اعتبر ، سفير السودان السابق لدى القاهرة، السفير عبدالمحمود عبدالحليم أن البيان السوداني بشأن تثمين دور الاتحاد الإفريقي في مفاوضات سد النهضة لا يعد تراجعًا من جانب الحكومة السودانية عن مقترحها بوساطة رباعية دولية تدعم وساطة الاتحاد الإفريقي للمفاوضات. وقال «عبد الحليم» ل«المصري اليوم»: «لا أحسبه تراجعًا سودانيًا، فنحن ظللنا دومًا نؤكد على أهمية دور منظمتنا القارية في حل المشكلات الإفريقية من واقع تطلعنا لإعمال مبدأ الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية، ومن المهم للدول الإفريقية الشقيقة والصديقة الوقوف على ما يجري، ونحن نريد أيضًا من هذه الجولات تنوير الأشقاء الأفارقة بوجهة نظرنا ومنطلقاتنا». وحول التصريحات الإثيوبية الأخيرة بربط الانتخابات العامة بالملء الثاني لسد النهضة، قال «عبد الحليم»: «إن الحكومة الإثيوبية تمارس الهروب إلى الأمام من مشاكلها الداخلية عن طريق خلق توافقات وطنية باستخدام موضوع سد النهضة». من جانبه اعتبر الدكتور أحمد المفتي، أستاذ القانون الدولي، عضو الوفد السوداني السابق في مفاوضات سد النهضة، أن البيان السودانى حول وساطة الاتحاد الإفريقي يعتبر تراجعًا عن مقترح الوساطة الرباعية الدولية. وأكد «المفتي» ضرورة أن تكون هناك مفاوضات بناءة تحت رعاية الاتحاد الإفريقي بشروط جديدة، أهمها وقف إثيوبيا الملء الثاني وكل الأنشطة إلى حين الانتهاء من المفاوضات . كانت وزارة الخارجية السودانية أعلنت أن مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية، ستقود وفد السودان في جولة خارجية تضم الكونغو الديمقراطية، وستلتقي في كينشاسا بالرئيس فيليكس تشيكيدى، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي، تأكيدًا لموقف السودان الداعم لرئاسة الكونغو لجهود الوساطة للتوصل إلى حل عادل ومرضٍ لكل الأطراف، متضمنًا وجود اتفاق قانوني ومُلزم بشأن عمليات الملء والتشغيل لسد النهضة وفق الأسس والقواعد المنصوص عليها في القانون الدولي. وتشمل الجولة أيضًا كلًا من كينيا ورواندا وأوغندا، حيث ستلتقى وزيرة الخارجية السودانية برؤساء هذه الدول لتوضيح موقف ورؤية السودان حول حل الخلاف القائم بشأن سد النهضة. وأكدت الحكومة السودانية ثقتها في الاتحاد الإفريقى وقيادته جهود الوساطة للوصول إلى حلول سريعة وناجعة لمسألة سد النهضة، تخاطب انشغالات الدول الأطراف، وتلبى طموحاتها من قيام السد، خاصة في عمليتى الملء والتشغيل. وذكر بيان صادر عن الخارجية السودانية،، أن الاتحاد الإفريقى كانت له الريادة في قيادة مفاوضات ناجحة أفضت للوثيقة الدستورية التي تعتبر الآن المرجع الأساسى للحكم بالبلاد.
