب وصفنا. في الخرطوم الآن ----- مليشيات مسلحة تعمل بشكل علني معظمها قبلية تجهز نفسها لحرب أهلية قد تندلع في أي وقت خلال السنوات القليلة القادمة ----وفي الخرطوم الآن عشرات من المليشيات الصغيرة التي تتبع للأطراف المتآمرة داخل النظام الإسلاموي الحاكم هنالك مجموعات تتبع --- كل هؤلاء يعمل داخل جهاز الدولة بينما يخفي سلاحه --- وهي حسب أهدافها تدخل ضمن وصف الإرهابيين أعلاه.
العقيدة القتالية للجيش إبان فترة الاستعمار كانت مبنية على وجود رمزي يمكن استخدامه في تحقيق أهداف المستعمرة وفق السياسة والإستراتجية الكلية لبريطانيا تجاه مستعمراتها المختلفة وبالتالي كانت العقيدة القتالية تأخذ شكل العقيدة الدفاعية في منظورها وصورتها الخارجية إلا أن تلك القوات تحت سيطرة وهيمنة المستعمر كانت تطبق أسلوب العقيدة الهجومية الرامية إلى التوسع والسيطرة على حساب الغير ، وبالتالي كان تدريب الجيش يطبق فيه مبدأ المعرفة على قدر الحاجة لتحقيق أهداف المستعمر .(موقع وزارة الدفاع السودانية)
العقيدة العسكرية للجيش الأمريكي:
في كتيب يسمى (FM3.0) أي دليل الميدان أو بالإنجليزية (Field Manual) وهو شأنه شأن التدريبات الأخرى -----
تتضمن برامج التدريب للجيش الاميركي اليوم وعمليات جنودها تعليمات العقيدة العسكرية الاميركية التي تغيرت منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 وحربي افغانستان والعراق. وتشمل وثيقة «اف ام 3.0» عدة تغييرات في العقيدة العسكرية الاميركية تحدد تطور العمليات العسكرية الاميركية في العراق وافغانستان وبالتأكيد ستؤثر في عمليات عسكرية مقبلة. ويوضح الجيش الاميركي في كتيب «اف ام 3.0» معنى العقيدة وهدفها بالتالي: عقيدة الجيش هي التفكير حول كيف تنوي قوات الجيش العمل كجزء اساسي من القوات المشتركة. وتركز العقيدة على كيف يجب التفكير – وليس ما يجب ان يُفكر به. وتضع الاطر التالية:
* كيف ينظر الجيش الى طبيعة العملية.
* الاسس التي يعتمد عليها الجيش في عملياته.
* الوسائل التي تحدد عمل القادة (العسكريين) من حيث القيادة والنظام. وفي ما يلي نقاط مختصرة عن ابرز التغييرات في العقيدة العسكرية: 1 اعتبار «عمليات الاستقرار» بنفس اهمية ووزن «العمليات الدفاعية والهجومية».
2 وضع 4 حالات للنزاع وهي: الحرب العامة والتمرد والسلم غير المستقر والسلم المستقر. وتترتب على هذه الحالات 5 انواع من النشاط العسكري، وهي: العمليات القتالية الكبيرة، القتال غير المنتظم، عمليات السلم، التدخل المحدود، التواصل العسكري في وقت السلم.
3 وضع دور محدد للجيش داخل الولايات المتحدة ضمن الدفاع عن الامن الوطني من خلال القتال والدعم المدني.
4 التركيز على المعلومات والاعلام و«التفوق المعلوماتي» وجعلها جزءاً من القوة القتالية.
5 تعديلات في «فن العمليات» لتتضمن أسسا مثل «تحديد المشاكل»، بالاضافة الى ادخال «تقييم المخاطر» في رسم خطط العمليات. 6 ادخل الكتيب مصطلحات جديدة في لغة الجيش، بالاضافة الى تحديد معان جديدة لبعض المصطلحات السابقة مثل «الدعم العسكري» وغيرها. وقد جاءت هذه التغييرات في الكتيب الذي اعيد نشره وعدل في فبراير (شباط) الماضي ويعتبر الكتيب الاساسي للجيش الاميركي والذي تبنى عليه النظريات العسكرية في المرحلة المقبلة. ويذكر ان الكتاب الوحيد الذي يشير اليه الكتيب والذي يعتبر اساسياً للجنود الاميركيين هو كتاب «عن الحرب» للمؤرخ والجنرال البروسي (المانيا لاحقاً) كارل فون كلاوزفيتس الذي نشر للمرة الاولى عام 1832 ويعتبر أبرز إلهام ادبي ونظري للجيش الاميركي.
ان امريكا ليست غريبة على "الحروب الصغيرة" : فتلك النزاعات العويصة حيث لم يكن الجزء الأصعب فيها يهدف الى تدمير العدو بل الى تشخيصه و حيث لم يكن هنالك من خطوط مواجهة او انتصارات واضحة. فعندما توسعت قوتها العسكرية في القرن التاسع عشر، قامت امريكا بغزو ساحل بارباري، تدخلت في الصين، استعمرت الفيليبين و نفذت الكثير من عمليات الإنزال في الكاريبي. ولكن تلك الخبرة الطويلة من لعب دور الشرطي الامبريالي قد نسيت بشكل غريب. فالنصر الذي تحقق في الحرب العالمية الثانية، عار فيتنام ومواجهة الجيوش الضخمة للكتلة السوفيتية في الحرب الباردة قد أقنعت امريكا بالتحول من الحروب الصغيرة الى التركيز على الفوز في الحروب الكبيرة. وفي هذه الايام، على اية حال، يقوم القادة الامريكان بالتنقيب في كتب التاريخ بعد ان اكتشفوا ان قوة النيران عالية التقنية ليست ذات فائدة تذكر- وغالبا ما يمكن ان تكون ذات مردودات عكسية- في شوارع بغداد.
