لم تفلح جهود البنك المركزي ولا البنوك التجارية والصرافات في وقف الارتفاع المحلوظ لأسعار العملات الأجنبية وتزايد المضاربات بشكل ملحوظ؛ بعد أن تخطت أسعار العملات الأجنبية بالسوق الأسود فارقاً كبيراً يتراوح بين 11 إلى 15 جنيهاً في أي عملة أجنبية، حيث تجاوز سعر الدولار في السوق الموازي حاجز 400 جنيه بينما لم يتعدَّ سعره في البنوك والصرافات أسعاراً تراوحت بين 388 إلى 389 جنيهاً. وأعلن بنك السودان المركزي السعر التأشيري للدولار الأمريكي ليوم السبت 1 مايو 2021م، وجاء السعر 388.62290 جنيه للدولار وهو مثل سعر الجمعة الذي بلغ 388.62290 جنيه، وسمح البنك المركزي بنطاق التحرك للبنوك والصرافات في حدود 5% كزيادة أو نقصان من السعر التأشيري. وكشف متعاملون بالسوق الموازي ل(مداميك) أن البنوك التجارية أو البنك المركزي لم تتمكن من تثبيت سعر الصرف في السوق الموازي، وقفزت أسعار العملات الأجنبية إلى أسعار جديدة وتخطى الدولار حاجز 400 جنيه إلى 403 جنيهات. وفي الوقت الذي بلغ سعر الدولار 400 جنيه بالسوق الموازي وبين 389 إلى 388 للدولار، فيما قفز الريال السعودي إلى 103 جنيهات في البنوك بينما وصل سعره في السوق الأسود إلى 106 جنيهات، وكذلك قفز سعر الدرهم الإماراتي في البنوك إلى 106 بينما في السوق الأسود 109 وبلغ اليورو بالبنوك 472 وفي السوق الأسود إلى 484 جنيهاً وكذلك الاسترليني سعره في البنوك 542 بينما سعره في السوق الأسود فاق 560 جنيهاً. وكان بنك السودان المركزي قد أصدر قرارات الخميس الماضي في إطار المراجعة المستمرة لضوابط النقد الأجنبي وبغرض تمكين المصارف والصرافات من مقابلة احتياجات عملائها لأغراض السفر والعلاج والدراسة بالخارج وغيرها من الاحتياجات. وأصدر بنك السودان المركزي قراراً سمح بموجبه للأجانب العاملين بالسودان بتحويل 150 دولاراً كحد أقصى شهرياً. فيما سمح نفس القرار للأجانب الذين يعملون في السودان بموجب عقودات عمل بتحويل مرتب شهر كحد أقصى شهرياً. واشترط القرار على الأجانب العاملين في السودان إبراز عدة وثائق أهمها عقد العمل وإقامة سارية المفعول. وأصدر بنك السودان المركزي قراراً بالسماح للبنوك التجارية ببيع رصيد الأقفال من مشتريات العملة الحرة لعملائه لكل الأغراض عدا الاستيراد. وتعهد بنك السودان بتوفير النقد (البنك نوت) للبنوك في حال عدم توفرها. ووجه البنك المركزي البنوك التجارية بتخصيص فرع واحد على الأقل في مدن العاصمة المثلثة والمدن الكبرى لتعمل في الفترة المسائية وأيام السبت والعطلات الرسمية لتسهيل عمليات بيع وتحويل العملات الحرة. وكان خبراء ومصرفيون حذروا في تصريحات سابقة ل (مداميك) من عودة نشاط تجار العملة وتزايد وتيرة المضاربات في السوق الأسوق إذا لم يعالج البنك المركزي والبنوك والصرافات مشاكل التحاويل وتبديل موارد النقد الأجنبي المتمثلة في عدم توفر السيولة والازدحام، الأمر الذي يضطر البعض للتعامل مع السوق الأسود مرة أخرى لأنه يقدم تسهيلات وأسعاراً أعلى من البنوك والصرافات. ودعا الخبير المصرفي قاسم خليل بنك السودان إلى التدخل ومعالجة الإشكاليات التي نجمت من عدم توفر السيولة والازدحام التي تشهدها البنوك للحفاظ على السياسات التي أقرتها الدولة بتوحيد سعر الصرف، معتبراً عودة نشاط تجار السوق الموازي تهديداً صريحاً لسياسات الدولة، وستكون لها عواقبة وخيمة إذا لم يتم تدارك الموقف على وجه السرعة. وأضاف ل (مداميك) أن المستوردين إذا لم تتوفر لهم موارد نقد أجنبي سوف يلجأون إلى السوق الأسود مرة أخرى لجلب بضائع من الخارج. مداميك