هل أحداث ومجازر دارفور التي أدرجت داخليا وخارجيا كقضية إبادة جماعية ارتكبها قادة نظام الانقاذ الهالك هي فقط جملة ومحصلة التهم التي زج بسببها رموزها داخل السجون؟!! لا ولكن بخروجها وترجلها خارج الحدود إلى قاعات القضاء في لاهاي أضحت هي الأبرز اعلام ولكنها لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من قضايا الفساد والتجاوزات والاعدامات والتعذيب حتى الموت والجرائم الاخرى الموثقة التي ارتكبها هؤلاء القادة في حق أبناء الشعب السوداني خلال الثلاثون سنة من حكمهم. فلو برأهم قضاة لاهاي من حبل المشانق لن يبرئهم قضاة السودان بما يملكونه من أدلة وقرائن فهؤلاء الشرزمة من القوم الذين لبسوا اقنعة الدين وكبروا على رؤوس ضحاياهم قد تنوعت جرائمهم وقضاياهم بعد أن تمكنوا وانتشروا وعاثوا فساد في الأرض. الذي صرح به المتهم والقيادي البارز احمد هارون باستعداده وجاهزيته للذهاب إلى لاهاي رسالة مغلفة تعني بوضوح : "علي" وعلى أعدائي يا برهان ويا حميدتي..!! واكثر ما شد انتباهي هل يوجد توقيت و علاقة وثيقة ورابط بين هذا التصريح الذي صدر من احمد هارون وخبر تصدير وتسليم ملف قضية ضحايا مجزرة القيادة حتى تكتمل الصورة ؟ من المؤكد أن تزامن الحدثان لهم علاقة وثيقة ببعضهما البعض ويخرجان في توقيت متقارب كسهام مسممة مصوبة وموجهة للعسكر على وجه الخصوص ولعناية رئيس المجلس السيادي ونائبه بعد أن يئس اولائك القادة القابعين خلف جدران سجن كوبر من مجلسهم الامني..!! هي جبهة حرب جديدة يفتحها قادة النظام الانقاءي السابق مع الشق العسكري.شركاء الفترة الانتقالية حتى ترمي بظلالها السالبة على مسيرة الثورة. هل يستجيب ويوافق البرهان على طلب المتهم احمد هارون الذي وضح انه يتأبط بهم وبالثورة شرا.؟!! المتهم احمد هارون يريد أن يضيف لسلسلة الاعترافات التي خرجت لتدين نافع علي نافع وشلته أنهم لن يكونوا وحدهم القتلة والضحايا والمذنبين. وقوله أن يحاكم أمام الأسود وليس الذئاب مضحك جدا.. فهل اصبح قضاة محاكم لاهاي الذين كانوا لا يعترفون بهم ويستهزئون بقراراتهم اليوم اسود يتشرفون بالوقوف أمامهم..؟ سبحان الله مغير الاقوال والاحوال من حال إلى حال؟!!