فتش البعض عن الهام من الكلاسيكيات مثل كتاب لورنس " أعمدة الحكمة السبعة" ، نشر في 1922، او فيالق البحرية " كتيب الحروب الصغيرة" لعام 1940. وفي 15 كانون الاول حصلوا على مساعدة رسمية على شكل كتيب ميدان جديد مشترك للجيش و المارينز. ان " مجابهة التمرد FM 3-24" ليس سهل القراءة بالنسبة لاولئك الذين تدربوا على أساس فكرة التفوق في المناورة وإبادة قوة العدو. فالآن يجب على القوات الامريكية ان تكون "مستعدة لان تستقبل بالمصافحة اليدوية او بالقنبلة اليدوية" و يجب ان تكون " بناة أمم اضافة الى كونهم محاربين".
فطبقا للعقيدة الجديدة، تتضمن مقاتلة المتمردين "عمل اجتماعي مسلح". " أحيانا يكون الامتناع عن القيام بأي شيء هو افضل رد فعل" كما يقول الكتيب. ان افضل الاسلحة في بعض الأحيان هو عدم وجودها تماما. فالهدف الأساسي هو ليس قتل اكبر عدد ممكن من المتمردين ولكن في الحصول على أقصى دعم من السكان المحليين.
وفوق هذا وذاك، يجب ان تتكيف القوات بشكل سريع. وبدلا من ان تقوم بعزل نفسها في معسكرات كبيرة و ان تتجول في عجلات مصفحة، ينصح الكتيب القوات الامريكية في العيش "بالقرب من العامة" التحرك على الأقدام، النوم في قرى والقيام بالدوريات ليلا ونهارا. وينبغي ان يكون لكل سرية مستشار سياسي اضافة الى المستشار "الثقافي". وينبغي ان تخصص الفصائل افضل جنودها للاستخبارات و عمليات الاستطلاع، وحتى ان كان ذلك على حساب القوة النارية. انس سلسلة المراجع: ينبغي ان تتخذ القرارات بالإجماع ان كان ذلك ممكنا. ان استخدام الجنود يمثل احد الامور فقط. فينبغي ان يشفع ذلك بأشياء اخرى- بضمنها تقديم الخدمات الاساسية، نشر رفع مستوى الحكومة، بناء قوات أمنية وطنية و وضع سياسة معلوماتية لمواجهة دعايات المتمردين. ان الكتيب البالغ 282 صفحة، في أحيان كثيرة، وكأنه يشير الى الأشياء التي قامت بها امريكا بشكل خاطئ في العراق. ولكن اولئك الذين يجادلون من اجل الانسحاب سيجدون القليل من السلوى. فحالات التمرد، كما يقول " محمية بطبعها". ويجب على امريكا و حلفائها ان تبدي "المقدرة" ، " قوة التحمل، و الإرادة للانتصار". وعلاوة على ذلك، لا يمكن القيام بمجابهة التمرد بثمن زهيد. فهذا يتطلب كميات كبيرة من القوة البشرية- ما يقارب 20 الى 25 من قوات الامن لكل 1000 مدني. وان 483000 عنصر من قوات التحالف و القوات العراقية بعيدا جدا عن العدد المطلوب لتامين العراق والبالغ 535000 الى 670000. ان كان رد فعل القادة الامريكان على حرب فيتنام قائما على التخلي عن الحروب الصغيرة، فان رد فعلهم على الإخفاق التام في العراق كان حتى الان مختلفا تماما: التعلم في مقاتلتهم بشكل افضل. يشكل الكتيب الجديد الخطوة الاولى ، ولكن الثقافة العسكرية الامريكية قد تكون بحاجة الى تغيير أعمق. وقد تكون البداية في اعادة كتابة كلماته الاولى من " أخلاق المحارب" ، حيث يصرح كل جندي طبقا له: " إني مستعد للانتشار، للاشتباك، و لتدمير اعداء الولايات المتحدة".
العقيدة العسكرية للجيش الإسرائيلي:
يتضح من الأدبيات العسكرية والإستراتيجية الصهيونية أن مسيرة ما يسمي بالسلام لم تسهم حتى الآن حتى على مستوى المؤسسة العسكرية في تكوين توجه نحو البدء بالانتقال من حالة الحرب إلى حالة السلم، بل يمكن القول أن الفكر العسكري الصهيوني يتجه نحو التخطيط لتصورات واحتمالات تندرج جميعها في خانة الحرب والنزاعات المسلحة, وليس هناك ملمح أو دليل في الفكر العسكري الصهيوني يوحي بأن الهرولة العربية نحو السلام وكونه الخيار الاستراتيجي الوحيد قد تركت أي أثر أو تغيير يذكر في فكر المؤسسة العسكرية الصهيونية.
وبالرغم من أن جملة المتغيرات الحادثة في المنطقة تقلل بصورة عامة من إمكانات نشوب حرب عربية ضد 'إسرائيل', علي الأقل في المدى المنظور، فإننا نري الفكر الإستراتيجي الصهيوني في الوقت الراهن يركز على مجموعة من التهديدات, سواء كانت تهديدات محتملة أو كامنة أو متصورة, لتبرير تطوير قدراته العسكرية.
ولعل من أبرز التهديدات المباشرة والمحددة التي تركز عليها 'إسرائيل' ما يسمي ب'الإرهاب' الذي تربطه بصعود نجم الإسلاميين سواء في فلسطين أو في الدول العربية المجاورة وغير المجاورة.
وتتصور 'إسرائيل' إمكانية حدوث نوع من المشاركة بينها وبين الدول العربية, لاسيما المحيطة, التي تظهر امتعاضًا من الظاهرة ذاتها, بما قد يساعدها على الاندماج فعليًا في منطقة الشرق الأوسط, من ناحية, والتخلص من هذه 'الظاهرة المقلقة', أو الحد من تأثيرها علي الأقل, من ناحية أخري.
ومن الممكن فهم طبيعة الأحداث التي تدور في قطاع غزة والملاحقات الأمنية والتنسيقات مع دول الجوار و'تخويفها' من دويلة 'طالبانية' ضمن هذا التصور.
ومن جملة التهديدات التي تتصورها 'إسرائيل' كذلك امتلاك بعض الدول العربية نوعيات متطورة من التقنيات العسكرية مما يعرض التفوق النوعي الصهيوني للتآكل, وازدياد أعداد الدول المالكة للصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى والقادرة على إصابة أهداف إستراتيجية في 'إسرائيل' وازدياد كميات وأنواع الصواريخ في دول المنطقة مما يؤدي إلى اتساع التهديد الإستراتيجي.
ومن ثم تسعى 'إسرائيل' إلى تطوير القوة العسكرية لتواكب هذه التصورات وتلك التهديدات الممكنة والمتصورة.
ولنا أن نتصور أن القيادة العسكرية الصهيونية، ستجد أمامها, من الناحية النظرية, عدة بدائل يشكل كل منها مفهومًا أمنيًا هو إطار لتطوير إستراتيجيتها العسكرية:
البديل الأول: هو المفهوم الأمني الدفاعي، والأساس الذي ينطلق منه هذا المفهوم هو الحجة القائلة بأن الجيش الصهيوني يواجه مهمة جد صعبة وعسيرة، فمهمة اختراق خطوط 'العدو' بهدف نقل الحرب إلى أرضه ستكلف الجيش ثمناً باهظاً جدًا من الخسائر البشرية، التي لا يستطيع المجتمع الصهيوني تحملها, وعلي ذلك فمهمة التطوير تنبع من عقيدة دفاعية وحدود آمنه, تعززها قوة ردع كافية.
البديل الثاني: هو المفهوم الهجومي، وأساس هذا المفهوم يبقى الاعتماد على النوعية، سواء في الأفراد أو المعدات, في أعلي المستويات, وذلك نابع من فهم الطبيعة المتغيرة للمنطقة المحيطة ب'إسرائيل' وتقلباتها المفاجئة.
ويركز هذا البديل علي مفاهيم الضربة الاستباقية والحرب الوقائية.
وبناء علي هذا الخيار سيُجهز الجيش الصهيوني بمجموعة من الأسلحة والأنظمة المتطورة, بحيث تكون الطاقة التدميرية أقوى بكثير من الطاقة التدميرية للأسلحة العربية مجتمعة, لتصور ذهني بحت مفاده أن الدول العربية قد تعضد بعضها حالة نشوب الحرب.
البديل الثالث: هو الخيار النووي حيث تفيد التقارير الصهيونية أنه أصبح جاهزًا للاستعمال, والخلاف فقط يدور حول ما إذا كان من الضروري الإفصاح عن هذا الخيار وحدود إمكانياته, أم يبقى سرًا كما هو الحال الآن.
وفي جميع الأحوال سواء سرًا أم علانيةً، فإن 'إسرائيل' ستحتفظ بسلاحها النووي سلاحًا رادعًا وحاسمًا لحين الحاجة, ووسيلة للضغط والمساومة وضمان الأمن المطلق، وجاهزًا لتحقيق توازن نووي إقليمي إذا ما امتلكت إحدى دول المنطقة سلاحاً نوويًا مشابهًا وعجزت 'إسرائيل' عن تدميره, أو امتلكت سلاحًا تدميريًا أقل قوة ولكنه قادرٌ علي إلحاق ضربات تدميرية موجعة لقلب الكيان الصهيوني.
ونحن إذا ما تتبعنا الأدبيات العسكرية والسياسية والاستراتيجية، وبخاصة أقوال وأفعال وسياسات الحكومة الصهيونية في الوقت الراهن فسنلاحظ أن هناك إجماعًا إزاء صياغة الاستراتيجية العسكرية وإعادة بناء الجيش على أساس 'الخيار الأسوأ', وأن الوسيلة الوحيدة إلى ذلك هو التفوق العسكري، سواء بنوعية الجندي أو نوعية السلاح أو احتكار السلاح النووي.
ويرى هذا الإجماع أن التفوق القادر على الردع هو المؤهل لمواجهة أسوأ الاحتمالات التي قد تطرأ على موازين القوى.
ولعلنا نبرهن علي ذلك بحدثين:
الأول: الدعوة الصهيونية لإعادة النظر في مفهوم الردع العسكري بما يتوافق والتحديات الراهنة والمستقبلية
حيث أمر وزير الحرب شاؤول موفاز بتشكيل لجنة للبحث في مفهوم الردع العسكري الصهيوني، في ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة والعالم.
ووفقا لما ذكرت صحيفة معاريف, فقد سلم موفازُ الوزيرَ السابق المختص بشؤون الأمن القومي دان ميريدور مهمة قيادة اللجنة التي ستنهي عملها خلال عام واحد.
وفي ختام المداولات التي ستجري مرة كل أسبوع سترفع اللجنة إلى وزير الحرب استنتاجاتها بشأن المفهوم الأمني ل'إسرائيل'.
وهذا يعني أنه خلال العام المقبل سيعاد النظر في نظرية الأمن القومي 'الإسرائيلية', وسيتم على وجه الخصوص مراجعة مفهوم هيكل القوة في الجيش الصهيوني ومعايير استخدامها, كما سيتم تحديث الفرضيات الاستراتيجية, وخصوصًا ما يتعلق بسياسة الغموض النووي ودورها في الوضع الراهن.
ويميل الاعتقاد السائد في المؤسسة العسكرية الصهيونية إلى أن استنتاجات لجنة ميريدور ستحدث ثورة في كل ما يتعلق بمفهوم الأمن القومي ومفهوم استخدام القوة، والحرب الوقائية. وهو ما عبر عنه ميريدور للصحيفة بقوله: إن الحديث يدور عن عمل جدي جدًا، سيستغرق نحو عام، والعالم حولنا تغير، ويجب إعادة التفكير في مفهوم الأمن والاستراتيجية الشاملة.
الثاني: تطوير القدرات الهجومية في مجالات عدة وميادين شتى:
فقد نقلت صحيفة 'معاريف' أيضًا عن قائد سلاح البر الصهيوني الجنرال يفتاح رونتال أن جميع المشاة في الجيش سيزودون قريبًا ببندقية هجومية جديدة 'تابور' التي تنتجها مصانع السلاح الصهيونية.
وأوضح الجنرال رونتال أن البندقية الجديدة خفيفة جدا [3.7 كيلو جرام مع المخزن المملوء] ولا يتعدى طولها 72 سم, وبإمكان بندقية 'تابور' أن تطلق 850 طلقة في الدقيقة وهي مزودة بمنظار مجهز بأشعة ليزر لتحديد الهدف بدقة بالغة.
وذكرت الصحيفة أن سلاح البر طلب 15 ألف بندقية كدفعة أولى. [للمناسبة , فإن هذه البندقية تعد أكثر فتكا من بندقية الجليل التي استخدمها الإرهابي باروخ جولدشتاين في مذبحة المسجد الإبراهيمي أثناء صلاة فجر الجمعة 25 فبراير 1994 مطلقا بها 118 طلقة دفعة واحدة أدت إلى مقتل , ما أدى يومها إلى مقتل وإصابة نحو 350 مصليا]
وأيضًا كشفت مصادر صهيونية مطلعة عن اقتراح تدرسه رئاسة أركان الجيش لبناء سفن إنزال برمائية كبيرة الحجم وتستطيع الإبحار في المحيطات ولمسافات بعيدة و'تأدية مهمات متعددة', وشن عمليات برية في مناطق ودول تبعد عنها آلاف الأميال.
وأوضحت هذه المصادر أن سفينة الإنزال البرمائي المقترحة يصل وزنها إلى 13 ألف طن وتستطيع نقل نحو 600 جندي مع معداتهم وآلياتهم بالإضافة إلى طاقمها المؤلف من 115 بحار وأسطول صغير من طائرات الهليكوبتر لعمليات النقل والهجوم البري.
كما تستطيع طائرات حربية تقلع عموديًا من العمل انطلاقاً منها, وستبلغ كلفة بناء هذه السفينة أكثر من 700 مليون دولار أميركي.
وتملك البحرية الصهيونية حاليًا خمس سفن إنزال برمائية صغيرة الحجم تتسع لأقل من مائة جندي وبحار وتستطيع نقل بضع آليات فقط ولمسافات محدودة.
وقد طرح المحللون عدة تفسيرات حول هذه المحاولات الصهيونية المحمومة لتملك أسلحة هجومية وتطوير الترسانة العسكرية والنظر من جديد في مفهوم الردع, بما يتوافق ومقتضيات الوضع الراهن والمستقبلي.
الطرح الأول: يكمن في تساؤلات عن حاجة 'إسرائيل' إلى سفينة بهذا الحجم ما لم تكن لديها خطط توسعية لفرض هيمنتها على ما بات يعرف ب 'الشرق الأوسط الكبير' الممتد من موريتانيا حتى الحدود الباكستانية- الهندية , حيث يعتبر العديد من المحللين سفينة الإنزال البرمائي هذه استكمالاً لخطوات سابقة اتبعتها 'إسرائيل' لتعزيز سياسة 'الذراع الطويلة' أو فرض القوة ضد الأهداف البعيدة, التي كانت بدأتها قبل بضعة أعوام عبر الحصول على غواصات 'دولفن' الألمانية القادرة على الإبحار في المحيطات, وعلى طائرات 'أف-16' و'أف-15' القادرة على ضرب أهداف بعيدة في باكستان, مثلاً, من دون الحاجة إلى التزود بالوقود جواً.
كما تملك 'إسرائيل' أكثر من ثلاثين طائرة نقل عسكرية كبيرة وعشر طائرات لتزويد الطائرات بالوقود جوًا.
وقد سبق وتملكت المؤسسة العسكرية الصهيونية الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى طراز 'اريحا-1 ' و'اريحا-2' وهي أيضًا تعزز سياسة 'الذراع الطويلة'.
وبحسب صحيفة 'ديفنس نيوز' الدفاعية فإن القيادة الصهيونية تتهيأ ل 'عمليات هجوم استراتيجية' تتوقع أن تشنها في العقد الثالث من هذا القرن.
وأنه في حال أقرت خطة بناء هذه السفن البرمائية فإن القوات الصهيونية ستقوم بإنشاء فرق لمشاة البحرية معدة لعمليات خارج 'الأراضي الإسرائيلية'.
ونقلت الصحيفة عن قائدي القوات البحرية والبرية الصهيونيين قولهما: أن حرب 'إسرائيل' ضد ما تسميه 'الإرهاب الدولي' وسعيها إلى 'منع انتشار أسلحة الدمار الشامل' قد يقودانها إلى خوض هجمات سريعة ضد أهداف تبعد آلاف الأميال عنها.
ويقول الخبير الاستراتيجي والأدميرال السابق في البحرية الإيرانية علي كاظمي: أن 'إسرائيل' بصغر مساحتها[ الأرض المحتلة] لا تحتاج إلى سفن برمائية كبيرة, والتفسير المنطقي الوحيد لهذه الخطوة هو وجود نيات عدوانية مبيتة.
الطرح الثاني: يذهب إلي أن هذه الخطوة لا تقود إلي الاعتقاد بضرورة شن حرب, ولكن ربما ستشكل عونًا كبيرًا للقوات الأمريكية والغربية في المنطقة خلال تأدية عمليات عسكرية مشتركة.
والمعني أن 'إسرائيل' قد تقوم بعمليات عسكرية خاطفة بالنيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية, لتخفيف حدة الانتقادات الموجهة إلي الإدارة الأمريكية بنزوعها الدائم إلي الحل العسكري.
الطرح الثالث: يفسر تلك المحاولات بأنها استغلال للأوضاع الراهنة المواتية لبناء ترسانة عسكرية أكثر قوة وحداثة, حيث تستثمر 'إسرائيل' المتغيرات في العلاقات الدولية التي تمخضت عن 'قطب واحد' موال علي طول الخط, ولا يكاد يرفض طلبًا,لا سيما في مجال التسلح, كما أنها تستغل قضايا الصراع المحتدم حول 'الإرهاب' و'النزعات العدوانية' تجاهها من دول الجوار لتبرير الرغبة في الحصول علي أحدث الأسلحة والمعدات القتالية.
وأخيرًا:
نقول: أنه ليس بوسعنا فهم المؤسسة العسكرية الصهيونية علي أنها كيانًا مستقلاً, فالمؤسسة العسكرية الصهيونية تستمد من الأطر الثلاث : السياسية والاجتماعية والاقتصادية جذورها التاريخية ومقومات بقائها وحدود تطلعاتها.
وعلي وجه الخصوص, فالصلة الجوهرية بين الجيش والنظام السياسي في 'إسرائيل' ليست بخافية علي أحد, فهو دعامة النظام السياسي بجانب دوره المتنامي في صنع القرار السياسي.
كما أنه في ذات الوقت أداة في يد الساسة لتحقيق أحلام صهيون التوسعية في الخارج, والبطش والإسكات لصوت الجهاد في الداخل.
وطالما أن حدود الفصل بين المؤسستين ليست واضحة المعالم, فان الأدوار المنوطة بالجيش في المستقبل تظل رهن الظروف التي تمر بها المؤسسة السياسية الصهيونية.
قانون القوات المسلحة السودانية:
طريقة تفكير أحد قياداتنا العسكرية انبنت على وهم بالأفضلية شحذته بضع دبابات ت55 وشحنات متواضعة من قنابل الشرابنل وإمداد غير مستقر من المواد البترولية المستوردة فأراد أن يسجل بطولات بقتل المدنيين،
فإن التعويل على ذكر مآثر العصر الذهبي بطريقة كنا وكانت لنا لن يفسح للدولة مكاناً في دنيا الكبار أبداً
كم مستعمرة يملك السودان؟
مشروع مارشال كان خطة اقتصادية الغرض منها سياسي ولكنه إنساني في جميع جوانبه فأنت إن قتلت جارك فسيتوجب عليك إطعام أبنائه ومن كان يعولهم أيضاً وهذا عرف إنساني بل حتى الحيوانات تدرك ذلك ولا يعيه .
إذن إذا سألت نفسك يوماً عن المشردات في سوق الخرطوم وميدان البوستة في أم درمان فتذكر أنهم بكل ببساطة أبناء المهزوم ممن قتلوا في الحرب الأهلية ، وفي مذبحة دارفور
قانون القوات المسلحة واستمرار لعقيدة الاستعباد
غلوب باشا (بريطاني الجنسية) كان قائد الفيلق العربي المطلوب منه الدفاع عن فلسطين وتحريرها من (دنس) اليهود! الفيلق العربي كان يضم جيوش من سوريا والأردن ومصر---- ولم يكن فيهم رجل رشيد يتولى القيادة فجلهم كانوا عرب بدو لايحسنون سوى صنع القهوة وضرب النساء لذلك استعانوا بالبريطاني---- بقي أن نعلم أن بريطانيا هي من جلب اليهود إلى فلسطين حتى لايكونوا عالة على أوروبا فكيف تطردهم من بقعة اختارتها لهم؟ وماذا كان يتوقع أفراد الفيلق من غلوب باشا؟ ولكن أليس اليهود هم من قطن سابقاً في فلسطين وأحيائهم في القدس شاهد على تاريخهم؟ أنظروا إلى سذاجة القادة العرب منذ قديم الزمان
أفخاي --- المتحدث بلسان قوة دفاع إسرائيل (هكذا يسمونها حتى الآن) وبالمناسبة للاسم أهمية كبيرة في التعبئة النفسية للجندي ويعبر لحد ما عن الطبيعة القتالية للجيش وهذا المصطلح (Defense Force) و---- في التاريخ الحديث اليابان وإسرائيل وألمانيا الأولى شبه مستعمرة أمريكية والثانية تحاول أن تجد لنفسها مكاناً في العالم وقد أوجدته بالفعل في فترة خمسون عاماً وهي تقريباً ذات الفترة التي (تمتعنا) فيها باستقلالنا حتى الآن فلننظر للفرق فريقين بل فريقاً وحداً يلعن المستعمر البريطاني جهرة بينما يتحسر على أيام (المفتش الإنجليزي) إذا خلا مع نفسه، أما الثالثة وهي ألمانيا فانكفأت على نفسها تدبر أمرها لكي تعيد جيشها بصورة أخرى متعللة بحاجة الاتحاد الأوروبي للقوة العسكرية بينما تفكر في النهوض للمرة الثالثة
إعداد الضباط والجنود
بالإضافة الى الضغط النفسي الذي يمارسه القائد على الجندي من خلال نعته بألفاظ خارجة عن المألوف وعن الانسانية وعليه الخضوع التام وإلا تعرض للحبس وبالتالي حرمانه من رؤية عائلته واطفاله
يعود إلى المعاملة السيئة التي يتعامل بها قائد السرية مع الطلبة والمنتسبين والعاملين تحت قيادته وشعوره المستمر بالازلال والمهانة وفقده لكرامته ونخوته وانسانيته وفقدانه لاحترام الآخرين سواءداخل المعسكر او خارجه لشخصيته العسكرية، ايضا داخل الوحدة العسكرية يتبع الضابط وسيلة الضبط والربط بشكل مبالغ فيه ومعاملته للآخرين بعيدة كل البعد عن الانسانية وكأن العسكرية تعني في قاموسهم العبودية والاستهانة بالمتدرب لانه عديم الحيلة ولا يقوى على شيء
وعليك ان تتخيل شابا في سن المراهقة يسمع سباب أمه وأخواته وعائلته،
(النبذ ده كان وزعتو على السرية كلها حاجة منو بتجيك مافي)
يحكى أن مجموعة من القرود حبست في غرفة باردة ليس فيها سوى زر بارز يتيح للماء الانبجاس بقوة عند الضغط عليه، وبينما كان أحدها يقفز ضغط على المفتاح فأندفع الماء وغمر الغرفة فساءت حالة القرود من البرد فضربت القرد المتسبب ضرباً موجعاً، ثم كان ذلك من أمرها مع كل قرد يقترب من الزر، ثم تم سحب إحدى القرود وأبدل بآخر لايعرف بقصة الزر فكان يقوم مع الثلاثة الأخرى بضرب أي قرد يتجه ناحية الزر، وجرت عملية السحب والإبدال حتى امتلأت الغرفة بقرود لاتعرف بعضها ولا تعرف بقصة الزر والماء ولكنها تتفق في شيء واحد هو أنها تضرب أي قرد يقترب من الزر لسبب تجهله، هذا حال قواتنا المسلحة ولسان حالها يقول (هكذا وجدنا النظام) فالقوات تقاتل لما تدربت من أجله وليس لما تؤمر به
في الجنوب كانوا بسبب الخوف يبدأون بالتكبير والتهليل وهم يصعدون الطائرة في الخرطوم ثم تنتابهم حمى التكبير في مطار جوبا وتندفع ألسنتهم بذات العبارات في أرض المعركة ولا تتوقف مثلما --- تعلق أغنية أو لحن بذهنك عندما ينتابك القلق من شيء ما
فطلبت منهم أن يكبروا أيضاً لأن الله ربنا أيضاً وكذلك حتى نرى مع من سيقف الله، وكان أن انتصرنا
ولننظر إلى القوات المسلحة بلغة الأرقام:
ونذكر أولاً بعض الحقائق العامة:
الموازنة العامة للدولة حجمها
1. القوات المسلحة تسهم بنسبة 0% في الموازنة العامة للدولة
2. القوات المسلحة السودانية (الجيش، الشرطة، الأمن) تستنزف 70% من الموازنة العامة و50% عبارة عن ديون تخصم من موارد البلاد على مدى سنوات قادمة ( صفقات قاذفات الصواريخ وغيرها التى تدفع بالأقساط على مدى طويل يتم خصمه من معادن وبترول البلاد) أى أن مجموع ما يستنزف على القوات المسلحة 120% لتكون ديون على السنوات القادمة
3. ضباط القوات المسلحة وأفرادها يستنزفون 80% من ميزانية البلاد أى ما يعادل 95% من مزانية الدولة
4. إذن يبقى 20% وهي المنصرف الفعلي على الدفاع في الدولة السودانية (تسليح)
حولنا مل الجدول أدناه ونسبة لعدم توفر أرقام حتى فى سجلات الدولة تم تركه فارغا للشعب محصلة الجدول من عدد الموالين للنظام وأهليهم الذين تم ألحاقهم بالقوات المسلحة والقوات التي تم دمجها والتي سوف يتم دمجها بعد اتفاقية الدوحة التي يسعى النظام لإبرامها
الرتبة
مرتب
مخصصات سنوية
معاش
الجملة
1
فريق أول
2
الفريق
3
اللواء
4
العميد
5
العقيد
قد يقول البعض (ولكنهم يعملون!) ونقول بل يعمهون! أن هؤلاء لا يعرف العالم أي إنجازات حقيقية لأي ضابط سوداني من الرتب العليا منذ تأسيس قوة دفاع السودان وحتى ساعة كتابة هذا السطور (للمؤسسات العسكرية معايير ---) بالإضافة للتاريخ الذي خلد أمجاد نابليون، رومل، مونتجمري، غردون، ديغول --- لم تتجاوز التكريم الجماعي لتجريدات بأنواط الشجاعة والبسالة ---- شاركت مثلما يفعل أهل الرياضة عندما يمنحون فريقاً ما كأس
يشتري الجيش السوداني أسلحة متهالكة تكلف صيانتها أكثر من قيمتها (مروحيات MI8، وأسطول الأنتونوف المرابط في مجمع الصافات
ولهذا ذكرنا في الجزء الأول أن وزير الدفاع يحمد له أنه قال في البرلمان أنه يحارب بأسلحة من الحرب العالمية الثانية
سيقول قائل (إنهم الآن يطورون طائرات ويشترون صواريخ من الصين)، الصين لاتبيعك أسلحة متطورة أبداً ولا تصر على استلام قيمتها نقداً إذن مشتريات وزارة الدفاع تظل ديناً على رقاب قراء هذا المقال من السودانيين وأحفادهم.
زد على ذلك أن الجيوش في العصر الحديث لم تكن يوماً مصدراً لرخاء الدولة أي دولة --- فحتى الولايات المتحدة زادت ويلاتها الاقتصادية بعد غزو العراق فالنظرية بسيطة جداً فالدولار يعود بضعف قيمته على الأقل بعد أي دورة في السوق بينما الطلقة والدانة والصاروخ تحسب ضمن عمود الخسارة بمجرد إطلاقها على عدو أو في الهواء بل يبدأ حساب الخسارة بمجرد وضعها في المخزن لأنك ببساطة تجمد بذلك أموالاً طائلة دفعت لشرائها بينما تنفق باستمرار على تخزينها.
لم نذكر كيف يتصرف صغار الضباط في أموال الجيش ولا كيف أن ضابط صف يمكنه صرف مرتب سرية كاملة موجودة على الورق فقط وأن هناك من مات منذ سنوات ولايزال يصرف راتبه
هل تتصرف كل الجيوش كذلك؟ لننظر في حالة الجيش الإسرائيلي (قوات دفاع إسرائيل)، ونبدأ بالحقائق:
إسرائيل تصدر السلاح والخبرات الأمنية إلى 70 دولة في العالم من بينها السودان.
الشركات الصناعية التابعة للجيش يعمل بها عشرات الألوف من العمال والمهندسين.
40% من المنتجات العسكرية يتم تصديرها إلى الخارج ()
10% من الصادرات إسرائيل هي من فرع الأسلحة في قوات الدفاع
عدد أفراد الجيش النظامي 180،000 والاحتياطي 500،000
موازنة الجيش الإسرائيلي تبلغ حوالي 3 مليار دولار
لم نحصل على بيانات الجدل أدناه بسبب سرية البيانات والتي على كل حال هى أقل بكثير من بيانات الجدول أعلاه
الرتبة
مرتب
مخصصات سنوية
معاش
الجملة
1
فريق أول
2
الفريق
3
اللواء
4
العميد
5
العقيد
وهم كذلك (يعملون) ففي عام 1967 احتلت قوات الدفاع الإسرائيلي هضبة الجولان والضفة الغربية لنهر الأردن وسيناء وقطاع غزة خلال ستة أيام
الجيش الإسرائيلي يقوم بمهام تعليمية في المدارس
بنى الجيش الإسرائيلي 90 مستوطنة في الضفة الغربية وقطاع غزة (أعمال البناء)
قتلى الجيش الإسرائيلي في كل الحروب التي خاضها 24،000 فرد
منشورات مركز يافي للأبحاث الاستراتيجية
تأكيد لما خلص له المقال أعلاه نرفق مقال من شبكة قناة الجزيرة بعنوان
نهب منظم لميزانيات الدفاع الأفريقية
حذر عضو منظمة الشفافية الدولية الجنرال النيجيري إيشولا ويليامز من نهب القائمين على وزارات الدفاع في الدول الأفريقية لميزانيات تلك الوزارات.
وأوضح أن نفقات الموظفين والجنرالات بوزارات الدفاع الأفريقية تمثل وحدها 80% من ميزانيات الدفاع في هذه الدول التي قال إنها لا تخصص سوى 20% من هذه الميزانيات لشراء تجهيزات عسكرية وأسلحة جديدة، بما يحد من تطوير قدراتها الدفاعية والحفاظ على أمنها.
وأضاف ويليامز في تصريح له على هامش اجتماع للبنك الأفريقي للتنمية في تونس الجمعة أن نفقات الدفاع في الدول الأفريقية مجتمعة لا تتعدى تسعة مليارات دولار في العام، بما يعادل أقل من 1% من إجمالي النفقات الدفاعية السنوية لدول العالم مجتمعة.
ودعا خبراء ومسؤولون مدنيون وعسكريون أفارقة دول الاتحاد الأفريقي إلى التعاون مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) للقضاء على ظاهرة الفساد في أجهزة الدفاع العسكري بالقارة السمراء.
وذكر البنك الأفريقي للتنمية في بيان صحفي وزعه مساء الجمعة أن الخبراء والمسؤولين دعوا في ختام اجتماع نظمه البنك في تونس إلى التعاون مع حلف الناتو للاستفادة من "خبراته" في مجال مكافحة الفساد في المجال الدفاعي.
يشار إلى أن الاجتماع نظمه البنك الأفريقي بالتعاون مع منظمة الشفافية الدولية، وحضره ممثلون عن حلف الناتو.
ونقل البيان عن مدير برنامج الدفاع في منظمة الشفافية مارك بيمان قوله إن الفساد في أجهزة الدفاع الأفريقية أصبح "مشكلة إستراتيجية".
وتشير المنظمة إلى أن حجم الفساد يمثل نسبة 2.5% من الناتج المحلي العام للدول الأفريقية، مما دفع البنك الأفريقي للتنمية -أول مصرف تنموي في أفريقيا- إلى تخصيص 34.5 مليون دولار لمحاربة الفساد في القارة.
النزعة الهمجية للمجتمعات العسكرية في دول العالم الثالث:
إذ تبدأ بالترفع وادعاء الشرف ثم البحث عن مبررات علمية لتأكيد التفوق العرقي وهذه صعبة ------فتبحث عن طرق أسهل فتبدأ بتصويره على أنه أقل شأناً في كل شيء ثم حرمانه من حقوقه المدنية ثم تنتهي بتحقير الآخر ومساواته بالعفن أو الهوام --- وهي المرحلة التي انتهى إليها هتلر مع اليهود والتوتسي مع الهوتو والصرب مع المسلمين في يوغوسلافيا مع العلم ان الحالة الأخيرة تعتبر نوعاً من الانتقام لأحداث تمت قبل قرون عديدة
إذ لايجوز النظر إليها بمعزل عن ما ذكرنا أعلاه والأمثلة كثيرة (ترحيل أهل دارفور من العاصمة بالقطارات إبان المجاعة في زمان الرئيس جعفر نميري، معاملة الأطفال الذين قيل أنهم جاءوا في حملة خليل إبراهيم، مهاجمة طالبات دارفور في داخليات جامعة الخرطوم، مهاجمة المدنيين في معسكر كلمة، مقتل العشرات في القاهرة في 30 ديسمبر 2005 بإيعاز من مصطفى عثمان إسماعيل وهو القائل أن "ناس دارفور كتروا في العاصمة زي القمل")
وقد بدأت بالفعل فهاهو الطيب مصطفى وآخر اسمه الزومة يتحدثان عن (دنس الإلحاد ورجس) في لافتات القماش وهو أمر جد خطير إن كان يعي ما يفعل رسول الله (ص) لم يفعل ذلك واليهود والنصارى يعيشون معه في المدينة بل لم يفعل أي من صحابته والخلفاء من بعده إن كان الأمر يعود إلى دين الإسلام كما يتمنى وقبله بدأ محمد طه صاحب صحيفة الوفاق حملة على سكان دارفور وقد ذكر حقائق إلا أنه سعى لإشانة سمعة أهل دارفور بشكل عنصري فاضح عندما نشر أن جل نسائهم ساقطات وكن بائعات هوى في الخرطوم.
مثل هذه التصرفات موجودة في كل العالم وعلى مستوى الدول فالسعوديون يسخرون من اليمنيين والمصريون يهزأون بالنوبيين والألمان من الأتراك والإنجليزي من الآيرلندي والياباني من الصيني وأوروبا كلها تحتقر أفريقيا والعالم كله يحتقر اليهود ولكن القوانين الرادعة كفلت للجميع التعايش بسلام واحترام ولا نقول محبة فهذه متوفرة فقط في العهد الجديد من الكتاب المقدس وخطب بابا الفاتيكان.
مثل هذه الأفعال تلغي جوانب انسانية فطرية في الانسان لايتأثر لمنظر ال ---- تقمص روح من يسعى إلى طلب رضائهم فعندما تكتب الصحف المصرية لا تذكر أن الضحايا هم اثيوبيون أو سودانيون بل تقول أن الشرطة قتلت (أفارقة) فهي كأنما تقول أن الشرطة أجرمت بقتل الهاربين العزل (ولكنهم أفارقة)، رع مسيس الثاني كان يعلل قتل بنو إسرائيل بأنهم (مجرد يهود)، الرأي العام المصري يعبأ على أن أمن مصر القومي في يد إثيوبيا والسودان (ولكنهم أفارقة) فالمفروض أن مصر هي هبة النيل.
وتعدى الأمر أن يشجع حكومة فرعون على قتل الأبرياء في ميدان مصطفى محمود في المهندسين ليلة رأس السنة من العام 2005 فقتلت من أبناء الجنوب ودارفور الكثير بين تصفيق أبناء العوالم وتصفيرهم ولم تطالب حكومتنا بأية تحقيق ، ذهبت الصحافة المصرية تقول أنهم كانوا سكارى ويمارسون الرذيلة وبينهم مصابون بالأيدز! أم الدنيا على المستوى الرسمي والشعبي صحافتها لم تكتب عن فتيات مصر اللواتي أرسلن إلى أفراد البحرية الأمريكان على حاملات الطائرات الأمريكية التي جاءت لضرب بغداد، ذكروا أنهن كن ممرضات! الله لايعاقب شارب الخمر بالقتل، أم أن الرذيلة مع الأمريكان فضيلة يا أم الدنيا؟
في سربرنتشا صربيا ذبح الصرب الكروات والمسلمين ثم أخذوا جثثهم لمصانع تجهيز اللحم------ وفي رواندا قطعوا أطرافهم
موريتانيا التي ألغت الرق قبل عشرين سنة فقط تعتبر صورة بالمرآة للسودان --- والعسكر هناك يحكمون بأنسابهم (الشريفة) والعسكر عندنا كذلك
لديهم من يدعي نسب الرسول الكريم ويخاطبون بسيدي فلان كما يصر بعضنا أن يخاطبون بلقب الشريف أو الأشراف أو السادة بل في جزر القمر ونيجيريا والسنغال --- الكل يصر على يلقى معاملة آل البيت في الألفية الثانية ويخاطبنا على أساس أن الرسول جده!
الرسول الكريم نهى عن التشبث بأهل بيته (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) ونهي عن التفضيل على أساس النسب (لو سرقت فاطمة لقطعت يدها) ثم أن الرسل لا يبعثون في الأمم الراشدة ابتداء! نقول ذلك لمن يضع الأعراب معياراً للتعالي.
والى اللقاء فى تكملة فى العدد القادم
متحدث عن إصلاحات مقترحة وعن ما يجب أن تكون عليه العقيدة العسكرية السودانية وكيفية تحويل قواتنا المسلحة الى مؤسسة بنا وتعمير وتأهيل أفراده من حاملين للسلاح إلى حاملين لأدوات البناء والى حرفين ومهنيين
سوف تبث عدد من الحلقات متحدثة عن القوات المسلحة والعقيدة العسكرية عبر قناة سوداني الفضائية وسوف يشارك فى النقاش عدد من العسكريين والقانونيين السودانيين والأجانب والدعوة سوف تكون مفتوحة لكافة من يرغب فى المشاركة وله روية حول إصلاح هذه المؤسسة الهامة ........


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.